الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله .. يلبس قناع فرق الموت

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 9 / 12
الارهاب, الحرب والسلام






الى من بقي لديه امل بان تكليف حيدر العبادي بمنصب رئيس الوزراء بدلا من مجرم العصر المالكي ، هل تاكدت امس بانه لاتوجد بادرة أمل بالنسبة لبلد يمزقه الصراع الطائفي، فيه فرقاء السياسة لا يثقون ببعضهم بعضا، تجمعهم المصالح والمنافع، وتفرقهم المجالس والخطب، بينما تسيطر ايران على تفاعلات البلاد السياسية، وعلى نحو يضمن مصالحها الامنية والاستراتيجية .
لو امعنا النظر لوجدنا ان العراق بعد عام 2003 تعرض لعملية تفكيك سمحت بتشكيل فراغات سياسية وأمنية، وفتحت الباب امام تدخلات اقليمية، يشكل البعد الطائفي واحداً من اهم متغيراتها، ويدلل عليها اتساع ظاهرة الميليشيات بنسختيها الدعومة من قبل الحكومة.. ولكم في شعار لبيك ياحسين لفديوفرق الموت الدليل المليون حيث تبادل ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي امس الجمعة شريط فيديو يظهر مجموعة مدنيين على أنهم العمال الأتراك الذين اختطفوا في بغداد وهم في قبضة تنظيم مسلح لم يعرف من قبل اطلق على نفسه "فرق الموت" لكنه من المعتقد انه تابع لاحدى الميليشيات الشيعية المسلحة المنتشرة في العراق وخاصة في العاصمة بغداد حيث ظهر في خلفية الشريط شعار "لبيك ياحسين". وظهر العمال الأتراك في شريط فيديو اطلعت عليه "إيلاف" مدته ثلاث دقائق، وهم يعلنون عن أسمائهم ووظائفهم في الشريط المعنون "فرق" الموت" وبدا خلفهم خمسة مسلحين ملثمين يرتدون زيا أسود بالكامل ويغطون وجوههم وعينيهم. وكتب اسفل الشريط "نتيجة لما قامت وتقوم به الحكومة التركية من افعال اجرامية مشينة نعلن عن قيامنا باحتجاز مجموعة من الأتراك لحين تنفيذ مطالبنا". وعرضت مجموعة "فرق الموت" اربعة مطالب لإطلاق المختطفين موجهة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تضمنت : ايقاف تدفق المسلحين من تركيا إلى العراق .. وايقاف مرور النفط المسروق من كردستان عبر الاراضي التركية".. وسحب تركيا ميليشياتها "جيش الفتح" من القرى الشيعية في شمال سوريا وهي الزهراء والفوعة وكفريا ونبل .. وهددت بأنها في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب من قبل إردوغان وحزبه ستقوم "بسحق المصالح التركية وعملائها في العراق بأعنف الوسائل. وكان مسلحون مجهولون ملثمون يرتدون ملابس سوداء ويستقلون عجلات دفع رباعي قد اختطفوا في الثاني من الشهر الحالي 18 عاملا تركيا في منطقة الحبيبية في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في ضواحي بغداد الشمالية حيث كانوا يعملون في ورشة لبناء ملعب لكرة القدم تنفذه شركة تركية. وسبق للسلطات العراقية أن اعلنت في الرابع من الشهر الحالي عن سقوط قتلى وجرحى في عملية نفذتها القوات الامنية وسط بغداد بحثا عن العمال المختطفين وذلك عندما تصدى لها مسلحون مليشيا( حزب الله ) حيث دارت مواجهات مسلحة ادت الى اهانت القوى الامنية العراقية وهو دليل اخر على قوة المليشيات واستفحالها.
يبدو ان الاستراتيجيات الجديدة التي وضعها قادة ايران وساستها، تتجه نحو بناء ميليشيات تكون على غرار ميليشيات “حزب الله” في لبنان، بحيث تعمل بشكل منظم وعلى درجة عالية من الحرفية والمهنية العسكرية، لتكون ظهيراً للقوات العسكرية والأمنية الحكومية، ويتم توزيعها على المحافظات، لتحل محل الجيش الحالي مستقبلا.
ومن المرجح ان تشكيل هذه الميليشيات جاء استلهاماً لتجربة قوات التعبئة الإيرانية التي تسمى في إيران بقوات “الباسيج”، وهي قوات عسكرية شعبية تابعة للحرس الثوري الإيراني، تضم متطوعين إيرانيين شاركوا في القتال ابان الحرب الإيرانية ـ العراقية، وكان لها دور بارز في الثمانينيات من القرن الماضي في تلك الحرب. كما شاركت في قمع الكثير من الاحتجاجات الطلابية والقومية والعمالية في عموم إيران.
وما يحدث اليوم يعد لحظة مثالية وفرصة مواتية لن تفرط بها ايران، لتشكيل هذه الميليشيات، حيث الاحتقان الطائفي بلغ اقصاه، لدفع المتطوعين الشيعة للانخراط في هذه القوات شبه النظامية، دفاعاَ عن المذهب، ولهذا جرى تكليف اللواء حسين همداني أحد كبار قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ليتولى مسؤولية الإشراف المؤقت على الملف العراقي ومتابعة التطورات العسكرية والأمنية والإشراف على سير عمل تشكيل المليشيات الشيعية، وتدريبها من أجل عدم خروج الأمور عن نطاق السيطرة الإيرانية في بغداد.

عندما تجاهلت حكومة المالكي وبعدها العبادي استعراضات عسكرية لميليشيات ، وبمختلف صنوف الأسلحة المنهوبة من الجيش العراقي، في قلب بغداد فانها تكشف ان تعاملها مع الميليشيات غير القانونية كان بمنظارين؛ أحدهما تابع لاحزاب السلطه ويعمل بمباركة ايران مقبول أو يمكن غضّ النظر عنه، والآخر اعلامي فقط محدود النشاط غير مرغوب به وتجب تحجيمه(كالمليشيات السنية والمسحية والازيدية الملتحقه بالحشد الشعبي )..
ما تقدم يضع الدولة العراقية بسلطتها الحالية أمام تساؤلات عديدة حول دورها في محاربة الميليشيات والقضاء عليها طيلة السنوات الماضية واللاحقة ، وسبب فشلها أن كان ضعفاً، أو محاباة إذ يُنظر لهذه الميليشيات بوصفها قاعدة اجرامية تحمي الحكومة..

في كلتا الحالتين فإن الدولة تثبت انها وصلت بضعفها الى مستويات شديدة، مما يجعلها غير مهيأة ولا قادرة على إدارة السياسة بأزماتها المتنوعة في العراق، والتي يجب أن يدار سياسياً وأمنياً ووطنياً، كون السلطة الحالية تستند الى الخارج، لاعتبارات المذهب والطائفة، وتنظر الى شركاء الوطن نظرة ريبة وعدائية، معادلة كهذه لن تحل مشاكل البلاد المستعصية.الطائفية البغضية تفرق بين ابناء الوطن الواحد، وقد يصل الامر الى انهيار العيش المشترك، لتوجه الطاقات نحو الحرب الأهلية، فما بين “داعش” او الميليشيات المسلحة لا فرق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب