الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو عالم يسوده السلام والوئام

بروين زين العابدين

2015 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


نحو عالم يسوده السلام والوئام
بروين زين العابدين

هكذا تمر الأيام كما مرت بمرارة قاسية أمام أنظار العالم وأدمعت قلوب كل الشرفاء والخيرين وأصحاب الضمائر الحية المشبعة بروح الانسانية ومبادئها وفي أنحاء المعمورة .
نعم ولكن ماذا تجني الدموع من النفع أكثر من التعاطف مع المضطهدين في عالمنا الموبوء بأخطر الأمراض الفتاكة التي تنخر في الجسد الاداري لسلطات لا تؤمن بغير الحديد والنار وهي متمسكة بمقاليد الحكم ، وبهذا تظهر وبلا شك معدن الأنظمة الدكتاتورية الشوفينية وهي لا تأبه بمصالح الخاضعين لسلطاتهم ولا تعير لذلك أدنى درجات المسؤوليه في رعاية مصالحهم وتأمين أدنى مستوى للخدمات الأساسية لهم بل لا تتردد في زج الشرفاء من الأصوات الحرة ومن المعارضين لأساليبهم القمعية بالسجون والمعتقلات وممارسة أبشع أساليب التعذيب الوحشي لردع الاخرين من التفوه والحديث عن سلوك النظام مهما بلغ من القمع والفساد .
بكت القلوب المؤمنه بالحقوق والحريات برؤيتهم الجثمان الملائكي لآلان وهو مسجى على ساحل البحر في تركيا غارقاً بنومه الأبدي العميق بعد أن إنتهت به الروح وطارت الى السموات السبع لتشكي لرب العرش العظيم عما آلت اليه البشرية من الظلم والمعاناة والخناق دفعت بالملايين من الخاضعين للسلطات الدكتاتورية بالرحيل عن مواطن سكناهم والبحث عن مكان آمن تأمن سلامتهم وتحافظ على كرامتهم كبشر على هذا الكوكب المليء بالإضطهاد والظلم بحق المستضعفين ، وعائلة آلان هي إحدى تلك الضحايا التي وقعت فريسة بين مخالب مافيا المال والتجارة بالبشر نعم إتنتهت حياة آلان وشقيقه ووالدته بسبب سياسات نظام دكتاتوري فاشي ومصالح دول تتسارع في التوسع بطرح أجندتهم وتنفيذ تلك المخططات باي شكل من الأشكال ولو على حساب دماء الآلاف من أمثال عائلة آلان .
إن للهجرة التي تنطلق من مواقع الأحداث الساخنة بسبب الصراعات الدمويه أسبابها والعديد من دوافعها السياسية وهي تنبع من ترسيخ مراكز السلطات الدكتاتورية كما هو الحال الان في سوريا لتنسجم مع مصالح الدول الأقليمية وغير الأقليمية بتغير ديمغرافية المناطق المشمولة بالهجرة الجماعية لحساباتهم الشوفينية لتتوافق مع أهداف التنظيمات الإرهابية (داعش) في منطقة الأحداث وذلك لتطعيم حركة الهجرة بعناصرها المجرمة للوصول بهم الى اوربا وإعدادهم في المستقبل للقيام بالعمليات الارهابية في الدول المضيفة للمهاجرين وباسم الاسلام السياسي العفن .  
إن تأمين السكن بمنح اللجوء للمهاجرين ليس بالامر الكافي لوضع نهاية للمأساة وفتح الابواب للمزيد من أجل خروج الناس الخاضعين للأنظمة الدكتاتورية وبلا شروط وهذا ليس هو الحل ؟ بل هذا في الجانب الآخر منه يسبب التغيير في ديمغرافية البلدان ذلك التغيير الذي يحلو لبعض الأنظمة الشوفينة حدوثه لتمرير مخطتاتهم الشوفينيه على حساب الاخرين ، الحل الوحيد يكمن في توحيد رؤية المجتمع الدولي في محاربة الانظمة الدكتاتورية والتنظيات الارهابية في العالم لوضع نهاية للمأساة إذا أرادت القوى العظمى تثبيت أركان السلام والوئام وتوسيع قاعدة الأنظمة الديمقراطيه في العالم فلا بديل عن محاربة تلك الأنظمة والتنظيمات الارهابية بوحدة وإرادة المجتمع الدولي لكي يتمكن العالم من وضع حد لكل المشاهد والصور المأساوية لِما حدث لعائلة آلان والآلاف من أمثالهم الهاربين من قسوة الأنظمة الشوفينية والتنظيمات الارهابية .
أتمنى للعالم المزيد من السلام والوئام وللقيم الانسانية بسط سيطرتها على مساحة الضمير العالمي لنتحرر من الصراعات الدموية ذات الاصباغ الطائفيه والأجندة السياسية في عالم اليوم .  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تامر عاشور.. رابع قائمة أسوأ فيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. متظاهرون يطالبون من باريس بوقف الحرب في غزة ويدعون إلى السلا




.. الولايات المتحدة تولي أهمية خاصة لتطبيع العلاقات بين السعودي


.. حكومة الحرب الإسرائيلية أعطت تعليمات للجيش الإسرائيلي بتوسيع




.. إيهاب جبارين: نتنياهو يبحث عن استراتيجية خروج من الصفقة