الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في - خواطر في مخيلة العشق - اجتمعت في نصوص الشاعر رضوان عاشور والشاعرة هناء العمصي

هدلا القصار

2015 / 9 / 10
الادب والفن



رؤية في " خواطر في مخيلة العشق " اجتمعت في نصوص الشاعر رضوان عاشور والشاعرة هناء العمصي


بقلم الشاعرة والكاتبة/ هدلا القصار
في "مركز غزة للثقافة والفنون" كانت لنا ممحطات رؤيوية بعد متابعتنا لنصوص الشاعرة هناء العمصي، والشاعر رضوان عاشور، حيث بدا لنا أننا نقف أمام شاعر لم تصنعه الكلمات، ولم تصنفه المعاني.. شاعر يهرب من اللغة المعسكرة يرفرف بجناح المخيلة يحلق بما تتلو عليه الروح في يقظة توزع جينات العشق على جسد القصيدة ليحملها تاريخ الأرض والحب العذري .... فيما يرسم تضاريس الانصهار، في مخيلة تحول الأرض والأشياء والطبيعة إلى كائنات تتحرك أمامه، كطائر ينقر الصخر ليستخر جرعة الحياة، من تفاصيل المفردات والصور الوجدانية وعلاقته بروح الومضة وتفاعله مع الحدث الإنساني، حيث يغوص الشاعر في محتوى يحث استنهاض القصيدة من غفوتها، ليرمم صور مهملة على خرائط، لا تشبع لهفته ...
يحمل الشاعر رضوان عاشور هموم الوطن في داخله كفدائي عاش تحت ظل السلاح مرتديا عباءة الغربة مسافرا في الحياة متجاوزا محطات العمر متنقلا من حالة إلى أخرى تتجاذبه الوحدة أحيانا، وأحايين أخرى يدفعه الأمل إلى الانطلاق بعيدا عن اليأس، متحديا بإنسانيته هموم الحياة بتفاؤل موسيقى تعزف على أوتار عشق الحياة المبتلة بشهقة الدروب .
حيث صيغ موازين الشوق في نصوص ترطب الشفتين لينفي معيقات نضج فاكهة الحبيب، وحديث الشوق، وتقبيل الخدين وما بينهم ..... ليقترب البعد عن الحبيبة ويمسح غربته المظلمة باحضان السهر، مما جعله يغني بروح الشاعر الذي يحرك أشياء بعضه، يتهيأ للبقاء المرمم عبر نصوصه، مرة في اللغة العامية (المحكية) ومرة اخرى بالفصيح ومرات قليلة بالشعر العامودي، حيث يحاور المكان، يعلل الصدى، على رجفة قطاف تهدل الروح ليعز عليه نوم الأهداب، من دهشة عينان تنقر زهرية القلب الذي يربط بين جمال المرأة الفلسطينية (اللي عليها العين) كما يقول الشاعر وبين دهشة حضورها والخوف من غيابها عن الحاضر.
ما دعانا الابحار في قلب عاشق لسيدة تمثل فلسطين البهية بغزلً صارخاً أورده لنا الشاعر رضوان، في نص فلسطينية، الذي حمل ثلاثة لوحات، الأولى على شكل الحبيبة والأخرى على شكل الأرض "الأم" والثالثة تتشكل بشهقة الصدر، حيث يحلق الشاعر بوصف المرأة الكحيلة، ألا وهي المرأة البسيطة في كل مفاتنها عفويتها، بكل ما يجذبه من شاشة رأسها /وجهها /شعرها /ثوبها / سواد عيناها /كحل جفنيها، عطر أنوثتها المختبئ بين طيات الثياب الفضفاضة وما بينهم من ابداع الشاعر رضوان عاشور الذي زف قلبه إلى فلسطينية الموقف

لا شك أن الشاعر يملك حنكة سوسيوثقافية الإنسانية، المرتبطة بحياة العاطفية، وأوجاع الشهية، المحترقة من أحلام تحرك المدى الذي منحته مرآة تجمع بين الرجل والمرأة والكون، في شخصية الشاعر المتوحد في العديد من النصوص المتعددة الجدال، والحركة، من كينونة فرضتها إيديولوجية الشاعر، المستلهم لونه الفلسطيني دون بكاء، لا بل يتساجل مع روح المخيلة، يلعن الكائنات الغير مبشرة بالتفاؤل /يشتم/ يتساءل، يتخيل، يلاعب تصوراته كما تملي عليه المخيلة ....
يطوع القصيدة بما يشتهي الأثير، حيث سجل لنا خواطر مخيلة العشق المباح كما في نص ( بقايا ليل )
حيث يبحث الشاعر عن الحب المتجسد بشهية تسبح بين الأرواح، والحرائق الملتهبة من نهد الخيال، وفردوس الشعر، وبالونات العاطفة، ليرويها عذوبة المطر، ويحلب الشعر من فضاءه الواسع عبر بوابة الأحلام... و ليقف أمام المتلقي ويعترف بمتطلباته الروحية، على أورق اخترقت لحظات الوحدة، ورغبة الاكتشاف والتحول لتستريح أنفاسه في قصيدة ( عادت أليا ) وما يروق له من عطاء شفاء الروح في خواطر مخيلة العشق .
3 - ولأن من الصعب علينا تعدد ما تحمله مقاطع أبيات نصوصه الزاهدة، وارتباطها بالمسائل الشعورية التي تعيش مع الشاعر رضوان ومتغيرات الفكر الذي يقرؤه القلب في كرنفال الوجع، وسط رياح عتمة ليل أظهر أشجان أغنياته، وما فيها من دهشة تفرده، الذي كشف لنا خصائصه، وتنوع جماليات إبداعاته في قصائد تميزت بأبيات متعددة، ولكل بيت يأتي بمخيلة كجوع الصائم لإفطار يروي الأوراق الفاغرة، كما في نص( خذيني )

أما الشاعرة الرومانسية هناء العمصي
الشاعرة العاطفية التأملية الحالمة

تطلق سراح مخيلتها وكأنها تغذي الوليد قبل الولادة، المرتمية بالاتجاه الإنساني لتستفز متابعة المتلقي لرؤية تجربتها التي تنساب من بين أناملها ككائنات تفتح لها الإلهام، ترفع حلا موسيقاها التأملية، المنبعثة من تناغم يعبر تراكيب تحي ذهول اللحظة، لتشتكي من يجالس رقة مشاعرها المقطرة من روحها البهية، لنتأمل معا الأدب النسوي الذي يطرح نفسه بجدارة

ولنفتش أيضا عن شاعريتها في استعاراتها المرآوية، والمبحرة في كلمات تسير كأمواج عامرة بالمصابيح، وكأنها تذكرنا بكرنفال الشموع،المستسلمة لرؤية ترتشف منها حقول الحنين، بطريقة مباشرة ووضحة الرؤية، تحرض إبداعات تجربها المحلقة في فضاء الشعر، لتنطلق عاطفتها الصادقة، فتمطر الكلمات من بين شفتيها بنداء الالم الذي يتسع الماضي المقارن بالحاضر لتظل تدور كعصفور يلتقط الذكريات من لهفتها للحبيب الذي تاهت عنه إزهار الحب المورد ... كما في قصيدة ( عصفورة انا )
وكلما شعرت ان ذاك الحبيب سيدخل باب اهل الكهف تقف لتوقظ ما تاه في ثبات قبل ان تغبره السنين، مما اعطتنا حق الحديث عن تجربتها وندبات الغضب من غوايات كشف تعري المواقف الإنسانية والرومانسية ، المتوحدة مع امرأة متخفية وراء سرير الحكايات، الممزوجة بالصمت الذي لا يبرح خفايا النداء المنتهي بالصراخ المبحوح، كما في قصيدة ( شبه نار )
لترتل لنا امرأة تكشف خبايا الروح في لحظة تجلي او الم يشتكي الزهد على أرواق شاعريتها في هاتين النصين تتصلب أمامهما أقدام الخيل .

حيث تلملم الشاعرة بوح المفاصل، وصقيع الجدران، في تألق صوت امرأة تسجل هامات ما تمر به من مشاعر
فيما تعيش الشاعرة الواقع كالجوهرة التي لا تكف عن التأمل بالذات الإنسانية، فيما تعري المواقف المظلمة في إيقاعها المضيئ عتمة الصمت، وما يسكن القلب من ملامح امرأة تائهة بأمواج الألم من فجوة تساهر الشاعرة على ما تيسر من ملامح تناشد الخلود، ومداعبة الصمت من عطر ذكريات تنعش النبض الغافي على جنون الغائب، بملامح تنزف أنامل معطيات الواقع الإنساني في مقومات الحضور، وما تحمل من معاني القصد في رسائل معبرة عن أفكار وأحاسيس تتأرجح بالصمت الميتافيزيقي، لنتاج العاطفة والتفكير في عالمها باللحظات الحميمة، لتمد لنا حرائر البوح في أسئلة إيديولوجية، تعانق بياض احتلال الفكر كما ىفي قصيدة " احتلال"
فبإمكان المتلقي ان يترجم ما في مخيلة الشاعرة بكل سهولة ودون عناء ، من خلال عناوين قصائدها المعبرة عن واقعها بقلم يبتعد عن التكلفة المزخرفة، مما سمحت للشاعرة أن ترفرف مذبوحة على ضفة الغنج .... قبل ان ترتل لنا ما تحمل للمتلقي ما يسري في دمها الساخن من خلال نصوصها .
وفي نهاية الوقت اتلت علينا الشاعرة هناء العمصي عشقها بإيقاعات رقيقة تبلل عطش الصمت، كنهر مجهول ينتظر العتمة لتتوه في اللا وعي، وليبقى حلمها كذمار رغبة سهاد يفتح أسرار المشاعر المنسية، في ليل يتنفس خلوة تستعرض فراغ الحنين المغدور، وما يقترن في نفس الشاعرة، لتتغنى بخليلِ تاه عن بهاء من يوقظ عاصفة الشوق في قلبها قبل ان تحترق في رغبة خاسرة، توقظ جنون الحواس بشاعرية مليئة بالأفكار والمحاكاة وانعكاسها على الذات قبل ان تدخل بعد المسافة المجروحة، لحبيب يتسلق ابواب الذكريات الجميلة بـفيـض يكحل صدى يخترق فضاءات لا يسمعها سوى شاعر في سكون يزمجر غرف الليل ... كما عبرت في نص ( لم يعد للوقت وقت )
لذا أطلق عليها شاعرة الرومانسية، الواقعة بين العشق والبوح، وبين الالتفاف على الذات، وبين المحسوس والتجريد، وما بين اللغة والمخيلة المبحرة في يقظة شاعرة تنثر روائعها أوراق الليالي الكتومة، في لغة أنيقة وسرداً مكثف داخل موسيقى تواكب إشعاعات تسعى لتسكن أرصفة الشعر الملوح بزجاج يتوهج في تجربتها ومعاناتها، ووجد الشوق والعشق، ومؤثرات تصوير المشاعر في اللحظة الليقظة على أوراق الشاعرة هناء العمصي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل