الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرنشتاينية في الحملات اليسارية في تونس حول حملة - لا للمصالحة-

معز الراجحي

2015 / 9 / 11
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


البرنشتاينية في الحملات اليسارية في تونس
لماذا لا نستخلص العبر من كل الحملات الشعبية و الجماهيرية التي أطلقت خلال كل سنوات المد الثوري حملة "الغلى و الكوى " و حملة " تمرد " و "وينو ابترول" و " لا للمصالحة " و التحركات الجماهيرية التي عقبت الإغتيالات السياسية على يد الإخوان المسلمين و غيرها و غيرها من الحملات السياسية التي أغلبها أوشك على أن يتحول إلى إنتفاضة وطنية و أن يصبح خطرا محدقا على النظام القائم . لماذا تتكرر الأخطاء و يعاد إستنساخ نفس الشعارات و نفس الحركة بنفس الوجوه السياسية و بنفس الخطابات مع تغيير طفيف في العناوين ؟ هل هو قدر مسلط على القوى اليسارية الإجتماعية و الثورية أن يكون لها شريك يميني في كل حراك إجتماعي مناهض لسياسات النظام يستثمر نضالاتها و يطوعها و ينحرف بها إلى غير أهدافها الثورية ؟
فما نلاحظه اليوم خلال حملة "لا لمصالحة " يؤكد هذا المرض العضال الذي مازال يصيب القوى اليسارية من خلال بياناتها و تصريحاتها بتصنيفاتها من ماركسية إصلاحية و إشتراكية-ديمقراطية و بورجوازية ديمقراطية - دون وجود مثبت إلى اليوم لبورجوازية وطنية في تونس- و ما شكلته مؤخرا من جبهات فكرية تلاحق الصحافيين بكل تلويناتهم من اليمين المأجور العميل إلى الحداثوي الكمبرادوري الرجعي من أجل الظهور أمام الكاميرات للتحدث حول قانون المصالحة و هو ما يؤكد تجذر واضح و ملموس في البرنشتاينية ، قصور كلي على إدارة الصراع ، شلل حزبي و هيكلي لا مثيل له ، تأخر يقارن بالسنوات عن المهام المطروحة حاليا و خاصة الضجيج و كثرة الكلام و الشعارات دون فعل ملموس دون منطلقات واضحة و دون أهداف مرسومة مسبقا . لن نتحدث عن تلك السلوكات الصبيانية التي تدل على حالة اليساري ال "أوتيستي " الذي لا يزال يرغب في اللعب مع البوليس لعبة الغميضة و ألعاب طفولية أخرى خلال المسيرات و الوقفات الاحتجاجية التي رفعت شعار لا للمصالحة و كسرت الحصار البوليسي المفروض بمقتضى قانون الطوارئ الرجعي . لن نتحدث عن النزعة السكتارية التي تحولت في الأخير إلى نوع من التنافس على منابر الكمبرادور عدو الشعب و المسار الثوري إلى حد السخافة . لن نتحدث على اليمين المأجور الذي يلعب اليوم دور المعارضة تحت شعار " الرخ لا " المأجور من قطر و حليف داعش و أنصار الشريعة و خادم النهضة الوديع منذ سنوات ليست ببعيدة ... في الحقيقة لا يمكن الفرز بين هذا و ذاك و هؤلاء على اساس الفصيلة لأنهم في الحقيقة أناس مثلنا لكن نظام بن علي شكلهم بشكل مسخ و أطال بهم الحال إلى درجة أنهم لا يستطيعون إتقان أدوار غير تلك
من الغريب و ليس بالغريب في الحقيقة في تونس بلد العجائب أن من توجه قناعة و ممارسة بكل وقاحة و صفاقة نحو خيار جبهة الإنقاذ أن يدعو اليوم التونسيين إلى التظاهر لرفض أحد الاسس الإقتصادية لمشروع جبهة الانقاذ الممول من طرف عائلات مافيوزية و شركات و رؤوس أموال كمبرادورية صعب على الترويكا بقيادة حركة النهضة البت فيها لثقلها و موقف عامة الشعب منها تدار اليوم بقيادة حزب النداء المستفيد الوحيد من جبهة الانقاذ
الترويكا غضت النظر عن الكثير من ملفات الفساد و ساعدت الكثير من المتورطين من النظام السابق على تجاوز القانون و استعادة الثروات المنهوبة التي تم تجميدها او مصادرتها عقب الانتفاضة لكنها بفضل المقاومة المدنية و اليقضة الشعبية لم تستطع حل كل ملفات الفساد . لكن مقابل ذلك تحولت بعض قيادات النهضة إلى أثرياء جدد منهم من رفع ثروته إلى المليارات و أصبحوا فجأة من أثرى أثرياء تونس و من كبار الملاكين العقاريين و رجال الاعمال بعد ان كانوا قبل 2011 مجموعة من المرتزقة اللمبن تبيع التقارير للسفارات الامبريالية و يقتاتون على عطايا و هدايا جمعيات اسلامية مرتزقة ممولة تمويلا مشبوها من الخارج لذلك وجب دعم التحالف المزيف يسار إنتهازي و نداء وقتيا لكي تكون نتيجة الانتخابات الاخيرة حكومة براسين رجعيين نهضة نداء لتمرير ما تبقى من مصالحة كمبرادورية بأغلبية برلمانية مأجورة و حسم ما تبقى من ملفات عسيرة بقوة التحالف الرجعي القائم نهضة و نداء
النداء حزب عمره الى اليوم 3 سنوات فقط قضى منها السنتين في المعارضة و له سنة في الحكم و هو ليس صنيعة إمبريالية من العدم بل هو بقايا التجمع المنحل و لولا نفس تلك العائلات الكمبرادورية التي جعلت منه حزبا أغلبيا في ظرف عامين لما كان اليوم شريكا في الحكم لذلك فقانون المصالحة هو قانون طبقي ذي طابع كمبرادوري مهمته ليس فقط إعادة الدور الريادي لتلك البورجوازيات في صنع القرار السياسي و تصدر الوساطة الإقتصادية الإستعمارية مع الإمبريالية بل أيضا في إزاحة الطفيليات الجديدة التي ظهرت مع حكم الاخوان و كل ذلك يدور في فلك الصراع حول من يقدم افضل خدمات للامبريالية الاستعمارية
إن موقف الشيوعيين القديم حول صراع بن علي حزب دستور _ خوانجية يتأكد يوما بعد آخر حول من يخدم الاستعمار باكثر ولاءا و هو يتأكد اليوم تاريخيا
اليسار بقي كما قلنا كما هو برنشتايني يذكرني ببطات البلفيدير تنهال مرة واحدة بالعشرات على قطعة بسكويت في تنافس لعين حول من يتصدر الاكل ولا تصنع لها طريقة للأكل رغم انها في بساتين شاسعة عريضة من الخضار و إيكوسيستام متكامل . كلها تدعو لقطع الطريق دون رسم طريق مغاير بديل و دون الاهتمام بالوقت الضائع الذي تستغله الرجعية في رسم طريقها نحو السلطة و إرساء الديكتاتورية الجديدة الناشئة . الأدهى و الأمر من ذلك أنها بكل غباء تعيرها ما يساعد هذه الرجعية او تلك على رسم طريقها بغباء آملة في تقاطعات ممكنة و تتفاجئ بالتقاطعات الرجعية الحقيقة . إنها جبهات إيديولوجية لم تحسم بعد مسألة الديقراطية بداخلها كأحزاب و حلقات وقودها الضجيج و ركوب الموجة الشعبية و زادها الاعلام الكمبرادوري الماجور الذي في كل مرة يستفيد منها ولا يفيدها يطوعها في صراع يميني-يميني ينهك القوى المناضلة و يعطي صورة إنهزامية و عاجزة لقوى اليسار المناضل بثورييه و إصلاحييه .
رغم ذلك سننزل بعد غد لنقول لا كقواعد يسارية ثورية مناضلة لنقول لا لقانون المصالحة و في وعينا أن هذه الحلقة المفرغة يجب أن تنكسر نحو فضاء أرحب و نحو فعل جماهيري بناء متصل بهموم الشعب الكادح و إهتمامته و هواجسه الطبقية و نحن أيضا على يقضة بأن اللحاق بالحركة لا يخدم الحركة بل صنع الحركة المتجذرة في الوعي الطبقي هو ما يضمن ديمومة الحركة و جدواها .

لا للمصالحة نعم للمحاسبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في