الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان على المدنية والديمقراطية

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أن مما يندى له جبين التحضر والديمقراطية والتمدن ما أقدم عليه بعض المرضى الموتورين أيتام الفاسدين و صنائعهم ومرتزقتهم ، أولئك الفلول المنفضة عن مآدب الفساد المالي والإداري بعد إزاحة عرابيها عن صدر ديوان الفساد الذي كانوا يعتاشون عليه كالرخم ، فقد اجتمعوا أخيرا وهم لا يجتمعون الا على فساد في جمعة التظاهر الأخيرة في ساحة التحرير ، فقامت جماعة من المتنكرين بهيئة المتظاهرين بالاعتداء والتشويش على المتظاهر ين المدنيين واستفزازهم لغرض سحب التظاهرة إلى مديات تخرجها عن سلميتها ومدنيتها واستقلالها عن الانتماء لحزب أو مكون أو دين ، عدا انتسابها للوطنية العراقية الرامية إلى تصحيح المسيرة والقضاء على الفاسدين في كل مرافق الحكومة المتعددة . لكن الوعي العالي والأخلاق الراقية والتوقع المسبق لمحاولات يائسة من هذا النوع من جانب المخربين المدسوسين، كل تلك المقومات الحاضرة عند المتظاهرين ، حصنتهم من الانجراف نحو ما لا تحمد عقباه، وروى أحد المشتركين في التظاهرة من المدنيين الديمقراطيين أن أحد أفراد تلك العصابة عنفه ولامه على ترديد شعار " لا سنية ولا شيعية ونريد دولة مدنية " فقال له ما هذا الشعار ألسنا أغلبنا من مذهب واحد فكيف تطلق مثل هذا الشعار فما كان من صاحبنا إلا أن أجابه قائلا لأننا قد مللنا الطائفية وبشاعة ما أوصلتنا إليه فأردنا أن ننهي هذه النعرة الطارئة البالية . فانظروا إلى إفلاس المفلسين الذين ضربت مصالحهم في مقتل مميت كيف بدؤوا يتخبطون في تصرفاتهم ، وقد طاش صوابهم فلم يعودوا يعلموا ما يصنعون للمحافظة على امتيازات ومكاسب تمتعوا فيها لسنين عدة هي عمر حكومة المحاصصة الطائفية التي جرت الخراب والدمار على شعب ودولة العراق . ليت شعري ماذا سيصنعون في الجمعة المقبلة بعد التطورات الأخيرة في هذا الأسبوع وما ستتفتق عنه قريحة السيد العبادي المفتوحة على الإصلاح ؟ بل ماذا سيفعل من عادى كل الشعب من أجل مكاسب زائلة بزوال معطيها ، أولئك النواب الذين خسروا في الانتخابات الأخيرة ولم يحصلوا على ثقة الشعب في التصويت فاضطروا إلى قبول التبعية إلى من أهدى إليهم الأصوات التي مكنتهم من الفوز بكرسي البرلمان ذلك الكرسي الذي كان ثمنه باهظا عند من ترك ضميره ومبادئه وعراقيته خارج قبة البرلمان ليدخل تحتها مرددا ما يأمره به سيده الذي رفع شأنه إلى هذا المكان المرموق ، فعاشوا ذلك الحلم الرومانسي القصير من مجد لا يستحقونه وسيدفعون بلا شك كل ما تحصلوا عليه من مكاسب غير مشروعة لأنهم عير مؤهلين شعبيا لهذا المنصب الخطر ، من سيسندهم بعد هرب سيدهم إلى أسياده ومن الذي سيغطي على ضآلتهم وسطحيتهم المعنوية والفكرية ، فقد ظهرت إمارات النصر المبين لثورة الشعب السلمية البيضاء في أوضح صورها عندما هرب الذين سخفوا وقللوا من شأن مطالب الشعب الثائر ، من الذي قال يوما ما عن المتظاهرين وتظاهراتهم " إنها فقاعة .. وانتهوا قبل أن تنهوا " أو الآخر الذي تظاهر بالثقة المطلقة بالنفس حين جعل كل من يتهمه بالفساد تحت قدميه متظاهرا بالثقة بالنفس والشجاعة والنزاهة ما جعل البعض ينخدع بذلك الطرح الخطر ، حتى ظنوا أن الرجل مثالا للنزاهة وقوة الموقف وإذا به يفاجئ الجميع بالهرب إلى خارج العراق والتصريح بأنه قرر الاعتزال والتفرغ إلى دراسة الشريعة التي كانت دراستها حلمه القديم الذي آن له أن يتحقق بعد أن ضاقت به الأرض بما رحبت وأصبح على شفا جرف هار سينهار به في أية لحظة إلى ما لا يعلمه إلا الله في هاوية الخزي والعار الأبدي لمن لا يخشى الله ولا غضبة شعبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر