الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بائع الحلوى

ايمان محمد

2015 / 9 / 12
الادب والفن


بائع الحلوى (1)
في ساحة كبيرة تجّمّع الاطفال ,رجل يبيع عصير الرمان وآخر يبيع حلوى شعر البنات وانا الطفل بينهم لم اتجاوز العاشرة ابيع الحلوى
تأملت الساحة مليئة بفوضى الاطفال ,على اليمين دولاب الهواء الصغير يحركانه رجلين من الاسفل بأيديهما و في وسط الساحة تربعت سفينة نوح ,الاطفال بداخلها يصرخون ويضحكون ومن ورائها ارجوحة صغيرة
ها قد جاء الحصان ,لا ليس حصانا بل بغلا مسنا مزينا ,يصيح صاحبه من يركب هذا الحصان بكذا دينار
طفل يشير إليه :امي اريد ان اصعد على الحصان
فتنهره قائلة كلا يا ولدي اخشى عليك من السقوط
فيلح عليها فتهرة زاجرة كلا يعني كلا وإلا سأعيدك الى البيت
و أنا حسن أشاهد كل هذا ولكنني لا أشترك لأنه يجب عليّ أن لا أعود حتى ابيع جميع قطع الحلوى
-عمي هذه الحلوى تحتاج اسبوعا كي ابيعها فكيف تريدني ان ابيعها خلال اربعة ايام هذا مستحيل
لقد ركلني خارجا وبصق عليّ وقال
-إذا لم تنهها حتى نهاية العيد فسأجلدك جلدا مبرحا حتى تتمنى لو أن أمك العاهرة لم تلدك
واغلق الباب
-ارجوك عمي ارجوك
تبا له من شرير ,سمعت خالتي تشفع لي متوسلة بصوتها الخائف المرتجف
اعتقد انه يتوعدها بالضرب اذا لم تسكت
كالمعتاد توسلاتها تذهب هباءا ,فكل ما تستطيع فعله هو ان تقف بيني وبين حزامه الجلدي كي تخفف عني ,المسكينة تورطت بزواجها من هذا المخمور ,انخدعت بمظهره العسكري ونظراته الجريئة وكلامه المعسول واكلت الطعم حين صدقت وعوده الزائفة بأنه سيرعا ابن اختها اليتيم المدعو حسن ...وها هي رعايته لي اجبرني على ترك المدرسة والعمل في بيع الحلوى ...
لحظة هذا السيد يشبه والدي
-عمي عمي هل تشتري مني هذه الحلوى
-اين كنت يا حسن ,تعال معي ألا تريد ان تلعب مع الاولاد
-العب مع الأولاد , من ؟ أنا ؟!
بعد لحظة صمت
-والدي الحبيب انت لم تمت اليس كذلك
-كلا يا حبيبي ,انت تشرد كثيرا هذه الايام
-لقد اشتقت اليك يا ابي واشتقت لأمي رحمها الله
-رحمها الله !! امك هناك و يشير بإتجاه الحصان
-نعم امي هناك تشير إلي ..واقفة قرب الرجل صاحب الدابة بملابسها الانيقة وقامتها الممشوقة سحرا
هرول حسن نحو امه
-امي الحبيبة
ثم انتهى الحلم على صوت مفزع انه صوت وقع صينية الحلوى على الأرض
صرخ الرجل صاحب الدابة
-كان يجب ان تنتبه ,خسرت بضاعتك الله يعوض عليك
خسرت بضاعتي ,ماذا سأفعل ماذا سأقول لعمي جبار حتما سيقتلني
-من يجرؤ على قتلك يا بني فأنت إبني الوحيد
-نعم يا حبيبي انا ووالدك عدنا و لن نسمح لأحد بإيذائك
-تعال معنا تعال
-الى اين ؟
- الى الجسر
-انظر يا حسن كم هو جميل هذا النهر الذي تحتنا
-هل تذكر يا والدي حين كنا نذهب للمسبح كنت تعلمني السباحة
و لكنك مت وتركتني انا وأمي
-هل عدت لتذكر الموت يا ولدي فأنا هنا امامك
-ماذا ستفعل
-سأقفز الى النهر ,تعال اذا رغبت بالسباحة
-هل اقفز خلفه يا أمي
-اميييييي
و قفز حسن الى النهر خلف اوهامه البريئة ,لأنه إذا عاد فسيلقى عذابا لا يوصف
(و هل هناك براءة كبراءة طفل )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة