الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَرَب وَكُتُب..؟؟!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 14
الادب والفن


عَرَب وَكُتُب..؟؟!!
زُوارنا، بلجيكيان شابان ، لم يأتيا لزيارتنا تحديداً ،بل لزيارة الشاب البلجيكي "يوهان" ، الذي يعيشُ معنا ، كأحد أفراد الأسرة ...
كانت ابنتي الكُبرى طالبة في السنة الأخيرة من مرحلة الدراسة الإبتدائية ، وكانت عطلة الصيف المدرسية ، فسافرت مع قريبة تدرس في الجامعة، بهدف التعرف على الحياة الجامعية والترفيه ايضا . وهناك تعرفت على "يوهان" ، الذي كان جارا في مساكن الطلبة لقريبتنا .
وذات يومٍ اتصلت بي وبأمها ،لِتخبرنا بأنها دعت صديقها الجديد لزيارتنا وقضاء نهاية الاسبوع في بيتنا . لم نتردد للحظة ، فحضر لنهاية اسبوع استمرت عامين كاملين ، وأصبح بيتنا "مزارا" لكل اصدقائه وصديقاته الذين يزورون البلاد من بلجيكا .. بل واستقبل هؤلاء الاصدقاء ابني وبنتاي الكُبريات في بيوتهم، وقاموا بالسياحة معيتهن في عدة دول اوروبية .. بحيثُ اصبح تقليدا في عائلتنا الصغيرة أن يقوم كل فرد منها ، وبعد انهائه الدراسة الثانوية برحلة "اوروبية" ، لا نتحمل من تكاليفها سوى تذاكر السفر واصدقاؤنا البلجيكيون يقومون بالباقي وبكرم "غير عربي" لافتٍ.
لدينا شُقة صغيرة في الطابق الأرضي ، استأجرها يوهان ، واستأجرها آخرون بعده ، من طلاب الدراسات العليا الأجانب الذين يدرسون في بلادنا .. وفي العادة لا نؤجرها إلا لطلاب ومن المفضل ان يكونوا أجانبا. فقد سكن فيها بلجيكيون ، امريكيتان ، بريطانية وطالب اسرائيلي يهودي ، كان يدرس اللغة العربية وأراد أن يُحسّن لغته العربية .
ولجميعهم نحتفظُ بذكريات جميلة ورائعة ، فهم مثقفون ،مهذبون ومحبون للإستطلاع ، ولا يُراوغون في دفع أُجرة البيت أبداً..!!
بعد أن تناولنا العشاء مع زائرينا ، أحدهم موظف في السفارة البلجيكية والآخر موظف كبير في أحد البنوك التجارية ، انتقلنا الى "الصالون" ، وهو يعني في لهجتنا ، غرفة الجلوس ، وبدأ الحديث بالإطراء على الطعام والثناء على ربة البيت التي أعدتهُ ، ولم ينسيا تقديم هدية رمزية "لربة البيت" أيضا ، حال وصولهما بيتنا .
صالون بيتنا كبير نسبيا ، وكان مفروشا حينها " بطقم سوري " ،أو بفراش عربي "مودرن " ،من فرشات "مزوقة " وقماش مخملي ، مع الكثير من الوسائد والمساند . في مواجهة الفراش ، هناك خزانة كبيرة ، يتوسطها تلفزيون كبير ، أما باقي رفوفها فقد غُصّت بالكتب ، بالمئات منها ، موزعة على ثلاث لغات .
وكان من عادة "يوهان " أن يُطلق على هذه الزاوية "المكان المقدس " للعائلة ، وهو يقصد بذلك التلفزيون الذي يجمعنا ...!!!
طبعا ، دار الحديثُ بيننا بالإنجليزية ، اللغة المشتركة ، وأثناء الحديث ، بدأ "رجل البنوك " بالحديث باللغة الفلمنكية التي لا نفهمها ، ودار حديث بين الثلاثة ، قطعتهُ "ربة البيت " ، سائلةً يوهان : عن ماذا تتكلمون؟!
ولماذا بلغة لا نفهمها ؟! لم يكن امام يوهان ،إلّا الرضوخ وقام بترجمة الحديث من الفلمنكية إلى العربية التي يُجيدها ..
-يستغربُ "فلان" وجود كُتب في بيت عربي ، فهو لا يستطيع الربط بين العربي والكتاب ، فالعربي عدوٌ للقراءة (احصاءات اليونسكو مثلا) ، كما وأنه ومن معرفته ببعض العرب في حياته اليومية ، لم يسمع احداً منهم ، يتحدثُ عن الكتب او الثقافة بكل فروعها وفنونها ..
تشعب الحديث وطال ، عن التنميط ..!! لكن يبقى السؤال مفتوحا ، هل هناك "عداءٌ" بين العرب والكتاب ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الورقي....الى الرقمي..نحن امة لاتقرآ
صلاح البغدادي ( 2015 / 9 / 14 - 09:09 )
استاذ قاسم...بالتآكيد نحن امة لاتقرآ...من الورق..الى البايت..لانقرآ
وبرنامج (كتب في الباص)..لتعليم الاطفال القرآة حتى في الباص في امريكا
http://www.wdbj7.com/news/local/books-on-buses-new-program-helps-get-books-to-roanoke-children/33713282
وسمعت ان هناك بعض الدول الاوربيه لديها مكتبات في الباصات.
امة لاتقرآ،لاتستطيع ان تكتب،والامة التي لاتقرآ ولاتكتب...امة يسهل غسل ادمغة شبابها واقناعه بان تفجير نفسك وسط سوق شعبي...هو طريقك الى الجنه.
موقع (Alexa) موقع رائع لاحصائيات الانترنيت،وفق معادلات تشمل عدد الزائرين للموقع وعدد مشاهدي الصفحه الواحده..ثم يتم ترتيب المواقع حسب ذلك،كلما كان الترتيب صغيرا كان الموقع مشهورا اكثر..مثلا (غوغل..تآخذ رقم 1)..والفيسبوك 2 وهكذا
للنظر ماذا يقرآ العرب:
-موقع (صيد الفوائد)للفتاوي والدعاة...يآخذ التسلسل 10,758
-موقعنا الرائع(مركز الدراسات)...يآخذ التسلسل777,280
-لاحظ الفرق الهائل...اذا اردنا ان نقرآ فلا نقرآ الا الفتاوي
واخر فتوانا ان الحمد لله الذي جعلنا امة اميه من عام الفيل الى عام القرد الصيني الذي سيصادف بعد (300) عام...وتحياتي


2 - عزيزي قاسم المحترم
جان نصار ( 2015 / 9 / 14 - 09:48 )
يعني بطريقه غير مباشره فهمتنا انك مثقف وبتقرا وهاي يا عمي انا ببصملك اياها.اكيد المكتبه والكتب عندك مش برستيج لانو عندي بالبيت برستيخ ومفاخره على اساس كل زائر يحضر لزيارتي يقول عني مثقف .
ثم شعوبنا ليش لازم تقراء طالما ان الشيخ بالجامع او على اي فضائيه بقولنا شو نسوي وبرامج الطبخ والمنوعات بتكفي هاي برضو ثقافي.وبعدين بدك اللي معوش يوكل وعاطل عن العمل ومش متعلم يشتري كتاب والا سندوش فلافل او نص كيلو لحمه على العيد.
الاستاذ صلاح العزيز بقولك حتى بالباصات الغربين بقرؤا..مع كل الاحترام احنا منسافر بالباصات والموصلات العامه مشان نتحرش بالنسوان بدكم ايانا نغير هالعادات الجميله بالقرأه.اي كتير هيك
تحياتي وافشاتي


3 - صفحة الفتاوى
عتريس المدح ( 2015 / 9 / 14 - 10:10 )
عزيزي قاسم: أنا بحب أطالع صفحة الفتاوى فلربما ألاقي فتوى تجيز سرقة الكتب والصحف، في الزمن الجميل كنت مفتونا بالقراءة وحيازة الكتب، لكن في آخر خمسة عشر سنة لم أشتر ما يزيد عن عشرة كتب، أتدرون لماذا؟ لهزالة ما ينشر باللغة العربية ولاكتفائي بالسطو على الكتب من خلال الانترنت
تحياتي و اسمح ليس أن أحيي عبر صفحتك عزيزنا جان نصار


4 - الاستاذ صلاح البغدادي العزيز
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 14 - 10:18 )
تحياتي وفائق احترامي
العرب والغرب على طرفي نقيض في كثير من الأشياء ، وخصوصا في القراءة .
فالفن والثقافة بالنسبة للغربي هي غذاء للروح ، فهو يهتم بتغذية روحه وعقله كما يهتم بتغذية جسده (ولو انني ضد الفصل التعسفي بين الروح والجسد ) .
وكما قلت فدعوة لسهرة أدبية او فنية يحضرها القلائل ، بينما -درس- ديني ساذج وبسيط يحضره المئات .
ثقافتنا سمعية وتعتمد على الحفظ والنقل .
اما الكتاب فهو مضطهد ومقموع يا حسرتاه عليه ، لأننا لا نود تشغيل عقولنا !!
لك خالص مودتي


5 - عزيزي جان الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 14 - 10:24 )
تحياتي واشواقي
وينك يا راجل ؟ من زمان على خفة الدم ..!!
أه يا عزيزي انا مثقف -غصبن عن اللي بقول لع- .
وبقليل من الجد ، لقد وضعت اصبعك على امر موجع ، فهناك من لا يجدون ثمن الوجبة ، فكيف يشترون كتابا ؟!
ولبنتي التي تتواجد في المانيا حاليا في دورة تأهيلية جامعية ، اخبرتني بأن الجامعة تُعيدُ للملتحقين بالبرنامج التأهيلي 75% من تكاليف اية فعالية ثقافية يُشاركون بها !! من شراء كتب ، مشاهدة فيلم ، حضور كونسيرت أو حفلة اوبرا وما شابه
احنا وين وهم وين ؟!!
أتمنى لك مزاجا رائقا وقراءة نافعة ..


6 - عزيزي عتريس الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 14 - 10:28 )
تحياتي وسلامي
أنا أُفتي لك بجواز سرقة الكتب ، وخاصة من المكتبات العامة التي لا يزورها أحد !!
انا معجبٌ بقدرتك على القراءة من النت ، فهذه مهارة لا استطيعها حتى هذه المرحلة .
غالبية الكتب التي اشتريتها في السنوات الأخيرة هي بالعبرية ، ففي العبرية يُترجم كل جديد أول بأول ..
ويصدر في إسرائيل الاف العناوين الجديدة سنويا أكثر باضعاف مما يصدر في العالم العربي كله..
ويا لسخرية الاقدار !!
لك مودتي ومشاعر الصداقة

اخر الافلام

.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??


.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا




.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية


.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها




.. صانع المحتوى أحمد النشيط يرشح أفلام يجب مشاهدتها فورا