الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«الولوج إلى عالم الغناء المقرون بطرد واقتناص الوعول في الجبال» (تكريما للرايس أحمد أمنتاك)

الحسين أيت باحسين

2015 / 9 / 13
الادب والفن


الأخ الفنان أحمد أمنتاك،
السادة ممثلي الجمعيات المدعوة،
أخواتي، إخواني المشاركين في "أيام الثقافة الأمازيغية" هذه والتي نظمتها "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي" من أجل تكريم مثقف وفنان قدما ويقدمان، ولا نشك في أنهما، سيقدمان المزيد مما من شأنه أن يخدم هذه الثقافة التي نعتبرها رافدا من بين روافد ثقافتنا الوطنية.
أخواتي، إخواني؛ باسم أعضاء مكتب "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي"، وكمكلف بلجنة الشؤون الاجتماعية للجمعية داخل المكتب المركزي لها، وباسم جميع أعضائها، ننوه بما ساهم، ويساهم، به الفنان أحمد أمنتاك من عطاءات في مجال الشعر والفن الأمازيغيين، هذه االعطاءات التي جعلت "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي" تتيح الفرصة لعدد من المعجبين بشعره وفنه بأن يتلقوا به مباشرة، ومن خلال التقائهم به هذا يعبرون عن تكريمهم له بما أسنده من خدمة للشعر والفن الأمازيغيين بصفة خاصة، وللثقافة الأمازيغية بصفة عامة، وللثقافة الوطنية بصفة أعم.
إننالا نعتبره، داخل "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي" مغنيا وملحنا فحسب، بل رائدا من رواد الأغنية الأمازيغية الكلاسيكية الذي تتلمذ عليه كثير من الفنانين الأمازيغيين المعاصرين والمحدثين.
ونعتبره، كما يقول أحد الباحثين في فنه: "المطرب الذي لا طرب بدونه، بشهادة الفنان جانتي الذي قال في إحدى أمسياته سنة 1963 : "الرايس الواحد لا يطرب، فأين أحمد أمنتاك؟ !".
كما نعتبره، مع نفس الباحث، مبدعا خلاقا بشهادة فقيد الأغنية الأمازيغية محمد أدمسير (ألبنسير / الدمسيري) الذي قال عنه، هو بدوره، في إحدى أمسياته سنة 1965 بتارودانت: "أين أحمد أمنتاك لكي يسمعنا من إبداعه الخلاق؟ !".
وإذا كان لا بد - في إطار هذا التكريم - من إصدار حكم قيمي على شخصية أحمد أمنتاك الفنية، فإننا نقول، مع الباحث المشار إليه أعلاه: "إن ما يميزه عن غيره - اللهم إذا استثنينا الفنان الحاج بلعيد - هو تحوله أثناء أدائه للأغنية الأمازيغية إلى حنجرة شاعرية جذابة تستهوي المستمعين بتنغيم جذاب وشاعري، خاصة وأن موضوع هذا التنغيم الشاعري والجذاب، في أغلب الأحيان، هو الغزل. موضوع الغزل - هذا - الذي تعود أسبابه النفسية والتنشئوية - كما أشار إلى ذلك أحد المستجوبين له - إلى "ان ولوجه عالم الغناء قد اقترن في بدايته بطرد واقتناص الوعول في الجبال مع أقرانه، وبذلك أصبح عالم الطرديات الذي تشده إليه الذكريات في كثير من الشوق والحنان، وباعتباره رمزا للبراءة وذوبان الذات في الطبيعة، مرجعا شاعريا لاشعوريا أساسيا ومفسرا لشاعريته خاصة وأنه يركز عليهما في مجال التصوير الشعري".
ومن صدف الأشياء أن يلتقي، في هذا التكريم، الذي تقوم به "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي" فنان متواضع بمثقف متواضع، لكن تواضعهما لا تأخذهما لومة لائم في أن يعملا على تكريس مبدأ ضرورة تجاوز مرحلة سيادة الشجاعة الجسمانية إلى مرحلة الشجاعة الفكرية التي من شأنها أن تكون سلاحا لكل التحديات التي تواجه كل المجتمعات اليوم، ألا وهي الشجاعة الفكرية في كل أبعادها.

الحسين أيت باحسين
نائب الكاتب العام المكلف بالشؤون الاجتماعية
ألقيت هذه الكلمة يوم السبت 17 نونبر 1990
في افتتاح ندوة تكريم الرايس أحمد أمنتاك
نشرت في كتاب: الرايس أحمد أمنتاك
منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي
سلسلة أعلام الثقافة الأمازيغية
أيام الثقافة الأمازيغية، الرباط، 16-23 نونبر 1990
منشورات عكاظ، الرباط، ص. 11-12.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ