الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة متأنية لما أطلق عليه إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

خليل صارم

2005 / 10 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بداية نقول أنه لاخلاف على ماجاء في المقدمة من حيث الخوف على البلد وخروج الناس من دائرة الاهتمام بالشأن العام ونضيف أنه من الضروري تشجيع المواطنين في العودة الى دائرة الاهتمام بالشأن العام , وتعبئة كل الطاقات السورية ولكن: توجيهها نحو عملية النهوض والتطوير الديمقراطي على أسس سلمية وسليمة .علمانية تؤسس لحياة ديمقراطية في مناخ من الحرية التي يحميها دستور متطور عصري يواكب حالة التطور المجتمعي الإنساني بأفضل صوره المعمول بها والتي تلائم مجتمعاتنا وقوانين تراعي أدق التفاصيل بحيث لايجرؤ أحد مستقبلاً على المساس بها أو انتقاصها .( هكذا كنا نريد أن يتابع البيان ) وأعتقد أنه كان من الممكن أن يكون مفهوماً ويثير الاهتمام أكثر , اذ أن المنطق السليم يؤكد على أنه من الأفضل أن ( تظهر ايجابياتك بدلاً من الردح وشتم الآخر ) ذلك ان إظهار الايجابيات يبين تلقائياً سلبيات الآخر بدلاً من اللجوء الى الاستفزاز وجر الجميع الى حالة مواجهة ..!! فالموضوع موضوع وطن وليس موضوع مصالح أفراد يريدون ركوب الكلمات للوصول الى غاياتهم ؟!!!.
- يتحدث الإعلان؟؟ عن إقامة نظام ( وطني ديمقراطي ) يكون المدخل الأساس في مشروع التغيير والاصلاح السياسي وأنه يجب أن يكون سلمياً ومتدرجاً ومبنياً على التوافق وقائماً على الحوار والاعتراف بالآخر ..؟ .
هذا في الشكل العام أو العنوان العريض : ولكن ألا يرى الموقعون أو من صاغوا البيان أنه تحت هذا العنوان العريض يمكن حشر تفاصيلاً شتى قد ترضي البعض وقد يرفضها الكثيرون . مثلاً ماهي السمات الأساسية لهذا النظام ؟؟ هل هو علماني ليبرالي أم أنه يستمد قوانينه من التشريع الإسلامي ؟ أم أنه خلطة مبتكرة .؟ لأن ماسنراه لاحقاً يشير الى استدراج نحو نظام شمولي سيء يستند الى خلفية دينية يخطط لها أن تتسلل عبر صناديق الانتخابات , تماماً كما حدث في الجزائر ...!!
- مع ذلك فالبيان يتحدث عن نبذ الفكر الشمولي والقطع مع جميع المشاريع الاقصائية والوصائية والاستئصالية , تحت أي ذريعة كانت ( تاريخية أو واقعية ) هنا الأمر غامض ويحتمل التأويل .. وكان من الأجدى أن يقال
( دينية أو أثنية عرقية أو قومية ) . لكن الإعلان.؟ اعتمد التعابير والمصطلحات القابلة للتأويل بقصد سيصل اليه كما سنرى . مع ذلك يتحدث عن نبذ العنف في ممارسة العمل السياسي , والعمل على منعه وتجنبه بأي شكل ومن أي طرف كان .( تجنبه ) هنا لاينفي قطعاً احتمال اللجوء اليه .؟!! أيها السادة : أنتم تتحدثون عن وطن , وليس خلاف على حصة في عقار .!!!!
- هنا يدخل الإعلان بشكل مفاجيء ودون أي مبرر وبشكل يتعارض مع سياق النص وبأسلوب ( الفلاش ) .في الحديث عن الأكثرية الإسلامية وكأنها غير معترف بها . مخالفين في ذلك كل ماجاء في البيان بحيث بدا ذلك محشور حشرا ًبأسلوب فاقع معترض دون أي سبب ظاهر وكأن هناك نفياً لهذه الأكثرية وبالتالي فإنها بحاجة الى إقرار ..؟ فهل هذا صحيح ..؟
- ان مجتمعنا بكافة أطيافه لاينكر أو ينفي وجود أكثرية مسلمة بدليل أن الشريعة الإسلامية هي أحد مصادر القانون لدينا . وبالتالي لاداع لهذا الإقرار بهذا الشكل المستفز . ولكن مجتمعنا بأكثريته بما فيهم بالطبع المسلمين يرفضون كافة أشكال تسلط الكثرة ( دينية كانت أم عرقية . أو قومية ) وبالتالي فانه مرفوض قطعاً تواجد أحزاب بأسس دينية أو عرقية أو قومية , لأنها في تركيبتها تنفي الآخر ولاتعترف به وهي قائمة على عقيدة قمعية تسلطية , لايمكن التعامل معها مهما بدلت من قمصان وأقنعة
- والواقع أن هذه الفقرة هي بمثابة إعلان تحالف مع الأخوان المسلمين والقوى الظلامية المتشددة . أقول المتشددة , لأن الإخوان المسلمين لم يغيروا من نهجهم قيد أنملة ولم يتراجعوا عن آيديولوجيتهم القائمة على نفي الآخر وإقصائه وهم حقيقة من يرعى قوى التشدد والتخلف ويوفرون لها كافة أشكال الدعم والتغطية – لاحظوا كيف يتحدثون عن بن لادن والزرقاوي بكثير من الاحترام على شاشات الفضائيات التي تدير حوارات معهم .؟! من جانب آخر فهم رفضوا حتى الآن أن يتقدموا ببيان اعتذار للشعب السوري عن جرائمهم التي ارتكبوها بحقه في الثمانينات .؟ .
هل هم يرون في الآخر الغير منتسب لتنظيمهم ملحد . كافر ؟! لو كانوا يرغبون بالديمقراطية فعلاً لبدلوا من خطابهم السياسي ومنهج عملهم وأعلنوا ذلك , وقبل كل شيء أن يبدلوا الاسم ويتحولوا الى تنظيم سياسي يضم كافة الأطياف , وبغير ذلك فهم سيبقون موضع توجس وحذر ورفض
- بعد نشر هذا الإعلان المستفز خرج من يسأل . وماذا عن المسيحيين .؟ وكذلك ظهر من يسأل وماذا عن الآشوريين .؟ . وهناك تساؤلات بدأت تطل من بقية أطياف المجتمع السوري ؟
بماذا سيجيب من صاغوا البيان .؟
- هكذا وخلافاً لما زعمه هذا الإعلان عن التمسك بالهوية الوطنية والحفاظ على سوريا سماءً وماءً وأرضاً فقد أثار كافة تساؤلات التقسيم وبدأت تداعيات ذلك تتوالى تدريجياً .
- هم سيتهموننا الآن بالعمالة للسلطة كعادتهم , ولكن اذا كان المقابل تقسيم المجتمع وضياع وطن فليقولوا ماشاؤوا , لأننا لانريد الدخول في نفق العراق كما لانريد أن نضع أيدينا بيد تلبس قفازات حريرية تخفي مخالب الذئاب وقد ظهر من التأييد الذي حظي به الإعلان من الإخوان المسلمين أول المؤيدين ومعهم فريد الغادري الطفل المدلل للمخابرات الأمريكية .فهل هذه هي القوى التي كان ينتظرها الإعلان , أم أنها أول التكتيكات أو الأوراق التي يواريها ويلعب بها . على كل حال لننتظر الجوكر ؟.
عندها ستظهر الصورة جلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة