الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الشوفينية العروبية المشرقية من الامة الامازيغية

كوسلا ابشن

2015 / 9 / 14
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



موقف الشوفينية العروبية المشرقية من الامة الامازيغية

تعتبر الحركة الشوفينية العروبية كل من لا يؤمن بالقومية العربية ولا يساند مواقفها ونشاطاتها عدوا للعروبة -اسلام. المركب الايديولوجي والسياسي الشوفيني سيشكل قاعدة لكل اطراف الحركة بغض النظر عن استحقاقات واهداف واستراتيجية كل طرف على حدة .
التعصب العرقي والعداء المكشوف للشعوب الغير العربية سيجلب خصوصا على من يدعي النضال التحرري(فلسطين), اعداء جدد عوض مساندين ومتضامنين مع قضيتهم .
صرح المسمى محمد بسام احد الاقزام الفلسطينيين واللاجئ في الديار الامازيغية (المروك), لمجلة مشاهد المروكية باقوال تكشف عن تفاهة وسذاجة التحليل السياسي لاقزام الايديولوجية العروبية, بتخيله العشتري ان الامازيغ اقلية استطانية في وطنه العربي وعالمه العربي لذا عليها الامتثال لحكايات وقصص سيد الارض العربي, بقول " كون الامازيغ يعيشون في بلد عربي كالمغرب وينخرطون ضمن الشعب العربي المغربي أعتقد ان هناك أهداف مشتركة يلتقي بها اليهود و الامازيغ ولذلك أرى من وجهة نظري ان الامازيغ يشكلون لسان حال الاسرائيليين بالمغرب العربي " ويذهب ابعد من ذلك في النذالة والسخافة بقوله " الامازيغ يهود اكثر من اليهود أنفسهم وان وجودهم في بلد عربي يشكل خطورة على مستقبل المجتمعات العربية ". في نفس السياق صرح الشوفيني الفلسطيني (الارامي الجذور)عزمي بشارة للقناة المشيخية الجزيرة القطرية في حديثه عن الامازيغ " الاثنية الامازيغية صناعة فرنسية ". تصريحات عنصرية وساذجة مبنية عن طروهات وهمية تأكد عن الحقد والكراهية التاريخية ازاء العنصر الغيرالعربي والمحافظ على هويته القومية والرافض للهويات الاستعمارية الزائفة (العروبة).
المسلسل الزمني للدعاية الحكواتية, له بداية ( الاستعمار العربي ) ولم ينتهي بعد, فهو ينتعش بعد كل صدمة باساطير جديدة على ميقاس الراوي واحكواتي العروبي.
حسب الراوي بسام المروك بلد عربي منذ ان ظهرت فيه الحياة البشرية, وفي حقبة زمنية غير معروفة لم يحددها الراوي, قدم الامازيغ الى المروك واستوطنوا بلد العرب, نفس الفعل اليهودي في بلد العرب (فلسطين) ولهذا ادرك الراوي بعبقريته ان الامازيغ خدام اسرائيل في (((المغرب العربي))), بل هم يدافعون عن اليهود اكثر مما يدافع اليهود عن نفسهم, و وجود ايمازيغن في بلد عربي يشكل خطرا على مستقبل كافة مجتمعات (((العالم العربي))). بافعل العقل العروبي بارع في التخيل الادبي والاختلاقات ليتحفنا بشارة بمقولة ( الامازيغ صناعة فرنسية), شعب مجرد, اللاواقعي اخترعته فرنسا, لا جغرافية له ولا تاريخ له ولا ثقافة له ولا لغة له ( لا هوية له ), اوهام فرنسية جعلت من جماعة مريخية, شعب محلي تحارب به العروبة والاسلام . هذه اقوال صبيانية حكواتية اسطورية تروجها الحركة العرقية النازية العروبية في حملاتها الاعلامية التضامنية مع اخوة العروبة المزيفة للحد من الخطاب المحلي الامازيغي المبني على العلمية والعقلانية, المستمد مرجعيته من تميزه في المجال الترابي وتطوره التاريخي وتراثه الثقافي واللغوي, لاداعي لسرد تاريخ المنطقة ليتعلما سامي وبشارة من هم اصحاب المنطقة الشرعيون وماذا فعل الغزاة العرب باهلها, فعليهما الرجوع الى كتابات ابن خلدون وابن كثير وبالمختصين بتاريخ المنطقة وباركيولوجيتها وانتروبولوجيتها واثنولوجيتها . الامازيغ من اقدم الشعوب على الارض وثقافتهم ضاربة في التاريخ في موطنهم شمال افريقيا, هذا الموطن الذي خضع لانظمة استعمارية متعددة, منها من طرد ومنها من ينتظر دوره للاندثار, وهو يحاول بكل الوسائل الخبيثة والاستبدادية لطمس هوية المكان والانسان لاطالة زمن الاستعمارالعروبي, واطالة الاضطهاد والاستغلال والاستعباد والتغني باغنية الحالمين ( الارض تتكلم عربي).
الامازيغ امة تحت الاحتلال والنضال القومي الامازيغي ضرورة تاريخية مرحلية, فقد سبق لاسد الريف ان خاضه ضد الاستعمار الاوروبي, وها هي الروح النضالية تنبعث من الرماد حاملة راية النضال ضد القومية العروبية القهرية الاستعمارية, الاخت الصغرى للصهيونية, وربيبة الامبريالية الانجلو-فرنسية, التي كانت وراء صناعة القومية العربية, واستعمالها سلاح لقتال دولة الخلافة الاسلامية العثمانية, صناعة قومية قاهرة ومعتدية, اداة للاستعمار ومحاربة القوميات الرافضة لانظمة الاستغلال الامبريالي, وهاهي في الوقت المعاصر انتقلت مهمة القومية العروبية لقهر الامم الغير العربية ومحاربتها وابادتها هوياتيا وبيولوجيا ( الكرد, ايمازيغن و... ). الهجمة الشوفينية العروبية قد تستقطب مرتزقة شمال افريقيا والكتلة الجامدة الذيلية القابلة للاستعمار, لكنها لا تثني من عزيمة احرار شمال افريقيا ولا توقف مسيرة النضال الامازيغي التحرري المعادي لكل الانظمة الاستعمارية والمتناقض مع الاطروحات العرقية ومنها الصهيونية, وهذه الاخيرة ومعها ايديولوجية العروبة, وجهان لعملة واحدة.
التوجه الشوفيني العروبي الفلسطيني الحليف الطبيعي للصهيونية, يدرك جيدا ان حلفاء الصهاينة في المقام الاول هم فلسطينيين وعرب, فلماذا لا تحاربهم الشوفينية الفلسطينية ولا تصفهم بالصهينة والخيانة, فالامازيغ ليسوا عرب وكذا لم يوقعوا معاهدة كامب ديفيد ولا اسلوا ولا وادي عربة ولا شرم الشيخ و لا ادوارد سعيد من سعى الى المصالحة الفلسطينية -الاسرائيلية حسب الاجندة الامريكية هو امازيغي, كما يتجاهل العنصر الشوفيني الفلسطيني الزيارات الرسمية لوفود رسمية صهيونية للمروك وبدعاوي السلطة المخزنية العروبية وبدعوي كذلك من طرف زوايا السياسية والثقافية العروبية والاسلامية , الم يسمع اللاجئ بسام عن اخبار التطبيع الرسمي بين سلطة العروبة واسرائيل, الم يدرك بشارة (الارمي الجذور )ان القومية العروبية صناعة الانجلو-فرنسية , واداة في ايدي الامبريالية, ومن يعرف بشارة عن قرب يقول عنه انه عميل للموساد, استنادا على عضوية بشارة في الكنيست وقسمه يمين الولاء للكيان اليهودي ومؤسساته, ووجوده بقطر مجرد العوبة لخلق البطل القومي, اما الحقيقة فهي كامنة في المهمة السرية الواجب تنفيذها وهي تحفيز دويلة قطر وجيرانها للتطبيع مع اسرائيل, وبالفعل بوجود البطل القومي بشارة بامارة قطر, بدأ التقارب القطري -الاسرائيلي بالزيارات الرسمية تمهيدا للعلاقات التجارية والدبلوماسية .
الشوفينيون ينتقدون تأسيس جمعية ثقافية امازيغية-يهودية غير رسمية وينتقدون على اساس عرقي زيارة فرد امازيغي لاسرائيل للمشاركة في ندوة دولية غير رسمية او في لقاء غير رسمي, فما هو محرم على الامازيغ, فهو حلال ومباح للعروبيين. لم نسمع عن انتقاد الشوفيني بسام لزيارات العرب لاسرائيل, حسب المكتب الاحصاء الاسرائيلي زار اسرائيل 2100 سائح مغربي (2014) و13,3 الف اردني و5400 مصري, ولم ينتقد
بسام معهد أماديوس (الفاسي-العروبي) بدعوته لشلومو بن عامي, وزيرالخارجية الاسرائيلي السابق و دعوته لتسيبي ليفني (نفس الوزارة) لمشاركتهما في منتدياته وشاركا بالفعل, كما تجولت ليفني في شوارع طنجة والرباط ومراكش بمرافقة المستضيف العروبي, وكذا حضور عوفير برانشتاين المستشار السابق للرئيس الإسرائيلي السابق إسحاق رابين للمؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية ( الاخونجي في المروك) بدعوى رسمية, ولم ينتقد تأسيس (2002) (الجمعية الجزائرية للصداقة مع اسرائيل ) ولم يتهم العروبيون بالصهينة وتخريب (((العالم العربي))) موطن بسام وبشارة .
الاغرب من هذا كله لم تنتقد الحركة القومية الشوفينية العروبية للمشاركة الفلسطينية في مؤتمر(معهد ابحاث الامن القومي) بتل ابيب وبحضور صهاينة اعداء للقضية الفلسطينية منهم, نفتالي بينيت، زعيم حزب (البيت اليهودي).
الصبي بسام المتخوف من صهينة المجتمع (((العربي))) المروكي من بوابة التطبيع مع ايمازيغن يجهل تماما ان اسرائيل لا تحتاج للامازيغ لتقتحم الميدان المروكي, فهي تتحكم في السياسة الرسمية من بوابة التطبيع مع السلطة العروبية - الاسلامية, وللمعلومة للصبي بسام ان السلطة العروبية وعلى رأسها الحسن الفاشي عراب كامب ديفيد من فتحت الباب للتطبيع مع الاسرائيل الرسمية ومع الحركة الصهيونية , وهو من كان وراء معاهدة الصلح المصرية-الاسرائيلية وزيارة انور السادات لاسرائيل ( لايهمني ان كان الفعل ايجابي ام سلبي), وهو من استقبل موشي دايان (1977) للتشاور في المصالح المشتركة وخصوصا في الميدان العسكري( التسليح والتدريبات ), كما استقبل شمعون بيريز في يوليوز 1986 بمدينة افران, واتذكر انذاك الندوة الصحفية التي اقامها الحسن الفاشي, كيف قمع الصحفيين وتهكم عليهم ( لا احد دفع فتورة اقامة شمعون بيريز), واستقباله لرئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين (1993), اللقاء الذي تمخض عنه فتح مكتب اتصال في تل أبيب وفي الرباط (1994), رغم اغلاق المكتبين رسميا الا ان مهمتهما مازالت سارية المفعول, فالاتصالات مازالت جارية بين الطرفين والتبادل التجاري مازال قائم ومستمر, فالبضائع الاسرائيلية تملئ الاسواق المروكية.
الحركة الصهيونية لم تخترق السلطة العروبية فحسب, بل اخترقت المتحدثين باسم القومية العروبية, من كان وراء انعقاد المؤتمر اليهودي العالمي (منظمة صهيونية ) في الدار البيضاء(1984) بحضور ثلاثة اعضاء صهاينة من الكنيست الاسرائيلي و بمشاركة رواد العروبة والاسلام في المروك وعلى رئسهم بوستة امين عام حزب "الاستقلال" والمرحوم علي يعتة وغيرهم من دعاة القومية العروبية.
من يريد محاربة الصهيونية والتطبيع فاليبدأ من داخل بلده, ومن داخل جماعاته العرقية, الزمن الغابر لا يعود, ويبقى مجرد عبرة للتاريخ, فلا الكورد سيكررون غباوة الاجداد ولا ايمازيغن سيرتكبون اخطاء الاولون, فالاستلاب الثقافي والاساليب العاطفية لا تأثر في العقل السليم (لن تحارب الضحية من اجل الجلاد). تسامح المجتمع الامازيغي مع الاقلية اليهودية لا يعبر عن التطبيع مع الصهيونية, والامازيغ لا يتبنون فكرة عدو عدوي صديقي, كما اشار اليها الصبي باسم (ايمازيغن لا يعتبرون الفلسطينيين اعداء) وللمعرفة ان الامازيغ ليسوا عرب لمحاسبتهم على التطبيع العروبي-الصهيوني,فهم اولا واخيرا ضحية العروبة الاستعمارية وضحية الصهيونية,التطبيع العروبي- الصهيوني لا يتخذ مبرر من طرف العرقيين العروبين في المشرق للتشويش على القضية الامازيغية العادلة والحيلولة لمنع نمو الوعي الذاتي لدى الشباب الامازيغي المقهور والمستعبد في بلده وارض اجداده منذ فجر التاريخ, وعوض خلق الاوهام والاكاذيب وتزييف المفاهيم كان بالاحرى على الشوفيني الفلسطيني انتقاد الملتقيات الثقافية والسياسية العروبية-الصهيونية والتنديد بالزيارات المكوكية بين اقطاب العروبة والصهيونية , العلانية والسرية, ان كان فعلا (((مناضل وطني))) فلسطيني وليس زبون صهيوني, متأمر ضد الشعب الامازيغي المقهور والمضطهد.
فشلت الحركة العرقية العروبية الفاشستية داخل المروك بكل ما تملكه من وسائل مادية وايديولوجية لاتمام الكلي لعملية التحويل الهوياتي, ابادة العنصر الامازيغي بتحويله الى عنصرعربي, حسب روبيرت كابلان (بربري بقناع عربي خادع), فهل تستطيع حركة الام في المشرق بكل ما تملكه من بترو-دولار ومنظرين في التزييف المعرفي ومعامل في غسل الدماغ ودور الافتاء, اتمام مهمة ابادة الامازيغ في عصر الحرية وانتشار الفكر التحرري وانبعاث الوعي الذاتي الامازيغي ورفض الاحرار للاحتواء ومصادرة الهوية والارض؟؟؟
القافلة تسير والكلاب تنبح, والزمن النضالي كفيل لانتزاع الحرية وتحرير الارض والشعب وقهر الاستعمار واعوانه, ارادة الشعوب لن تقهر.

كوسلا ابشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار


.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار




.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة


.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء




.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما