الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب : يجب وضع حد لمكبرات الصوت المستعملة ليلا بلا حدود

التهامي صفاح

2015 / 9 / 10
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


المكبرات المقصودة هي تلك المستعملة ليلا في حفلات الزاوج والختان و غير ذلك .فما ان يمر شهر رمضان و كل مناسبة دينية إلا و تبدأ هذه الحفلات المزعجة .
فإذا كان الهدف من "حفلات الزواج" ، حسب الثراث القَبَلي البدوي الذي لا يزال شائعا عندنا رغم تطور الحياة و تأسيس المدن، هو ما يسمى "إشهار الزواج" أي إنتشار الخبر بأن فلان قد تزوج فلانة و فلانة قد تزوجت فلان حتى "تنصرف العيون و النفوس" عنهما ، فلا ندري ماذا سيشهر الذين يقيمون حفلات للختان و هم يشعلون مكبرات الصوت لاقصى حدها ليلا .
يلاحظ أن الحفلات، بالنسبة للذين لا يستطيعون الذهاب بحفلاتهم لقاعات الحفلات البعيدة عن التجمعات السكانية وذات الثمن الباهض بالنسبة لهم، تقام يا إما في البيوت أو في خيام قريبة منها يكترونها و ينصبونها في الطرقات معرقلين السير بالنهار لمدة من الزمن قد تكون يومين او ثلاثة ايام و مستعملين مكبرات صوت جهنمية ليلا لا تعلن فقط الزواج للاقربين من السكان بل تسمع لشدتها من مسافات بعيدة وتزعج هؤلاء في سكينتهم و طمأنينتهم التي هي حق لهم معتدى عليه بمبرر هذه الحفلات بحيث يجدون أنفسهم كجيران محرجين من التعبير عن إسيائهم منها لمن أقاموها أو التبليغ عنهم و رغم وجود نصوص قانونية تمنع الضوضاء ليلا و المس بطمأنينة و سكينة السكان فلا أدري ما السبب الذي يمنع من إرغام هؤلاء على إحترام القانون إن كانت هناك تراخيص تمنح لهم لإقامة هذه الحفلات التي تستعمل مكبرات الصوت الجهنمية ليلا في المدن خارج القاعات المتخصصة في الأفراح .
إذا كان المرء لا يستطيع اقامة حفلة في قاعة للحفلات فمعنى ذلك انه دون مستوى ان يخسر اي مليم . لأن سعر هذه القاعات في الحقيقة يوزع على متدخلين كثيرين في القاعة لدرجة انها تبدو جد رخيصة بالنسبة للميسورين .اليس الافضل كما يقول المثل الفرنسي أن لا يمثل المرء دور الاغنياء حين يعوزه المال و يتصرف بتواضع في كل شيء ؟
المشكلة هي أن التجمعات السكانية في المدن تحتوي على الموظفين مدنيين و عسكريين محكومين بالوقت و يجب أن يكونوا في مكاتبهم او مهماتهم صباحا و طلبة و تلاميذ صغار هم أيضا يذهبون للمدارس و متبوعين بالمراجعة والتحصيل و حل الفروض المنزلية و غير ذلك كعمل ذهني يشوش عليه هؤلاء و يمنعون راحتهم الطبيعية و حاجتهم للنوم ليلا والتي هي حق معتدى عليه .نجد أيضا شيوخا يقومون لصلاة الفجر و مرضى و حوامل و غير ذلك في محيط هذه الحفلات التي تبقى وحدها تشغل الفضاء الصوتي بموسيقاها بأعلى شدة حتى الصباح وهو الفضاء المفروض فيه السكون و الهدوء لراحة السكان طيلة الليل .
إن استعمال مكبرات الصوت ليلا قرب السكان لا يؤثر فقط على السمع و يمنع النوم و يشوش على تحصيل التلاميذ بل يؤثر على صحة المواطنين .
و اذا كانت الحرية هي أن تفعل ما تريد كحفلة مثلا و تسمع خلالها الموسيقى أو غير ذلك ، فهي أيضا أن لا يفعل الآخرون ما لا يريدون بالنسبة للذين تعتدي عليهم مكبرات الصوت ليلا و لا يريدون سماع ضجيجها الجنوني حتى السادسة من الصباح . بدون نوم .فاستعمالها المشوش على راحة السكان هو جريمة بكل المقاييس .
لذلك على السلطات المختصة في المغرب أن تتحرك لهؤلاء وتعالجها إحقاقا للحق و حفاظا على حقوق المواطنين و راحتهم و صحتهم .و لأن المتخلفين عن أعمالهم مثلا بالنسبة للموظفين أو عن مدارسهم و غيرذلك بسبب ليلة بيضاء بدون نوم سببتها مكبرات الصوت الهوجاء والممنوعة قانونا هو إضرار بمصالح الدولة و المصلحة العمومية .
أتمنى أن تعالج السلطات في أقرب الآجال هذه الآفة الخطيرة على صحة السكان تعبيرا على أن المغرب يتغير و أنه فعلا دولة الحق والقانون .
و تحياتي للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم