الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضامناً مع ثورة الإصلاح في العراق

راغب الركابي

2015 / 9 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية




في البداية  أود التذكير بأننا جميعاً حلمنا بالتغيير وبنهاية عصر دولة الحزب الواحد  والفرد الواحد   ،  وكان حلمنا ببناء الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع ويعيشون من غير أحقيات أو تفاوت طبقي أو فئوي   ، وقد عملنا في هذا الإتجاه حسب المستطاع وكنا على الدوام نبث روح الحماسة من أجل رص الصفوف وتوحيد الكلمة كي يبقى ووطننا وشعبنا واحد وموحد   ، وكانت لنا إسهامات معينة في هذا المجال من خلال المساهمة  في وضع مسودة لدستور الدولة الجديدة ، وقد ناصرنا عمل  الحكومة وفي تصديها  لقوى الإرهاب والتطرف من القاعدة ومثيلاتها ، ولم نكتف ببيانات بل كانت لنا ممارسات بينه ومحددة في هذا الشأن  . 
أيها الأعزاء 
أخاطبكم ونحن نعلم إن  العراق  يمر اليوم  بأخطر مرحلة من تأريخه  المعاصر ،  مرحلة تحدد وجوده وإنتماءه و بين أن يكون أو لا يكون ،  وتعلمون  جيداً بمن يخاطرون وبمن يتآمرون على وحدته وكيانه ومنظومته القطرية ، إن شعب العراق يحث الخطى  نحو الإصلاح  يحدوه أمل بتغيير الحال والوقوف على أسباب التدهور التي يمر بها ، وأسباب الفشل   ،  وهذا الكم الهائل من المفسدين والفاسدين والسراق والمحتالين  ، الذين ضيعوا الفرص وأفقدوا الشعب الأمن  والأمان والخدمات والوظايف  ،  مما أدى إلى تثليم الوطن ونمو النزعة الفئوية والطائفية بين مكوناته  .
أيها الأخوة :    لقد نبهنا في أكثر مناسبة إلى هذه الفوضى  ،  وإلى هذا الخلل في بناء الدولة والحكومة التي قامت على أسسس المحاصصة البغيضة  ، والمؤسف إننا لم نجد لندائتنا أذن واعيه  ،  بل  وجدنا  تنافساً سلبياً لدى  البعض   ساهم في زيادة التشظي  ،  وبث الفرقة بين أبناء البلد الواحد  ، وهذا الذي أدى إلى التمسك بفاقدي الشرعية  والقيم  في مناصب هامة في الدولة العراقية   ليكونوا ممثلين للشعب وزعماء له .
 إن ثورة الإصلاح  التي ينادي بها العراقيون اليوم ، منوطةً بنا جميعاً وعلينا واجب قيمي وأخلاقي ووطني في نصرتها ودعمها  حتى تبلغ أهدافها  كاملة ،  وليس ذلك منةً منا  بعدما أعطى العراقي كل شيء من أجل أن ينعم بالحياة الحرة الكريمة  ،  نعم لقد ضحى العراقي بالكثير من أجل ان يجد نفسه وهويته ووجوده  في هذا العالم  .
 إن العراقي شديد الحب لوطنه ولهذا فهو يقود  هذه الثورة من أجل ان يكون العراق دولة حرة مستقلة ذات سيادة وذات إعتبار ، وفي ثورته هذه ألغى من قاموسه هذا التفريق المصطنع الوافد  ، وأستعاض عن ذلك بشعارات الوحدة والتضامن ورد الإعتبار والحرص والمسؤولية الوطنية  ، إن العراقي هذا الثائر الجديد  قد طرد  من عقله وروحه  كل مسببات التخلف ليعيد لنفسه ولشعبه ما سُلب منه عنوةً .
 أيها العراقي وحيثما كنت  :   ليرتفع صوتك عالياً بالدعاء والهتاف لنصرة العراق على قوى الإرهاب والتخلف  ،  وبدرجة مماثلة على أولئك الشياطين الذين سرقوا  حقه في الحياة وبددوا ثروات الوطن في النهب والسلب ، إن العراقي قد يصبر طويلاً ولكنه لن ينسى من أفقده كرامته وعزته  ، ولهذا يصر هذا الشعب ليجد نفسه حاضراً ومؤثراً ،  وإذا   ما  قُدر له  النجاح  في ثورته فإن لهذا النجاح  تداعيات ولواحق ستشمل كل المنطقة  العربية والإسلامية  ، لأن نجاح العراقي سيبث الروح من جديد وسيشعر الآخرين بقوته وعزيمته وإصراره على الحق ، وإيمانه  بوحدة مصيره وإنه القوة الفاعلة التي تغيير من حوله   .
إن إنتصار ثورة الإصلاح موضوعياً  تعني لدينا  الرد العملي على كل المشككين بقدرة الشعب على أسترداد حقوقه  ،و بناء دولته الحرة المستقلة  ، إن الإصلاح الذي يُطالب  به   الشعب هو من أجل إخراج العراق من دوامة الصراع والقتل والفتنة الطائفية  ، وإنه الكفيل كذلك بإخراجه من الوضع المهمل والمنسي الذي جُعل فيه  ، ورفعه إلى مستوى  الشعوب الحية  النشطة والفاعلة  التي تتبوء وجودها وتحقق ارادتها بعزيمتها وبصبرها وبتماسكها وبوضوح رؤيتها وتحديد أهدافها .
إن  الإصلاح المُطالب به سيجعل من الدولة العراقية  مسموعة الكلمة عظيمة الشأن بعدما غابت وأندثرت في الساحات الدولية والأقليمية  ،  إننا نؤمن ان ثورة الإصلاح هي  غاية وهي وسيلة في آن معاً  ، فهي غاية  : لأنها توحد جهود العراقيين جميعاً  في تحقيق ذاتهم  ،  والإنتصار على كل عوامل التعرية والتخلف التي جيء بها إليهم من وراء الحدود  ،  وهي وسيلة :  لأنها تمثل العمل الجريء الذي يقوم  به الشعب بمحاربة الفساد والجريمة بروح وثابة وعزيمة وصدق إنتماء  ، كما إن الإصلاح يزيد من اللحمة الوطنية بين قوى الشعب مما يشعره بوجوده وبأنه وحدة واحدة  .
إن الواجب يقتضي من الجميع المشاركة في هذه الثورة  وكلاً من موقعه وحسب إستطاعته  ،  فالكاتب بقلمه والفنان بتنوع موضوعاته والصحفي بما يبث وبما ينشر ، كما ان الشعب الثائر يشكر المرجعية على موقفها الحاسم إزاء هذه القضية ، وإن دورها في الرقابة والنظر دور محمود وهو عندنا موضع إحترام خاص   ،  وإنني في موقفي هذا أدعوا إلى الإستمرار في التظاهر والإعتصام السلمي المشروع حتى تتحقق كل الأهداف في بناء الدولة المدنية الديمقراطية ، وكلامنا هذا نوجهه للجميع لكي نجعل من تظاهراتنا الصوت الذي يسمعه العالم واصحاب القرار ومن يهمهم الأمر

هذه الكلمة أُلقيت في تجمع العراقيين الذي دعى إلية مركز الجالية العراقية في مونتريال كندا يوم الثلاثاء المصادف 8/9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.