الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكان للنساء حضورهن المميز كذلك

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لم يخل تأريخ العراق يوما من دور كبير للماجدات ، فهن بحق مصانع مجد العراق وإن كان مجتمعنا بالفعل مجتمعا ذكوريا ، لكننا نعترف ونفتخر أننا أولادهن وإخوانهن وأحبابهن وعشاقهن ، وتهدر أرواحنا رخيصة بكل فخر ورضا كي ندافع عنهن ولا يمسسن بسوء . فلا حياة لنا من دونهن فهن اللواتي أنجبن الرجال الأفذاذ في تأريخ العراق العريض وهن اللائي ربين أولئك الأعلام ، والمرأة في عراق اليوم ليست بأفضل حالا من أي وقت مر عليها في العصر الحديث ، فالتهميش والإقصاء والإهمال ، مكاسبها من دهرها في القرن الحادي والعشرين ، شأنها في ذلك شأن أخيها الرجل لكن ذلك لم يثبط عزيمتها ولم يقتل طموحها في الحصول على فرصتها في صنع غد أفضل لها ولعائلتها ، فهي تخوض اليوم مضمار العمل بجدارة وقوة وكفاءة المنافس والند القوي للرجل لا يميزه عنها جنسه في راتب أو درجة وظيفية ، فهي نائبة في البرلمان ووزيرة في الحكومة وطبيبة وخبيرة في شتى مجالات العمل وهي الأكاديمية وأستاذة الجامعة ولا تحدها في مجالات الإبداع حدود مادية ، وقد سلكت المرأة في العراق سبل السياسة منذ زمن بعيد ، والمرأة تعيش تفاصيل الحياة العراقية بكل آهاتها وويلاتها وتفاصيلها ، فهي وإن كانت موظفة لكنها في عين الوقت ربة المنزل ومعلمة أولادها ومديرة شؤون حياة زوجها وأولادها في كل تفاصيلها ، وها هي اليوم تضيف الى كل ما سبق من مسؤوليات جسام ، مسؤولية المشاركة الفعلية في المطالبة الشعبية بالإصلاح والتغيير عن طريق النزول وبقوة الى ساحات التظاهر مطالبة بحقوق شعبها المهمش بصوت عال وبقوة وجبروت العراقية الرافضة للظلم والاضطهاد والفساد والتهميش ، وكان حضورها هذه المرة لافتا ومميزا فقد كان بأعداد كبيرة بلغت نسبته أربعين من المائة من أعداد الرجال ، فكانت أجواء المشاركة إيجابية نمت عن التمدن والتحضر العالي للشباب الذين أثبتوا أنهم يحترمون المرأة العراقية كما ينبغي لها أن تحترم ، إذ لم تسجل في زخم وزحمة التظاهر العالية أية حالة تحرش ، بل كان الشباب درعا حاميا لأخواتهم ليتيحوا لهن الفرصة الكاملة في إيصال أصواتهن إلى حيث يجب أن تصل فكان لهن ما أردن ووصلت رسالتهن واضحة مدوية أرعبت الفاسدين في دفة الحكم فهرب منهم من استطاع الهرب إلى أسياده . ولكن الحرب بين الحق والباطل لم تنته بعد وما زالت هناك جولات وجولات علينا خوضها فإنما هي معركة ربحناها ولها ما بعدها ، والقادم أصعب وأشد فإن منظومة الفساد المتأصلة في كيان الحكومة العراقية لن تستسلم بسهولة لتفرط بمكاسبها الكبيرة من هذه البقرة الحلوب التي استمرؤوا شرب دمها لا حليبها فحسب . والفاسدون بلا خلق ولا ضمير ولا دين كي نتوقع أن يردعهم رادع ذاتي ، ولن يستكينوا لما حدث لهم إنما هي انحناءة أمام عاصفة غضب الشعب لن يلبثوا أن يخرجوا رؤوسهم من جحور الفساد القذرة فيدسوا مجرميهم من جديد بين المتظاهرين ، ليسرقوا إنجاز الثوار السلميين الشرفاء ، متنكرين بأزياء عديدة فلا تستغربوا أن يأتونا بزي شيوخ العشائر أو رجال الدين أو أبطال الحشد الشعبي فيفتعلوا الأزمات لسحب المتظاهرين إلى معارك جانبية تشوه بنتيجتها صورة المتظاهرين السلمية البهية التي أسقطت السلاح من أيدي جلادي القوات الأمنية بسلمية التظاهر الجميلة وببراءة المطالب غير المسيسة بلا تسقيط لأحد أو ذم أو تشهير ، بل مطالب شرعية تنطق بلسان حال شعب عيل صبره وضاق بالصبر ذرعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب