الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللهم حسن العاقبة ...!!

طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)

2015 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


اللهم حسن العاقبة ...!!

احيانا، وحين يتكرم علي الوقت ومشاغل الوظيفة والعمل ومسؤوليات العائلة ، اشاهد برنامج ( الساعة التاسعة) في البغدادية ... اليوم تسنى لي ان اشاهد حلقة سميتها حلقة ( الحجي الكبار!!)
ادرج هذا الوصف وانا اتذكر قصة سمعتها في الماضي عن ام كانت توبّخ ابنها وهي تسخر من حكاياته وتصفها ب ( حجي ازغار) .. كانت تقول له : يمه اريدك تحجي حجي اكبار ..!!
في اليوم التالي جاء ابنها ليقول لها : يمه يمه .. اليوم شفت عشر جاموسات !!!
في اليوم الاخر جائعا فرحا وهو يقول :
يمه يمه... اليوم شفت خمسطعش بعير ..!!
دهشت امه وسألته لماذا يأتيها بتلك المشاهدات التي كانت عادية في قريتهم ..؟! أجابها ابنها : يمه غير ترديني احجي حجي اكبار ...
مع ان هذه القصة ليس لها علاقة بما جاء في حلقة ( الساعة التاسعة ) الا اني أوردتها لما جاء بها من كلام خطير وحجي اكبار عن مليارات الدنانير والدولارات التي تسرق علنا من أموال العراق من قبل رؤوس وجواميس وبعران ( كبار) !! في ما تسمى ( دولة ) أخلفت ( النظام المقبور!!!) .. هؤلاء المناضلين كان يتطلع اليهم الشعب ( المظلوم ) يوما بان يخلصوه من ( نظام المقابر الجماعية) فإذا بهم يضعون أموال العراق ( الله يرحمه) وامال مظلوميه في قاصات جماعية خارج الحدود ويحولون عظامه الى سماد لجزرهم التي تنتشر في المحيطات والبحار ، ودمائهم الى ( كريز) و( ديزل) لبواخرهم العملاقة التي تمخر في البحار تحمل ما خُف حمله وغلى ثمنه على مرأى ومسمع الكون ترفرف عليها اعلام الدول الكبرى التي شاركت باختلال العراق ونخر بكارته كدولة كانت ...
كان الحمداني يكرر صارخا : اين القضاء ؟!
ضحك الشيخ شنان وهو يهز بيده ثم اتكأ على وسادته بكوعه بعد ان طواها وهو يقول :
ذيج السنه ...
قام رجل بتقليد صاحبك المرحوم ( جان فالجان) وسرق رغيف خبز .. ركض ورائه الخباز ( طبعا هذا قبل قرن وليس الان) حتى لا تستغل الرواية على لحيتي ، قال شيخ شنان ... راح الخباز يتبع الجائع راكضا حتى دخل الرجل جامعا ( ويمكن حسينية حتى لا يزعل الإخوة السنة باني لم اشركهم في القصة) !! ... تبعه الخباز فصعد الدرج الى السطح فتبعه الخباز ... ما كان من الجوعان ، حين حوصر الا ان يقفز من السطح في الشارع ... المصيبة انه وقع على صدر ( شايب) كان ممددا ويحتضر بين يدي ابنه ، فمات في الحال !! فجن جنون ابنه وراح يركض ورائه ويرافقه الخباز !! دلف الى زقاق فاصطدم بامرأة حامل وأوقعها أرضا فأجهضت في الحال !! فأضيف زوجها للخباز وابن الشايب وراحو يركضون ورائه ...ما أطولها عليك ، قال الشيخ وهو ياخذ نفسا عميقا من سيجارته .. ثم اضاف : هنا وأثناء ركضه مذعورا وإذا به امام دار قاضي القضاة !!! نطح الحماية برأسه في بطنه فالقاه أرضا واقتحم الدار فهاله مارآه وأنساه مصيبته كلها ...!!
وجد قاضي القضاة قد تحزّم بحزام عريض يطوق الى خصره طبلة ( ناعمة ) كطبلة المرحوم ( عبود بِدَنْ) وراح ينقر بأصابعه الرشيقة على جلدتها ويدور منتشيا حول شاب يرتدي ملابس امرأة والماكياج الصارخ قد احتل وجهه الى وجه( ساجده عبيد) وراح يهز اردافه هزا وكانه فيفي عبده في عصرها الذهبي !!!! ..
جفل قاضي القضاة امام تلك المفاجأة وراح يتطلع الى ( محابسه) ذوات الألوان المتعددة وكانه يستنجد بالجن الذي يختبيء في خرزاتها الزرقاء والعقيق والسليماني الذي يختبيء في خلاياها .. قال الجائع الذي أنساه المشهد مصيبته وآثار حنقه : قاضينا .. جا من باكو المسعولين كاعي وهجمو بيتي وطردوني من وظيفتي اوعينّو الدفعولهم رشوه ابمجاني واشتكيت عندك شو ذبيتني بالسجن وطلعتني ضد الحزب والثوره ولمن طلعت من السجن بعد التحرير من اجانا ابو ناجي رديتني للسجن بتهمة الزندقة والالحاد !!! و و و وأخيرا طلعت ...!!!
قال قاضي القضاة ( ايام الانكريز طبعا ... في العهد الملكي البايد .. قال الشيخ شنان مؤكدا ونافيا ما قد يتهمه البعض بإهانته الغضاء في زمن الأمريكان ومن جاء بهم .. طبعا) ... قال قاضي القضاة وهو يراقب المشتكين الذين كانوا يركضون وراء ( الجائع) وقد أضيف لهم حماية القاضي ( المنطوح بعد ان آفاق) ...
قال : اجلس انت ..
صرخ قاضي القضاة بالمشتكين ، بعد ان استعاد هيبته ولبس جبته وعمامته وأخفى ( ساجده عبيد) .. صرخ بهم : واحد واحد
سمع من الخباز شكواه فقال : ولك ابن الكح... هيه كرصة خبز .. اشصار؟! انت رأس المصيبه : قررنا ان نغرمك مائة روبيه تعطيها للرجل جزاء ترويعك له وعدم تقدير جوعه!!
الثاني .. صرخ بابن المتوفي .. وبعد سماع شكواه قال:
دونك الجامع او الحسينية .. !! اصعد على سطحها وتقفز على الرجل وهو نائم كنومة المسلوك ابيك !!! وحده ابوحده زييين ؟! قال المشتكي : سيدي خاف اتكسّر .. اجابه : ايطبك مرض ، او تدفع له مائة ربيّه جزاء ترويعه كمواطن !!
الثالث .. اجابه لقد تسبب يا سيدي بإجهاض زوجتي وفقدان طفلي ..
قال القاضي : هذا حقك .. قررنا ان تودع زوجتك عنده لمدة شهر وان لم تحمل منه ولدا سوف نقاضيه حينها والا عليك ان تدفع الف روبية له ...
اما الحماية فأنت مفصول لأنك منعت المواطن المسكين من الوصول الى القضاء ..
ختمت الجلسة ... هكذا قرر قاضي القضاة في العهد البايد ... ختم الشيخ شنان حكايته وهم يسحق عقب سيجارته بمداسه بغضب وسخرية قبل ان يقول وهو يغادر :
أللهم حسن العاقبة... اودعناكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميلنشون يتعهد بالاعتراف بدولة فلسطين في حال وصوله لرئاسة الو


.. فرنسا: ماكرون يطلب من رئيس الوزراء البقاء في منصبه -من أجل ا




.. ساسة إسرائيليون يتهمون نتنياهو بالسعي لإفشال صفقة التفاوض ال


.. غالانت: سنواصل القتال في جبهة الشمال بلبنان ونقوم بكل ما هو




.. حزب الله يعتبر أن أي وقف لإطلاق النار بغزة يعني إرساء تهدئة