الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى عمال فحم الكوك - مقال

اليسار الثوري في مصر

2015 / 9 / 9
الحركة العمالية والنقابية


إبراهيم السيد


دخل عمال شركة النصر لصناعة الكوك في اعتصام صباح أول أمس الاثنين، بعد إعلان الإدارة الامتناع عن صرف سُلف العيد والمدارس للعمال. اتخذ العمال أيضاً خطوة تصعيدية مهمة بإعلان الإضراب مساء أمس بعد اجتماع لمندوبين نقابيين مع إدارة الشركة، أكدت خلالها الشركة القابضة عدم نيتها صرف السُلف، وأيضاً أكدت للمندوبين أنها لن تُقدم أي ضمانات لأي بنك بهدف إقراض الشركة لبناء بطارية فحم كانت قد هُدمت بعد انتهاء عمرها الافتراضي، وهو المطلب الثاني الذي يرفعه العمال “إعادة بناء البطارية الثالثة“. وقام العمال بإيقاف عملية الإنتاج والتي تشمل ضخ الفحم لتشغيل مصنع الحديد والصلب والذي يُعاني أيضاً عماله في الهجمة الشرسة التي تخوضها الطبقة الحاكمة على حقوق عمال قطاع الأعمال العام، في اتجاه لتصفية تلك الشركات.

ونحن وإذ ندعم تحرك العمال، نرى أنه من الضروري أن نرسل لهم هذه الرسالة، لضمان أن يحقق الاعتصام أهدافه، وأن يكون خطوة نحو مزيد من التنظيم للعمال وانتزاعهم لحقوقهم، سواء عمال فحم الكوك، أو غيرهم من العمال الذين ينظرون إلى نضال عمال الكوك الحالي، وسيصبح كل انتصار يتحقق الآن حافزاً لهم للدخول في معارك نضالية في مواقعهم ومصانعهم.

من العدو الحقيقي؟!
-------------
من الـمُهم ألا يقع العُمال فريسة الدعاية التي يشيعها النقابيين الصٌفر والإدارات في شركة الكوك وشركة الحديد والصلب، والتي تدفع في اتجاه عدائي بين عمال الشركتين، من مُنطلق أن شركة الحديد والصلب عبء على شركة الكوك، أو أن شركة الكوك قد تأسست لمد شركة الحديد والصلب بالفحم.

على عمال شركة الكوك ألا يقعوا فريسة لتلك الدعاية، بل وعلى عمال شركة الكوك وعمال الحديد والصلب أن يعرفوا تماماً أن كلاً منهم هو ضحية لمئات من كبار الموظفين الذين سكنوا في أرقى الأحياء وركبوا أفضل السيارات على حساب عرق ومجهود العمال، هؤلاء موجودون في الشركات القابضة والوزارات، وبل وحتى في القضاء وفي قلب القيادات العسكرية والأمنية، المئات يحصدون الملايين شهرياً، الملايين التي يُنتجها العمال بعرقهم ومجهودهم ودمائهم، وحياتهم في بعض أوقات، فسنوياً تقع حالات وفاة في كلا الشركتين بين العُمال.

على عمال الكوك وعمال الحديد والصلب أن يعرفوا أن كافة الامتيازات التي تحصُل عليها الإدارات العُليا في البلاد هي نتاج عمل أيديهم هم ومئات الآلاف غيرهم من العمال في طول البلاد وعرضها، وأن تلك الامتيازات بالأساس يتم توفيرها عبر استغلال العمال والهجوم على مُكتسباتهم، وبالتالي فإن إضراب عمال شركة الكوك، كما هو موجه لإدارة الشركة القابضة فهو يواجه أيضاً امتيازات كبار رجالات الدولة.

التنسيق والتضامن ضرورة
------------------
على عمال شركة الكوك الاتجاه فوراً والتنسيق مع عمال الحديد والصلب، على عمال شركة الكوك إرسال وفد يطلُب التضامُن من عمال الحديد والصلب، ويشدد على وحدة العمال في مواجهة الهجمة الشرسة التي تُهدد حياتهم وحياة أُسرهم.

معركتنا ممتدة وتحتاج النفس الطويل والتنظيم
------------------------------
أيضاً ندعو عمال شركة الكوك لتنظيم أنفسهم والاستعداد لمعركة طويلة، فالدولة كما اعتدنا خلال الفترات الأخيرة تتجه لتجاهل احتجاجات العمال وتُراهن على الوقت كسلاح موجه على رقاب العُمال، تعتقد الدولة أن الوقت كفيل تماماً بهزيمة الاحتجاجات العُمالية، يُراهنون تحديداً على نفاذ أموال الـمُضربين وبالتالي عودتهم اضطرارياً للعمل مع طلب صرف المرتب وهنا تقوم الدولة بموجة قمع عنيفة تستهدف فصل عدداً من القيادات العُمالية وخصم من رواتب المضربين وتحويل بعضهم للتحقيق. يجب على عمال شركة الكوك الاستعداد لمعركة النفس الطويل بتأسيس صندوق للإضراب ليسند نضال العمال في هذه المعركة، وفي كل المعارك التالية.

النقابة وإدارة الإضراب
-----------------
تتركز قيادة الاحتجاج بشركة الكوك بيد النقابة، ومن المعروف أن نقابة شركة الكوك لها باع طويل في النضال من أجل مطالب العُمال، لكن من الواجب أن يتجه العُمال لانتخاب لجنة لإدارة الإضراب، لجنة الإضراب تلك الـمُنتخبة بشكل مُباشر من العمال تقوم بالرقابة على أفعال النقابيين وتطرح رؤية لعملية التصعيد وحشد العمال في الداخل وحشد المؤيدين للإضراب في الخارج، وهي مهمات لن تستطيع النقابة القيام بها لأسباب كثيرة، على رأسها أن النقابة تعج بالإصلاحيين الذين يتجهوا في الأساس للتفاوض والتنازل عن كثير من مطالب العُمال، وأيضاً العديد من النقابيين الحاليين بالفعل يرفضون خطوة التصعيد التي بدأها العُمال بداعي أنها قد وقعت مُبكرة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تأخر النقابة عن العُمال.

إن احتجاج عُمالي بدون خطة تصعيد، وبدون تنظيم لإدارة الإضراب هو أمر خطير تسبب في هزيمة مئات الاحتجاجات العُمالية من قبل.

لذا فندعو العمال، الآن وفوراً ودون تأجيل، لانتخاب لجنة لإدارة الإضراب بشكل مُباشر وحر، وعلى العمال حشد المؤيدين من خارج الشركة للإضراب ، وعلى العمال إرسال وفد من مندوبيهم للتفاهم مع عمال شركة الحديد والصلب وضمان عدم وقوع أي صدام عبر تحريض إدارات الشركتين وبعض النقابيين الصٌفر، وعلى العمال الاستعداد لمعركة النفس الطويل.

كل التضامن مع عمال الكوك

عاش نضال الطبقة العاملة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - عبد الوهاب خضر المتحدث باسم وزارة العمل يتحدث ع


.. الهند.. أكثر من 80 بالمائة من الشباب عاطلون عن العمل!!




.. العاملون في شبكة الجزيرة ينظمون وقفة بمناسبة اليوم العالمي ل


.. مع ولادة كل طفل.. حياة الأمهات العاملات في ألمانيا تتغير، كي




.. اتحاد نقابات عمال مصر يهدي الرئيس السيسي درعا تذكاريا