الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوحه مسروقة الالوان

حسام جاسم

2015 / 9 / 15
الادب والفن


ستمر و ستستمر الالعاب الخفيه على واقع البغاء التمردي في فراش الولاء و الطاعه .

لقد تكونت سحابه بيضاء الطيف حولها قوس قزح جامد الالوان . وغراب ينوح على دائرة السماء الغبيه التي لم تسمع صدى النواح .
اما في الاسفل فتعددت الاشكال و الاصناف و الصور الهيكليه المتناسقه ظاهريا فقط لكي يكتمل الرسم ولكنها متعاقبه و متشابكه تحمل نفس المرض الجيني القادم من وراثة افكار العصور الوسطى .
فجلس البط مع بناته و الشجر مع اوراقه و البحر بدون مد او جزر ساكن الامواج .
صحيح ! اين الانسان من الرسم ؟ فهو عنصر هام لذبح الالوان و اراقة ابداعها على ورق اللوحه المتعبه من الوقوف و الرسام يتغنى بافكاره عليها .
جلس الانسان بعيدا داخل حدود اللوحه بالقرب من تل الرمال ينظر الى الغراب النائح و الى البط و الشجر فكأنه يتبنى الالوان الطبيعيه من دون عملية شراء او ولاده .

توقف الرسام و نظر من بعيد الى لوحته و قال :
- انها اكتملت ولكن من دون الوان . ساكملها غدا .
عندما سمعت عناصر اللوحه هذا الكلام ضج الصراخ لانهم تركوا بلا الوان تعبر عنهم و تحدد طريقهم .
مر يوم كامل و عام كامل و ثلاث سنوات لكنه لم يرجع .
لم يرجع ليضع الالوان .
فقدت اللوحه الامال و ايقنت انه لا يعود الا بكسر الطريق المؤدي الى موت الاسرار .
فالسر ذهب مع الرسام و لم يعد .

كعيون جندي مجهول انسلخ جسده على سواتر المعركه دون سبب واضح
ودع الاهل و الاصحاب لانقاذ الوطن بدم احمر لم يتم وضوءه الا به .
انتظر الاهل لكي يخلصهم من الظلم لكنه لم يرجع و مرت الاعوام و ايقنت العائله انها كاللوحه . ذهب ابنها كما ذهبت الالوان بدون سبب محدد . ذهب دمه الاحمر لينقذنا من ظلم استعماري لتجد العائله نفسها محكومه باستعماري اخر يلزم كتاب الرب كمنهج كما يفعل الاستعماري الاول الخارجي الذي يريد الدخول الى بغداد المتعبه جنسيا و جسديا فعدد المغتصبين لها فاق عدد الالوان على تلك اللوحه .

ذهبت الالوان كما ذهب الجندي بدون قضيه او سبب واضح فالكل يقتل بأسم الله لانه بأعتقادهم يحب اللون الاحمر يحب الاستمتاع بألم اللوحه المنسيه .
و العائله التي ذهب ابنها ليدافع عن مستعمر داخلي و يقتل مستعمر خارجي.
لقد تمثلت بغداد بين استعمارين كوجه الحندي عندما راى وجوه من يريدون قتله بأسم الله و جلبوا سيف ليقطعوا راسه بصوت ( لا اله الا الله ).

سقطت الالوان من اللوحه ولكن لم تسقط بغداد لانها قضية حياة مناضله بشارع البغاء الملون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان