الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي5

خالد حسن يوسف

2015 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


إقرار بالدور الإنساني الإغاثي الإيراني في الصومال والقول "جذبت حالة المجاعة والجفاف التي أُعلنت في الصومال أنظار القيادات السياسية والدينية في إيران لوضع استراتيجية بعيدة، وبالفعل قامت بجهود إغاثية وإنسانية واجتماعية لقيت ترحيبًا وتعاونًا محليًّا في المرحلة الأولى من الدعم الإنساني".(1) والحضور الإيراني كما هو معلوم كان المفتاح الذي دفع العديد من الدول إلى التنافس للحضور إلى الصومال وبتالي فإن مبادرتهم كشفت الدوافع السياسية لغيرهم والمنطلقة من بعد سياسي, حيت تأتي الأولوية الإنسانية في ذيل تلك الدوافع.

"لكن، ومن خلال بعض الأعمال الاجتماعية والإنسانية، أصبحت هذه النشاطات محل استغراب الحكومة الصومالية، وهيئة علماء الصومال".(2)

ليس هناك قلق رسمي من قبل الحكومة الصومالية بشأن دعم السفارة الإيرانية لأعمال اجتماعية وإنسانية وفي حال وجودها يمكن للحكومة أن تقوم في الإعلان عن مخاوفها بصراحة لاسيما وأنه ليست هناك مصالح عضوية بينها وبين إيران, وكان الأجدر القول تخوف من قبل بعض وزراء تنظيم الدم الجديد والبعض المرتبط بدوائر خارجية معادية لإيران.

أما ما يطلق عليه بهيئة علماء الصومال فالمعروف أن الجهات التي تسيطر على الكيان تتقدمها قوى متطرفة مثال جماعة الاعتصام والدم الجديد ومن رموزهم الدكتور بشير أحمد صلاد والشيخ نور بارود جورحن, وهذه الهيئة تعادي تنظيم أهل السنة والجماعة(الصوفية), والشيخ نور كان قد عمل على استثمار الحرب الجارية في اليمن وراح يحشد حملة لمواجهة الصوفية في الصومال ومحاولة إثارة الحكومة الصومالية عليهم.

"الزواج الجماعي: وبتنسيق مباشر من السفارة الإيرانية في مقديشو، وتم رصد ثلاثمائة دولار أميركي لكل أسرة شهريًّا، لإعالتهم عدة شهور، مع تحمل نفقات الزواج وتكاليف السكن والأثاث، ولا شك أن هذه الأسر التي تنشأ تحت النفقة الإيرانية ستكون متعاطفة معها، مع الإشارة إلى أن البلاد لم تعهد في تاريخها ما يُعرف بالزواج الجماعي".(3)

مؤكد أن الجمعيات الخيرية الإيرانية ترغب في إستمالة هذه الأسر أو المجتمع الصومالي من خلال هذه الجهود الإنسانية لصالح التعاطف مع حضورها في الصومال, عبر هذه المساعدات, ولكن ما يجب النظر إليه والتركيز عليه يتمثل هل هذه المساعدات مشروطة على من يتلقونها أم أنها غير مشروطة؟

وطالما هي غير مشروطة فليس من الحكمة التشكيك بها وليتجه هؤلاء الصوماليين إن أرادوا إلى التشيع طالما أن ذلك نابع من قناعتهم, فليس هناك حرج في إختيار الإنسان لمعتقده المذهبي أو حتى خروجه من الإسلام ذاته, وفيما يخص بالزواج الجماعي فإن كان جديدا على الصوماليين, إلى ان الأمر كما ذكر الكاتب فهد ياسين فهو محل دعم جمعيات خيرية, والتي هي بدورها معنية في كيفية تنظيم مثل هذه الفعاليات الاجتماعية, ومثل هذا الشكل من الزواج ليس برأة إختراع إيرانية, فهذا الشكل من الزواج الجماعي كان قائما في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحت رعاية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, ويرعى رئيس دولة جيبوتي إسماعيل عمر جيله, مثل هذه الفعالية في بلاده, فما المشكلة في القيام بالزواج الجماعي؟

"تكثيف النشاط الإنساني في المناطق ذات الأقليات مثل حمروين التي كانت مقرًّا للوجود الفارسي في القرن السابع الهجري، وكذلك الأقليات ذات الأصول العربية، وتهتم بهذا الحي لرمزيتها التاريخية".(4)

من البديهية أن يتجه الحضور الإيراني في الصومال إلى مناطق كانت محل تواجد صوماليين من ذوي أصول فارسية ورغم ذوبان هؤلاء وكونهم أصبحوا بجزء عضوي من المجتمع الصومالي نظرا لقدم حضورهم التاريخي, المسألة الأخرى أن أحياء شنجاني Shangaanii وحمروين Xamar Weyn تشكلان من أبرز أحياء مدينة مقديشو التجارية وذات المعالم الثقافية والتجارية ومقر لمقرات الدولة الصومالية وبعض البعثات الخارجية, والتي تنعم بحض عالي من الأمن مقارنة مع أحياء أخرى في مقديشو, فلابد أن تكون مثل هذه الأحياء بمحل لتواجد الحضور الإيراني, ولا يمكن القول أن هناك أقليات ذات أصول عربية.

فمثلا الصوماليين من أصول يمنية وعمانية لم يكونوا باقلية نظرا لذوبانهم في المجتمع الصومالي ثقافيا,لغويا واجتماعيا وبما في ذلك اليمنيين ممن كان حضورهم إلى الصومال خلال العقود السبعة الأخيرة, ومفهوم الأقلية يستخدم على الجماعات التي تكون بينها عادتا فوارق ثقافية,دينية,عرقية واضحة المعالم وهذا ما هو ليس بحاضر في الصومال, ناهيك عن أن الغالبية الساحقة ممن أسماهم الكاتب بالأقليات ذات الأصول العربية قد هاجروا من مدينة مقديشو على غرار الكثير من سكان المدينة.

"المنح الدراسية: تقدم الجامعات الإيرانية بفروعها المختلفة منحًا دراسية (أكثر من ثلاثمائة منحة دراسية خاصة في الطب والهندسة) عبر شخصيات صومالية مرموقة، أو عبر التعاقد المباشر مع بعض الجامعات المحلية، وهي مراحل الشهادة الجامعية والماجستير، وكذلك ربطها مع جامعات أخرى في العراق.

وتشهد الساحة التعليمية في الآونة الأخيرة رحلات ولقاءات أكاديمية بين جامعات صومالية وأخرى إيرانية، وهي بداية للعلاقة الثقافية بين البلدين".(5)

ترى ما الاشكالية في مثل هذا التعاون الثقافي بين الطرفين الصومالي - اٌيراني وطالما أنه يتم في ظل قتوات مشروعة؟!

اليس مطلوبا تفعيل مثل هذا التعاون الثقافي بين البلدين؟ وهل يمكن اتهام هذه الشخصيات الصومالية المرموقة,الأكاديميين والجامعات بأنهم جهات شيعية؟, لاسيما وأن الكثير منهم منخرطين في مشروع الإسلام السياسي الطائفي في الصومال.

"الصوماليون في المهجر والإعلان عن التشيع: لم يبرز إلى العلن في الوسط المحلي سابقًا شخصيات تعلن اعتناقها للفكر الشيعي، ربما خوفًا من ردَّة الفعل الاجتماعي ضدهم، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت شخصيات تتحدث إلى وسائل الاعلام من الصوماليين في المهجر، أو تكتب مقالات تقول بشكل علني: إنها درست المنهج الديني الصحيح في إيران، واقتنعت بأن الشيعة هم أقرب إلى الحق من السنَّة، والبعض منهم درس في قم.

في بريطانيا مثلًا، تم إنشاء حسينيات لنشر العقيدة وتقديم خدمات اجتماعية، ويشير بعض المتابعين إلى أن هناك ثمانية وعشرين شخصًا في لندن وحدها تشيعوا، وهناك أسماء معروفة بعدائها المعلن لرموز أهل السنة، وإظهارها ذلك على الملأ".(6)

الصوماليون في المهجر لديهم مساحة واسعة في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم الدينية والفكرية وإن لم يكن هناك فيما مضى شخصيات تعلن اعتناقها للفكر الشيعي أو غيره مما هو ليس بسائد أو مفروض عادتا في الأوساط الصومالية وخاصة في البلاد, وذلك بحد ذاته يشكل بمشكلة حين يجبر أصحاب اعتقاد ديني وفكري, وبتالي فإن وجود هؤلاء المهاجرين في المهجر يمنحهم حرية تقرير الاعتقاد, وحق المواطنة يقضي أدبياً وقانونياً أن يمارس هؤلاء حقهم في الاعتقاد في موطنهم الأصلي بكامل الحرية وبعيدا عن التضييق عليهم من قبل جهة رسمية أو تنظيمية أو اجتماعية.

على أن يمارس الصوماليين اعتقادتهم وأفكارهم بكامل الحرية بعيدا عن استهدافهم أو مضايقتهم, والدراسة في قم الإيرانية ليست بمسألة يمكن تجريمها قانونيا رغم كل ما يتتخلل الفكر المذهبي الأثنى عشري من شوائب و على غرار مثيله في مذاهب الطائفة السنية, وبتالي فإن محاولة إثارة أن هناك إختلاف بين المذاهب الشيعية والسنية يقابله أن هناك حالات خلاف وتباين ما بين المذاهب السنسية ذاتها وفرقها ومنتسبيها على مر عصور تاريخية وبما في ذلك الخلافات والصراعات السنية الراهنة ومنها صراعات الطرق الصوفية وبعض التنظيمات السنية المتطرفة.

الهوامش:

- فهد ياسين,الدور الإيراني في الصومال البحث عن موطئ قدم,مركز الجزيرة لدراسات,18 أغسطس 2015.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتشدد يتقدم في استطلاعات الرأي في بريطانيا.. والعما


.. بشأن مطار -رفيق الحريري-.. اتحاد النقل الجوي اللبناني يرد عل




.. قصف روسي على خاركيف.. وتأهب جوي في ست مقاطعات أوكرانية | #را


.. موسكو تحمّل واشنطن «مسؤولية» الهجوم الصاروخي على القرم




.. الجيش السوداني يوافق على عقد لقاء تشاوري مع تنسيقية -تقدم-