الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخيم الفلسطيني وحق العودة

عماد صلاح الدين

2015 / 9 / 10
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


المخيم الفلسطيني وحق العودة

عماد صلاح الدين
10-9-2015
هناك خطاب تقليدي فلسطيني وعربي، حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصا عن أهمية ورمزية المخيم الفلسطيني للاجئ، وفي التذكير بجريمة الصهيونية وإسرائيل، بحق مئات ألاف الفلسطينيين، الذين نفذ مشروع التطهير العرقي عليهم أعوام 47 و48 من القرن العشرين الماضي؛ حيث استولت العصابات الصهيونية على أراضيهم وقراهم ومساكنهم بالقوة العسكرية المسلحة، بعد ارتكاب عشرات المجازر البشعة والابادية؛ في دير ياسين، وحيفا، ويافا، وصفد، والطنطورة، وغيرها.

ويركز الخطاب، على أن هذا المخيم، شاهد ماثل ومستمر، على نكبة الفلسطينيين وتشردهم ، وبالتالي على حقهم المستمر، والذي لا يسقط بالتقادم، ولا حتى بالتنازل، من أي كان، في العودة، ومن ثم التمكن من تقرير المصير، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لسنة 1948.

ومخيمات اللجوء الفلسطيني، ترعاها هيئة الأمم المتحدة، عن طريق وكالة متخصصة، أنشئت لهذا الغرض، بموجب قرار دولي سنة 1949، تسمى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).

وقد كان الغرض الأساسي المتوخى، من الوكالة أعلاه، هو العمل على توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، التي هجروا إليها، عقب جريمة التطهير العرقي عام 1948، لكن حراك الصمود الثوري والمقاوم الفلسطيني والعربي، تحديدا خلال فترة المد القومي العربي، في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، منعت تلك المحاولات الأولى، والتي لم تتوقف حتى اليوم، في سبيل إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، بغير ممارستهم لحقهم الطبيعي والقانوني والسياسي، في العودة وتقرير المصير.

لكن المشكلة، هي بخصوص طريقة عمل وكالة الاونروا، والتي لم يطرق بابها احد من المختصين أو المعنيين بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، وهي مسالة الإبقاء على الفلسطينيين في المخيمات، سواء الموجودين في الأراضي المحتلة عام 1967، أو أولئك الموجودين في الجوار العربي، في الأردن، وسوريا، ولبنان، من خلال تسويق فكرة رمزية المخيم، ومنع التفريط بحق العودة، إلى حين تحقق العودة الفعلية، إلى قراهم، وأراضيهم، ومساكنهم.

وبظني، أن ديباجة الرمزية هذه، لا تختلف عن كثير من ديباجات وخداعات المشروع الاستعماري الكولونيالي الغربي، وتابعه الاستراتيجي في المنطقة المشروع الصهيوني، في تمرير مخططاته في فلسطين والمنطقة العربية؛ مرة باسم السلام، وثانية، باسم الشرعية الدولية، وثالثة باسم مكافحة الإرهاب، خصوصا أن الاونروا هي وكالة منشأة عن الأمم المتحدة، التي تمثل الأخيرة – عمليا- مصالح الدول الاستعمارية الكبرى، بما فيها إسرائيل، منذ أن أنشئت عام 1945، عقب هزيمة دول المحور، في الحرب العالمية الثانية.

ولا اعرف، كيف يمكن أن يساهم مخيم فلسطيني، يعيش فيه الفلسطينيون ظروفا معيشية وإنسانية غاية في الفقر والمرض والجهل والاكتظاظ، وغيرها، في الحفاظ على حق العودة لهم، ومن ثم تقرير مصيرهم.

إن المرض والفقر عدوان للتقدم والنهضة والتحرير، ولا يستطيع إنسان يعاني كل هذه الأدواء، أن يمارس معتاد طبيعة الحياة في أساسياتها، فما بالكم والأمر هنا يتعلق بمشروع وطني وتحرري، في مواجهة حالة استعمارية دولية، ترعى مشروعا استيطانيا احلاليا، بكل أنواع الرعاية والدعم العسكري والمالي والسياسي .

وعليه، لا بد وان يعطى اللاجئون الفلسطينيون، فرصة الانتشار في العيش الممكن والمقبول، في أحياء وقرى ومدن، حيثما وجدوا في فلسطين وخارجها، حتى تهيأ الفرصة لهم ليتمتعوا بمقومات الإنسانية العادية، في الصحة، والعمل، والتعليم، والتنقل، والتفاعل، مع بقية مكونات المجتمع الأخرى؛ فالأفراد الأقوياء والأصحاء، هم الذين يحققون انجازاتهم الشخصية والوطنية والإنسانية، وليس الضعفاء والمرضى والجهلة. وهذا لا يعني تخليهم عن حق العودة أو قبولهم بالتوطين والاندماج، في المجتمعات التي يتواجدون فيها.

والسؤال المنطقي والمهم هنا: هل حق العودة وتحققه وتنفيذه واقعا حيا بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، شرط تحققه الأساسي، هو معاناة هؤلاء اللاجئين، عن طريق حشرهم في مخيمات وغيتوات مخنوقة، تعمل على تفريخ المرض والجهل والفقر والإحباط والبطالة والتخلف العام، أم أن إعداد هؤلاء اللاجئين إنسانيا بالقوة، والتعليم، والتوجيه، والتوعية، هو كفيل السير على النهج الصحيح، في تحقيق الحقوق الوطنية، وفي مقدمها حق العودة وتقرير المصير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ