الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب علي الإرهاب : كذبه أمريكية

محمود طرشوبي

2015 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة علي الإرهاب في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 هي مجرد حرب حقيقة ، بل كانت أكثر كذبه في التاريخ الأمريكي , و لم تكن إلا دعاية جديدة و حجة أكثر جاذبية للعالم للقضاء علي الإسلام و لإحتلال أراضيه , فكيف تزعم أمريكا و هي راعية الإرهاب الأولي في العالم إنها تقوم بحرب علي الإرهاب , ألم يسأل العالم نفسه عن الحروب و المجاز الوحشية التي شنتها إسرائيل برعاية أمريكية كاملة , و غيرها في كوريا و فيتنام و اليابان و الكثر من العمليات القذرة التي قامت بها أمريكا سواء من خلالها جيشها أو مخابراتها .
كانت الحرب علي الإرهاب الذي تمثل في القاعدة و فروعها في العالم , و دعونا نتسأل من حول الإسلام السلفي المنطلق منذ نهاية الستينات في دول الخليج العربي و بدأت أثاره في النفوذ إلي قلب العالم العربي مصر و منها بدأ يتسلل إلي كثير من دول المشرق و المغرب , أليس أمريكا هي من حولته إلي الإسلام المسلح لإدارة الحرب مع الأتحاد السوفيتي السابق , كانت الحركة الجهادية رائعة ضد الروس القادمين نحو أرض الأفغان , و لكن الدعم الإمريكي حولها من حرب جهادية لتحرير بلد مسلم ، إلي حرب بالوكالة عن أمريكا ، و رغم ما خاضه المجاهدون من معارك ، إلا إن أمريكا رفضت هذا الأنتصار أن يحسب للمجاهدين , و بدأت في إشعال الحرب بينهم ، و بدأت حركة تنظيم قاعدة الجهاد في الإنطلاق و تحول بن لادن و رفاقه من شباب مسلم ذهب للتصدي للهجمة الشيوعية علي أفغانستان ، إلي شباب يريد تطبيق نفس الفكرة علي الأرض الذي خرج منها ،و عاد الشباب المسلم إلي بلاده حاملاً بذور فكرة العمل المسلح لإقامة دولة الإسلام , و أعلن بن لادن عن إنشاء تنظيم القاعدة ليكون نواه لكل من يحمل الأفكار الجهادية في العالم , و بعدها نادي الظواهري بإنشاء الجبهة العالمية لمحاربة اليهود و الصليبين وأعلنت عدد من التنظميات داخل الدول العربية و الإسلامية بيعتها للتنظيم و بدأت عمليات علي جميع مستوي العالم كانت أكثرها شراسة عمليات 11 سبتمبر 2001 و نادت أمريكا بعدها بالحرب علي الإرهاب , و من تاريخه و اتخذتها أمريكا كذريعة للحرب ضد أفغانستان و العراق و ضد كل من يحمل الإسلام , و اصبح كل مسلم متهم في العالم بأنه مشروع إرهابي ، و ضغطت أمريكا علي كل دول العالم لتسليم من لديها من مطلوبين و فتحت مراكز الإعتقال و التعذيب في دول كثيرة , و انتهكت حقوق الإنسان في سبيل الحرب علي الإرهاب , و كانت التصرفات الأمريكية اوجدت عقيدة لدي الشباب المسلم بأنهم سبب بلاء الأمة و دخل الشباب المسلم في دول كثير إلي تنظميات مناهضة للأنظمة العربية و إلإسلامية , و بالطبع مناهضة للتوجه الأمريكي في المنطقة , و سؤالي هل أتت الحرب الكاذبة علي الإرهاب ثمارها ؟
بالطبع إجابة السؤال لا !! و مشاهدة المسرح العالمي تقول بأن هذه الحرب فاشلة , و بل قد أعطت لممارسي العمل المسلح فرصة و ذريعة قوية لإستمرار مشروعهم الفكري .
دعونا نتكلم بصدق كان الربيع العربي الفرصة الكبري للقضاء علي الإرهاب , و ترك الشارع العربي يمارس حريته , و يختار حكامه , و كانت خيارات العمل المسلح ستقسط تباعاً ، لأن الحرية هي المفتاح الحقيقي للحرب علي فكر مخالف للثوابت السماوية و البشرية , لو ترك الخيار للجماهير أن تختار من يحكمها لكانت هي من تصدي للإرهاب و لكن الثورات المضادة لم ترحم الشعوب و لم تعطها فرصة لكي تمارس حريتها , حتي لو كان الإختيار جماعات تنتمي إلي التيار الإسلامي , هذه التيارات لها مشروعها الفكري و من حقها أن تصل إلي الحكم ، و كانت بوصولها السلمي هذا سترفع الغطاء الشرعي و الفكري عن الجماعات التي تحمل السلاح و هذا حدث بالفعل , و لو سقطت في تجربتها لأعطت الشعوب مبرر لعدم إختيارها مرة آخري , إن العمل المسلح شهد إنتعاشة غير عادية بعد سقوط إخوان مصر -أيا كانت الظروف - و ذلك للتأكيد علي إن مشروع الإسلام المعتدل الذي سعت إليه أمريكا فشل ، و إن الكلمة للسلاح , و من تنضح به وسائل التواصل الإجتماعي من حشد غير مسبوق للفكرة المسلحة ما هو إلا نتيجة للسياسات التي مارستها الثورات المضادة داخل بلاد الربيع العربي و الذي إنعكس بدوره علي كل الفكر الإسلامي المنتشر فوق المعمورة .
لا أحمل الإخوان الظهور القوي لتنظميات العمل المسلح بقدر ما أحملهم فشل مشروعهم الفكري الذي لم يستطيع الصمود في وجه معارضيه , و لا ينطق فلان و يقول الريح كانت أكبر منهم ، و أقول إن كنت تعرف إن عدوك أقوي منك فلماذا تتدخل معه في حرب من البداية .
ها نحمل اليوم هم جديد في تاريخ الأمة من إننا نحمل دين يحمل بين طياته مشروع الإرهاب , و ليس الدين المتهم بالطبع و لكن من حمل أمانه الدين و من تصدي للتحدث بإسم الدين فلم يفهم سير النبي العدنان و سيرة الصحابة و تتطبيق النتاج الحضاري لهذه الأمة الإسلامية العريقة .
إن الحديث عن كذبه الحرب علي الإرهاب لا يختلف عليه إثنان ، فقد فشلت الحرب في سيناء , و في عدة ليل حصد الموت عشرات القتلي و المصابيين ، رغم إن البرنامج الإنتخابي القائم علي فكرة هذه الحرب , و استدعينا الفشل الأمريكي في هذه الحرب و قدمنا الحلول الأمنية علي الفكرية و النهضويه و كان أولي بالقائمين علي الأمر أن يذرعوا بذور النهضة و الصناعة بدل من إلقاء الصواريخ علي أسر أمنه , لكي تكون منبع آخر من منابع العنف المسلح .
إن أمريكا دخلت العراق زاعمة إنه للفضاء علي الإرهاب فتولد العنف عشرات و أصبحت التنظيمات عشرات ، و دخلت إيران وراء الأمريكان لغرض القضاء علي السنة و لتشعل عنف مسلح لا ينقضي قبل أن تقضي هذه الأمة نسأل الله السلامة .
هكذا كانت الحرب الزائفة التي تزعمتها راعية الإرهاب في العالم ، و من ورائها أصبحت كل الدول التي هي مصدر إرهاب ترفع شعار الحرب علي الارهاب , و لست مازحاً إن قلت إني إنتظر إنتصار الإرهاب .
محمود طرشوبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية