الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الإسلامية العميقة بمصر

مجدى خليل

2015 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



أنتشر مصطلح " الدولة العميقة" فى مصر نقلا عن الأتراك، الذين وصفوا به مجموعة الأجهزة التى تدير وتتحكم فى الدولة من وراء الستار. وهو مصطلح غير منتشر فى الغرب ولكنه أزدهر فى مصر بعد ثورة 25 يناير وكان البعض يفضله عن الدولة الأمنية أو يلجأ اليه تحاشيا لأستخدام مصطلح الدولة الأمنية. دعنى اقدم لكم مصطلحا جديدا وهو " الدولة الإسلامية العميقة فى مصر"، فهناك دولة إسلامية ظاهرة فى مصر تراها فى كافة مناحى الأسلمة والتطرف والتعصب فى المجتمع المصرى وفى الدولة المصرية، وهناك دولة إسلامية عميقة قوية جدا تتمثل فى مجموعة من المؤسسات والأجهزة التى تعمل على حماية الإسلام السنى والدفاع عنه والتروييج له، وتأجيج العداء ضد كل ما هو غير مسلم سنى، ونشر التطرف والتعصب،وأسلمة التعليم والثقافة، وتأتمر كل مؤسسات الدولة بأوامرها فيما يتعلق بالشأن الدينى، وهى لا تعتبر دولة داخل الدولة ولكن فوق الدولة...واليكم بعض مظاهر وملامح الدولة الإسلامية العميقة فى مصر، وهذه الملامح هى مجرد جزء صغير جدا من جبل الثلج الغاطس..ومن هذه الملامح:-
1-يدرسون للطلبة العسكريين فى الجيش المصرى وللدبلوماسيين وفى المخابرات أن العقيدة القتالية للجيش هى " الإسلام"..وعندما تأكدت من هذا تعجبت كيف تكون العقيدة القتالية هى الإسلام لدولة عمرها آلاف السنين مثل مصر، ولديها تراكمات حضارية متنوعة وثرية، ويوجد بها تعدد دينى، حتى أن عدد الملحدين فى مصر يفوق تعداد أربعة دول خليجية مجتمعة.
2-فى عام 1934 أرسل الأزهر لوزارة الداخلية عشرة شروط لبناء الكنائس ، صدرت وقتها بأسم العزبى باشا وكيل وزارة الداخلية، ولكنها فى الواقع هى أرسلت أليه من شيخ الأزهر مع طلب بسرعة اصدارها، وهذه الشروط العشرة تجعل بناء كنيسة فى مصر أمرا مستحيلا، والسؤال ما علاقة الأزهر بالسلطة التنفيذية؟ وكيف يأمرها بإصدار مثل هذه الشروط العنصرية؟، ولماذا قبلت الحكومة وقتها إصدار هذه الشروط؟، ولماذا تستمر هذه الشروط المكبلة حتى الأن ولا يجروأ شخص على الأقتراب منها؟...كل ذلك يمكن فهمه فى إطار فهم الدولة الإسلامية العميقة.
هذه الشروط المعمول بها حتى الآن يمكن قراءتها بالضغط على هذا الرابط:
http://www.masress.com/shorouk/369948
3-عدم تعيين قبطى واحد فى جميع الأجهزة الأمنية والمخابراتية ومؤسسات صنع قرارات الأمن القومى فى مصر، هو أحد أدوار الدولة الإسلامية العميقة، حتى لا يعرف الأقباط السياسات والتدابير العنصرية ضدهم التى يتم طبخها فى هذه المؤسسات.
4- الدولة الإسلامية العميقة هى التى أضطهدت جميع المفكرين والمبدعين الليبراليين والعلمانيين، وأدعت عليهم أمام النيابة، وشهدت ضدهم أمام القضاء، وتسببت فى آذى خطير لمعظمهم، وصادرت الكثير من كتبهم، من على عبد الرازق وطه حسين عام 1925 إلى كرم صابر عام 2013.
5-الدولة الإسلامية العميقة هى التى تعطى الأوامر للقضاء بعدم تبرئة قبطى فى قضايا ما تسمى إزدراء الإسلام، حتى لا يجرؤا شخص على الأقتراب من الإسلام بالنقد، وقد زادت هذه القضايا بمعدل مدهش من جراء الأوامر الصادرة من الدولة الإسلامية العميقة للبوليس والنيابة والقضاء. وهذا معناه أن الدولة الإسلامية العميقة لها اليد العليا على المؤسسة القضائية فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية.
6-الدولة الإسلامية العميقة هى التى جعلت رئيس مجلس الشعب السابق فتحى سرور يصرح بأن الثوابت فى الدولة المصرية هم النظام الجمهورى والمادة الثانية من الدستور.
7- رأس الدولة الإسلامية العميقة فى مصر، وهو الأزهر ، هو الذى رفض القانون الموحد لبناء دور العبادة فى عهد مبارك، وقال كيف تتساوى المساجد والكنائس فى شروط البناء؟، معتبرا ذلك مخالفا للشريعة.
8-الدولة الإسلامية العميقة فى مصر تتعاون جميع أركانها فى ظاهرة أخفاء وأسلمة البنات القبطيات، وهى ظاهرة عمرها أكثر من أربعة عقود.
9-الدولة الإسلامية العميقة هى وراء إنشاء أقسام تراقب الأقباط والشيعة والبهائيين فى الأمن الوطنى وفى المخابرات،ولا يخجلون من نشر أن الأزهر يدرب ضباط أمن الدولة على مقاومة التشيع والتنصير فى مصر.
10-الدولة الإسلامية العميقة هى التى تهدد بحرق مصر فى حالة الأقتراب من المادة الثانية فى الدستور، وهى التى جعلت هذه المادة متسيدة على ماعداها من مواد الدستور حتى حولت مواد المساوأة والحريات إلى مجرد حبر على ورق.
11-الدولة الإسلامية العميقة هى التى تحارب أنخراط الأقباط فى العمل السياسى وتشن حروبا شرسة عليهم عندما ينشطون، وتعتبر عملهم السياسى خطرا على مصر الإسلامية.
12-الدولة الإسلامية العميقة هى التى كانت وراء إنشاء مؤسسة بيت العائلة بحجة حل المشاكل بين المسلمين والأقباط، ولم تفعل هذا ابدا، وأنما غرضها الحقيقى وضع الكنيسة القبطية تحت سيطرة وإدارة الأزهر.
13-الدولة الإسلامية العميقة هى التى كانت مع تضخم دور الجبهة السلفية فى مصر فى السنوات الأخيرة بطلب ودعم من السعودية.
14-بتوجيهات من الدولة الإسلامية العميقة، قام جهاز المخابرات العامة المصرى بحرق مبنى كامل للدكتور ثروت باسيلى ثمنه حوالى 30 مليون جنيه، وبعد تحريات عن أسباب هذا العمل الهمجى أتضح أنهم ظنوا أنه يدعم القمص زكريا بطرس، رغم أن الرجل لم يقابل القمص زكريا بطرس ابدا فى حياته ولم يدعمه نهائيا، واساسا لا يدعم إلا العمل الدينى فقط...فى نهاية عهد مبارك سلطت الدولة الإسلامية العميقة الجبهة السلفية بالتظاهر ضد قداسة البابا شنودة ورفع شتائم قذرة ضده، ووصلت البجاحة بأن التطاول والشتائم وصلت إلى أمام الكتدرائية المرقسية بالعباسية، وعند الأستفسار عن السبب كانت الأجابة ردا على لقاء قداسة البابا شنودة للقمص زكريا بطرس الذى زاره فى مستشفى كليفلاند للسؤال عن صحته، وكانت مجرد زيارة إنسانية ولكن جريمة البابا فى نظرهم كيف يقبل مجرد أستقبال القمص زكريا بطرس.
15-الدولة الإسلامية العميقة لها كوادرها الذين يمثلون شبكة الأتصال بين أجهزة الأمن القومى والمؤسسات الدينية، ومن هذه الأسماء محمد سليم العوا الذى كان يعمل مستشار للشئون الدينية فى مباحث أمن الدولة لسنوات طويلة والآن يجهزون معتز عبد الفتاح للقيام بدوره، ومنهم أيضا فهمى هويدى وأحمد كمال ابو المجد وكلاهما مرتبط بجهاز الأمن القومى، ومنهم محمد عمارة العضو المؤبد بمجمع البحوث الإسلامية، ومنهم طارق البشرى صاحب كارثة الإعلان الدستورى....ورغم أن هذه الأسماء تعادى الدولة المدنية وتعادى نظام الحكم الحالى لصالح الاخوان،إلا أنه لا يستطيع أحد الأقتراب منهم لأنهم من كوادر الدولة الإسلامية العميقة.
16-الدولة الإسلامية العميقة هى التى حرضت على تفجير قضية وفاء قسطنطين وغيرها من هذه القصص.
17-الدولة الإسلامية العميقة كانت شريكا أساسيا فى خلق ظاهرة الصحوة الإسلامية والإرهاب الدولى المعاصر...وهذه قصة بها تفصيلات كثيرة.
18-الدولة الإسلامية العميقة تحصل على ميزانية ضخمة من أموال دافعى الضرائب من المسلمين والأقباط لكى تضطهد الأقباط وتقوم بهذا النشاط المعادى لمصلحة مصر الحقيقية.
19-الدولة الإسلامية العميقة كان لها دور فى سحب بعض الشخصيات القبطية لكى تعمل لصالح أهدافها، تجد مثلا طارق البشرى يكتب مقدمة كتاب سمير مرقس " الغرب والمسألة الدينية فى الشرق الأوسط"، ويقول فى أول سطر فىى المقدمة " من أول ما تقرأ سطور هذا الكتاب أو تنظر فى محتوياته تجد نفسك على الطريق الصحيح". وسمير مرقس هو الذى فتح ابواب الكتدرائية لسنوات لسليم العوا وطارق البشرى بأوامر من أجهزة الدولة، وكان يقدمهم للأقباط على أنهم المدافعون عن الحقوق القبطية!!!.
وأخيرا- السعودية ركن أساسى من أركان الدولة العميقة فى مصر ، فهى تعطى الأوامر، ولها حق الفيتو، ولأبد من أستشارتها فى كل صغيرة وكبيرة..ويكفى وثيقة ويكيلكس التى فضحت تلقى الأزهر للأوامر من السعودية وأستشارة السعودية فى أمر سيادى للدولة المصرية وهو الحوار مع إيران.
هناك أمور كثيرة جدا تتعلق بالدولة الإسلامية العميقة فى مصر..وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - على نار هادئة...مصر تتحول
صلاح البغدادي ( 2015 / 9 / 12 - 12:05 )
الاستاذ مجدي...يخيل الي بان مرسي وجماعته لوبقوا في سدة الحكم،فان المعارضه والتظاهرات اليوميه للمصريين ،ستجبره على التآني في اسلمة الدولة ومؤسساتها وقد تمنعه من ذلك.
اما الان فان مصر تتحول وعلى نار هادئة الى سلفية مقيته،في الظاهر دولة شبه مدنيه،وفي الخفاء هي دولة للاخوان.
لااتمنى لام الدنيا ان تتشح بالسواد وتقع في احضان الفكر الوهابي المظلم.
ولكن واقع الحال يقول انها متجهه الى ذلك مع الاسف.
...................تحياتي


2 - لابد للظلام ان ينقشع
نديم المختار ( 2015 / 9 / 12 - 16:30 )

لابد لهذه الدولة العميقة ان تطفو وتصبح دولة مصر الحديثة . لا يمكن تكبيل الانسان بالقيود الى مالا نهاية . الانسان حر بطبيعته وقد ثار وسوف يثور بشكل او بآخر على اي ثرات او معتقد لا يقبل التغيير ومواكبة عصر التطور والتقدم . العالم يمشي بخطى سريعة الى الامام ونحن نراوح في مكاننا . شباب مصر بحاجة الى تعليم وتثقيف لكي يفيقوا من سباتهم العميق ويبدآو باللحاق بعجلة , التطور . شيوخ الظلام لا يستطيعون بسط سيطرتهم على البشر في عالم الانترنيت


3 - و لكن
هانى شاكر ( 2015 / 9 / 12 - 18:10 )

و لكن
____

سيذهب بعض قرائك الى الى طبيب نفسى لعلاج الاكتئاب الناتج عن قرائة مقالتك ( و ألحق يقال انها - المقالة - مكتوبة بحرفية عالية و كل ما فيها صحيح ) اما معظمهم فسيخبط رأسه فى الحيط لانهم لا يعرفون الطريق الى الطبيب النفسى ...

ما سقط من تحليلك اهم و اجدى و انفع و اصح ... هناك دولة تحتانية فى مصر اعمق من العميقة .. انتجت مجدى خليل و محمد حسين يونس .. و عم محمد البقال .. و عم حنا ميكانيكى السيارات

هؤلاء كلهم ارفع بكثير عن الدولة العميقة .. و اعمق منها بمليون ميل

عندهم عيون صاحية و دماغ صافية لكى يتعاملوا بمحبة و امانة مع كل خلق الله

فهموا ان الدولة العميقة ـ موضوع مقالك - فاشلة و محتومة ( doomed ) و الى زوال

اما دولتهم الاعمق من العميقة فإلى بقاء

راجع مقالة استاذ الجيل : العروبة والاسلام ( قهروفساد )

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=484188

هاغيظك .. و مش هاخبط راسى فى الحيط

تحياتى

...


4 - الاستاذ مجدي
بارباروسا آكيم ( 2015 / 9 / 12 - 23:22 )
الاستاذ مجدي ..بعد التحية ، أَنا شاهدت حلقتك على سؤال جريء وهذه الحلقة لها علاقة بشكل ما بمقالتك ..يوتوبيا الدولة الإسلامية وجمهورية افلاطون الفاضلة متغلغلة في وجدان كل مسلم ، لذلك من الصعب إقناع إنسان حالم بأَنَّ مايحلم به مجرد وهم.! أَنا سيدي اتعجب من إِنسان عراقي او مصري مثلاً يفتخر بالإنتساب لهاشم ولأَتباع البداوة ويتناسى تاريخ قدره 6000 سنة.! علماً انه لا العراقيين مثلاً ولا المصرين عرب.! فالعروبة كما نفهمها اليوم لم توجد الا بوقت لاحق بعد اشتباك الدولة العباسية مع الحركة الشعوبية يعني العروبة كيان دخيل فُرِض بالقوة حاله حال الإسلام .! ولذلك تغلغل مفهوم (( يوتوبيا الدولة الإسلامية الوهمية )) في وجدان الناس..فالناس تخلت عن هويتها وثقافتها وتمسحت بتلابيب البداوة ....متى ينصلح الحال.؟ ينصلح فقط حينما نعود لثقافتنا وجذورنا ونرفض العناوين الطارئة التي فرضت نفسها بقوة السيف في غفلة من الزمن


5 - المسيحيين يتحولون الي شهداء في بلاد اوروبا
محمود منصور ( 2015 / 10 / 16 - 22:27 )
الاستاذ /مجدي خليل لم يقدم حل هو فقط طرح المشكلة ولم يقدم الحل رغم ان الحل بسيط ولكن الكل يتجاهله ولكني دعني اقول لك لا تشغل نفسك كثيرا بمشاكل المسيحيين في مصر والدول العربية فان مشاكل المسيحيين في اوروبا وامريكا اكبر ويكفي انهم يتحولون الي شهداء في بلادهم والتيارات الاسلامية العميقة في هذه البلاد تجعل الحكومات تتهاون في دماء المسيحيين بل علي العكس يزيد تاييدهم لهذه التيارات الي ان تحدث الكارثة الكبري , هل تريد الحل ؟ الحل ايضا سهل ولكنكم تتجاهلونه
محمود منصور


6 - المسيحيين يتحولون الي شهداء في بلاد اوروبا
محمود منصور ( 2015 / 10 / 16 - 22:27 )
الاستاذ /مجدي خليل لم يقدم حل هو فقط طرح المشكلة ولم يقدم الحل رغم ان الحل بسيط ولكن الكل يتجاهله ولكني دعني اقول لك لا تشغل نفسك كثيرا بمشاكل المسيحيين في مصر والدول العربية فان مشاكل المسيحيين في اوروبا وامريكا اكبر ويكفي انهم يتحولون الي شهداء في بلادهم والتيارات الاسلامية العميقة في هذه البلاد تجعل الحكومات تتهاون في دماء المسيحيين بل علي العكس يزيد تاييدهم لهذه التيارات الي ان تحدث الكارثة الكبري , هل تريد الحل ؟ الحل ايضا سهل ولكنكم تتجاهلونه
محمود منصور

اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ