الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار هادئ مع السيد المالكي/الموقف النفعي من الدين ورموزه ورحاله:السيد المالكي نموذجا

ابراهيم الحريري

2015 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حوار هادئ مع السيد المالكي(3)
الموقف النفعي من الدين ورموزه و رجالاته: المالكي نموذجاً

تولى السيد المالكي منصب رئاسة الوزراء في ظروف معلومة، تميزت بتعقيد بالغ، بسبب ازمة وزارية نشات عن عجز السيدالجعفري مواصلة ترؤس الوزارة، لموقف التحالف الكردستاني منه، فضلا عن تخبطه و تناقض وغموض تصريحاته ، وخطبه، التي قد يمكن السكوت عنهاوتمريرها في مجلس خاص، و لا يمكن القبول ان تصدر عن رجل دولة.في هذه الظروف تسنم السيد المالكي، منصب رئاسة الوزراء، غير مصدق ان الصدفة كانت كريمة معه الى هذا الحد!(من حديث خاص مع احد المشاركين في "الطبخة")
كان احد شروط الطبخة و طباخها ان يقف السيد المالكي موقفا حازما من نشاط احدى المليشيات اتي سببت" وجع راس" للآمريكان، وهددت بنسف "العملية السياسية"، وارادت ان تزايد على المرجعية.
ومع ان السيد المالكي تردد، في البداية، و الحقيقة ينبغي ان تقال، في تنفيذ هذه المهمة، الا انه، ربما تحت الضغط، او لانتهاز الفرصة لتوطيد سلطته الشخصية، او للسببين معا، اعاد النظرفي حساباته،و اطلق ما يسمى ب"صولة القانون"
حققت"صولة القانون" بعض النجاح، لم يُصَفّ نشاط المليشيا المعنية، و لعله لم يكن مطلوبا ولا مرغوبا فيه، من اوساط عديدة ، بينها "الجارة الكبيرة" لحسابات تتعلق بامكان الأستفادة منها مستقبلا، لم تجر تصفية هذه المليشيا، بل تقليم اظافرها.
و هكذا تحقق قدر من الأستقرار، كان يمكن استثماره لترسيخ و تطوير" العملية الساسية "و خلق المناخات المناسبة لأطلاق عملية اعادة اعمار شاملة لمصلحة الأكثرية الغالبة من الناس، و يبدو ان هذا ما راهنت عليه بعض القوى، منطلقة من التمنيات،او من سوء التقدير, او الأثتين معا.
الا انه يبدو انه كان للسيد المالكي حسابات اخرى...
فبدل العمل على ترسيخ و تطوير العملية السياسية، اتي كانت بدات تعرج،كرس الكثير من الوقت و المال و التآمر لزرع الشقاق و اضعاف من اعتبرهم خصومه بينما كان في وضع يسمح له بفتح حوار جدي معهم و تكوين تحالف وطني عريض.
و بدل ان يعمل على اعادة بناء الجهازالحكومي و القوات المسلحة على اسس علمية ،عصرية، وزّع المناصب الكبرى و العليا، و حتى الدنيا، على اقاربه و انصاره و محازبيه و جرى اغراق الجهاز الحكومي بهم، عاملين و "فضائيين"، ما ارهق ميزانية الدولة وما يزال
و محل اطلاق عملية اعمار حقيقية كان العراق بامس الحاجة اليها، انطلقت في عهده اكبر عملية للنهب و اللصوصبة و الرشوة لم يشهد لها تاريخ العراق، و ربما العالم، مثيلا.
و جرت، في عهده اكبر عملة لتزوير الأنتخابات و تكوين تحالفات اللحظة الأخيرة ولَيّ القوانين، للفوز برئاسة الوزراء، يساعده في ذلك خياط(ترزي كما يسميه الأخوةالمصربون) قوانين احترف اصادارو تفسير القوانين على مقاس الحاكم و بما يناسبه، بدئا من صدام حسين ثم المالكي و ما يزال ينتظر لعل العمر يطول به ليكون في خدمة حاكم مستبدربما تجري تهيئته.
تحول المالكي الى حاكم مستبد، لا يسمع، كأي حاكم مستبد، الا لصوته، وصدى صوته( صوت سيده!)
احست المرجعية بخطر هذا النهج على الحكم الذي يَنْسِب نفسه الى الشيعة و يدعي انه انما يمثل سلطتهم، و يسعى الى تدعيمها، فيما لا يسعى، في الواقع، الا الى تدعيم سلطته الشخصية، احست بخطر هذا النهج الذي لا يضر بالشيعة فقط، بل بالعراق وسائر العراقيين.
ساقت التنبيه تلو التنبيه ، و التحذير تلو التحذير، بوسائلها الخاصة،ثم علنا، عبر الناطقين باسمها على المنابر. و لم يقصر سائر الحريصين على مصلحة العراق وشعبه، عن اتخاذ مواقف مشابهة. لكن المالكي تعالى على الجميع، بمن فيهم المرجعية،التي بعد ان فقدت الأمل في ان يسمع المالكي، سدّت الباب بوجهه، و بوجه بطانته من النفعيين و المنتفعين.
حتى جاء زلزال سقوط الموصل،و ما تلاه من زلازل و كوارث،فاهتزت الكثير من الكراسي، وفي مقدمها كرسي المالكي الذي كاد يتحول الى مليك، لم يكن ينقصه غير التاج.
ما تلا ذلك بات معروفا، و كان متوقعا...
و بدل ان يتنحى المالكي طوعا، راح يتخبط، ويتهم الجميع بالتآمر عليه،بمن في ذلك المرجعية! يشاركه في ذلك بعض المحسوبين عليه ممن ولاّهم هذا المنصب المليشياوي او ذاك، من باب الِحتياط! او صعدوا، بنفوذه و دعمه و اموال الشعب المنهوبة، الى مجلس النواب.
و اكثر ما يثير الأهتمام،بل التعجب،هو زعل المالكي على المرجعية(زعل العصفور على بيدر الدخن!) حد التهديد، علنا، بفضح تورط انجال المراجع (المقصود المرجعية الرشيدة) في اعمال منافية للقانون! الأمر الذي ارتد عليه.فاذا كان ذلك صحيحا، فلماذا، وهو كان على راس اعلى سلطة تنفيذية، لم يقم بواجبه فيحيل الأمر الى القضاء؟ لماذا يلوح الآن بهذا الأمر ؟للأِبتزاز؟ انه امر معيب،اخلاقيا، و قانونيا, يجسد تجسيدا نموذحيا، الموقف النفعي لسياسي ظلّ يسوّق نفسه و ما يزال! باعتباره فارس الدين و الطائفة و المذهب.
هكذ تحول"ابن المرجعية البار" كما كان يصور نفسه، الى ولد عاق، و "مختار العصر" الى ادنى من مختار ميليشيات متمرِّسة بالترويع والخطف و الأِبتزاز تمتد خيوطها الى الخارج.
و هو موقع لا يحسد عليه،بالتأكيد، السيد المالكي، و ما كنا نتمناه له،لكن يبدو ان رياح الثروة و السلطة كانت اقوى.،حتى من الوازع الديني و المذهبي، فضلا عن الأخلاقي و الوطني.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة