الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتستمر الولادة

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لأنه المخاض الأصعب الذي يمر به العراق في ولادة عهد جديد يكون العراق فيه جنة أرضية يعمها الوئام والسلام والتنوع . عراق يكون فيه الإنسان متمتعا بكرامته وإنسانيته لا يقهره فيه جبار أو طاغية ، عهد لا يجرؤ فيه أحد على ظلم أخيه الإنسان تحت مغريات القوة والجاه والمال ، عهد يولد من رحم الأرض التي عانت وشعبها قرونا من الظلم والاضطهاد المادي والمعنوي، فكريا ونفسيا، اقتصاديا واجتماعيا ، تلك الأرض التي شهدت حضارة الإنسان الأولى وقبلها بدائيته وسعيه إلى الإبداع والاختراع والتطور ، فكانت هذه الأرض منجم الإنسانية الأول الذي وجد فيه اكتشاف أدوات الاختراع الأولى من العقل المتفتح الطموح الباحث والأرض الخصبة المعطاء التي وفرت له البيئة المناسبة لاكتشاف مواهب الإنسان وقدراته و قابليته على التطور ، فعلى هذه الأرض زرع الإنسان أول بذرة للنماء والحب والخير، متمتعا بما حباه الله من الأنهار والطبيعة المتنوعة الرائعة من سهل وجبل وبادية وأهوار . فعمل العراقي الأول على تنظيم حياته بتنويع المهارات وصقلها وتشكيل التجمعات البشرية ليولد أول مجتمع قروي امتهن الزراعة والصيد وتدجين الحيوانات الأليفة التي ألفت الإنسان وكافأته بما ينتفع به مسخرة من قبل خالقها ، ولما توسعت المجتمعات القروية وتكاثرت القرى وتناثرت على ضفاف النهار كزهور الربيع الجميلة، وأصبحت أرض العراق تزخر بالقرى الكثيرة الممتلئة بالفلاحين والصيادين وذوي الحرف اليدوية ، فأصبح نشوء المدن ضروريا ليربط بين القرى الممتدة مسافات طويلة ما أوجد التجارة حاجة ضرورية فرضت وجودها يتجمع فيها كل ذي صنعة فالمزارع يجلب سلعته إلى المدينة حيث السوق الذي أصبح ضرورة ثم أصبح تنظيم أمور الناس ووضع القوانين التي تنظم تعاملاتهم اليومية وتحل خلافاتهم ضرورة ملحة ، فكان لهذه الأرض شرف تشريع القانون الأول في حياة البشرية . وتوالت القرون والعراق يتقلب بين ازدهار يخطف الأبصار في حضارات مزدهرة عامرة بالفنون والعلوم ، تنثر شذاها على البشرية علما وابتكارا وفكرا نيرا تحار العقول في روعته وجماله . ثم تأتيه سنون الانحدار نتيجة طمع الطامعين وعدوانهم ، فتستلب حضارته وخيراته وتنتهك حرماته ومقدساته . لكنه مارد جبار لا يموت بل هو كائن أسطوري كما طائر الفينيق الذي يحترق لحظة موته لكن لا يلبث أن يبعث من رماده طائرا يافعا يانعا يستقبل الحياة بروح الشباب المتجدد . فكم من محنة ونكبة حلت بالعراق ودمرته أيما تدمير لكنها لم تقتل روحه العنيدة العصية على اليأس والموت والاستسلام ، وها هي اليوم روح العراق تعاند الفساد والجور والظلم والتهميش وتبعث في صورة شباب وشابات وأطفال رفضوا الواقع المزري المرير فخرجوا يحاربون الخطأ والفساد والظلم بأصواتهم وصدورهم العارية غير آبهين بالشمس الحارقة والإسفلت الملتهب ومتحدين سلطة الفساد الواسعة صارخين بوجه الظلم والفساد بكلمة واحدة واضحة لا تحتمل خطأ التفسير والفهم ، لقد قالها العراقيون عالية مدوية هزت عرش الفساد فأرعبته ، إنها ( لا للفاسدين ) كبيرة أسمعت الضمير الميت قرارها النهائي البات القاطع الذي لا تمييز ولا رجعة فيه . لقد كان من اعتداء المندسين على المتظاهرين ما كان وسيكون منهم ما هو أكثر وأكبر لكننا متهيئون وجاهزون لكل جديد وغير متوقع فقد قررنا أن نولد من جديد ولكل شيء ضريبة وثمن ، وإن تكن للباطل جولة فإن للحق صولات وجولات ، ولا بد لمخاض هذا الشعب أن ينتهي بالولادة الميمونة للعراق الجديد مهما طال مخاضه وصعبت ظروفه ، ولئن نعتصم في الشوارع والساحات أياما وشهورا فلن نترك هذا الأمر مهما غلت التضحيات فمحاسبة المفسدين والتخلص منهم وإرجاع أموال العراق وحقوقنا كاملة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا