الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألقانون والجُناة ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ألقانون والجُناة ..
إثر وفاة السيدة رهام دوابشة مُتأثرة بالحروق التي تعرضت لها ، في اعقاب حرق بيتها على أصحابه ، بأيدي "مجهولين" ، كما تقول الرواية الرسمية الإسرائيلية . شاعَت وراجت في اوساط المستوطنين وتحديدا ، قوى اليمين المتطرف من بينهم ، وتناقلتها وسائل اعلام كثيرة ، شائعةٌ على غرار نظرية المؤامرة ، مُفادُها بأن بيت عائلة الدوابشة قد حُرقَ في اطار صراع عشائري في قرية دوما .
وللتدليل على نظريتهم التآمرية هذه ، فقد تحدثوا عن خلافٍ بين عائلتين في القرية سابقا ، تم خلاله حرق بيتٍ من البيوت .
ووجدت هذه النظرية لها ، أنصاراً وتم الترويج لها في بعض وسائل الإعلام . وهي تنطلق من تنميط صورة العربي في الثقافة الاستيطانية والتي تًدّعي بأن العرب والفلسطينيين تحديدا ، هم همجٌ وقتلةٌ ، لا يلتزمون بالقانون في حلّ صراعاتهم ، انهم قُساةٌ وبلا ضمير . لذا ليس من المستبعد أن يكون الحريق بفعل فاعل منهم ، على خلفية صراع عائلي او عشائري ، لا بل ، من المؤكد بأن حرق بيت عائلة الدوابشة ، هو تصفية حسابات داخلية .
بالمُقابل الشرطة وجهاز الأمن الداخلي ، لم يتمكنا من حل "اللغز" البسيط ، وتساءل بإستغراب ممزوج بالدهشة ، بعض الصحافيين في وسائل الإعلام العبرية ، عن سر عجز الشرطة والمخابرات الداخلية عن الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة ..!! وسألوا ، لو كان الأمر عكسيا ، أي أنّ عربا فلسطينيين حرقوا بيتا يهوديا في إحدى المستوطنات ، ألن يتم اعتقال العشرات ومحاصرة المنطقة لمدة طويلة ، حتى تضع الشرطة والجيش أياديهم على الفاعلين ؟؟!!
وعلى ما يبدو وكردٍ، على نظرية "المؤامرة " اليمينية ، وعلى "إتهام" الجيش والشرطة بمُحاباة اليمين الاستيطاني المُتطرف ، والتقصير في الكشف عن الجناة لأسباب غير مقبولة وغير قانونية حتّى، صرّح ضابطٌ كبير من الجيش ، مجهول ،أي دون أن يُذكر إسمهُ بأن الذين قاموا بهذه الجريمة هم من المستوطنين بالتأكيد ودونما أدنى شك ..
يخرجُ بعدها وزير الأمن الاسرائيلي ، الجنرال بوغي يعلون ، بتصريحٍ واضح قال فيه ، بأن الجُناة معروفون للجيش ، لكن لم "نقُم " بإعتقالهم ، لأننا لا نُريدُ الكشفَ عن مصادرنا .. بمعنى آخر ، لقوى الأمن عُملاء داخل هذه المجموعات المتطرفة ، وتُريد الحفاظ عليها ، لذا فهي لا تعتقل هؤلاء القتلة ..!
وكما هو متوقع ، أثارَ هذا الجزء عن "الحفاظ على العُملاء" ضجةً في الصحافة ، لأنهُ يضع مصلحة العملاء ومصلحة قوى الأمن ، فوق مصالح الضحايا وفوق القانون ايضاً . ليخرجَ توضيحٌ بأن الوزير لم يتحدث في تصريحه عن حماية العملاء ..
المُهم في الأمر ، هو التعامل مع حياة العربي وحياة اليهودي ..!! فقوى الأمن عادةً وخلال مدة قصيرة ، تستطيع أن تعتقل الفلسطيني الذي رمى حجراً ، بينما تعجز عن الكشف عن عصابات " تدفيع الثمن " ، التي تعيثُ في حياة الفلسطينيين فساداً وحرقا.
وسواءً كانت السلطات الأمنية على علم بأسماء المجرمين ، أو لا ، فقتلةُ عائلة الدوابشة ، الأب ، الأم والطفل الرضيع ، ما زالوا أحرارا .. وتعلم الشرطةُ وقوى الأمن بأنّ من مصلحتها الكشف عن الجُناة وتقديمهم للمحاكمة ، ليعلمَ الجميعُ بأن القانون فوق الجميع ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاعتقال الاداري
عبد المطلب العلمي ( 2015 / 9 / 11 - 16:03 )
طابت اوقاتك اخي قاسم
منذ ايام الانتداب ،يوجد قانون ما زال ساريا في الاراضي المحتله،و لا ادري هل هو موجود في اسرائيل ام لا.القانون يسمى قانون الاعتقال الاداري.حيث تقدم هيئات التحقيق الدلائل و الشهادات الى القاضي دون ذكر المصادر(حفاظا على المصلحه العليا)و القاضي يصدر امر اعتقال اداري بنائا على قناعته الشخصيه ،لمده سته اشهر قابله للتجديد الى ما لانهايه.حتى و ان كان القانون غير ساريا في اسرائيل،فالجريمه ارتكبت في الاراضي المحتله و القانون يطبقه الاحتلال ضد الفلسطينيين،فما المانع من تطبيقه ضد المستوطنين؟ربما كان هذا المخرج ،فاتحه للهجوم على يعلون و على سياسه الاستيطان و كذلك على التفرقه العنصريه في تطبيق القوانين.


2 - قانون الطواريء
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 11 - 17:34 )
تحية اخي عبد المطلب
ما زال هذا القانون ساريا في اسرائبل وبناء عليه تم تحديد اقامة لبعض المستوطنبن المتطرفين المشتبهين بارتكاب الجريمة .
لك خالص مودتي

اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما