الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مِصرُ أثبتتْ للمرّة الرابعة إنّها دولة ...

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لو أخذنا جولةً في دول ما تعرف بــ(دول الربيع العربي)؛ لوجدنها تعيش أزمات كبيرة على مستوى العلاقات بين قواها السياسية، وهذه الدول هي (ليبيا، العراق، لبنان، تونس، اليمن، مصر، الجزائر، سوريا)، فبعضها قد انهارت، والأخرى قاربت الإنهيار، وقسم منها تعيش خلافات سياسية خانقة أدّت إلى وضع أنظمة مشلولة؛ لم تفلح في شيء سوى سرقة، وهدر ثرواتها؛ لكن العلامة الفارقة بين هذه الدول (مِصر) التي نجحت في الحفاظ على هيكلة الدولة عندما تخلّى( مبارك) عن منصبه، وعندما أسقط (مرسي) من عرشه، والثالثة، والرابعة عندما استقالت حكومتا (حازم الببلاوي)، و(ابراهيم محلب) من وزارتيهما .
.
والذي جعل مصر بهذه الحالة السياسية المتوازنة، والمستقرة بنسبة كبيرة؛ هو العقيدة العسكرية التي يتمتّع بها جيشها، والثقافة السياسية لدى شعبها الواعي؛ وممّا يؤسف له غياب هذين العنصرية في معظم هذه الدول المتأزمة .
ومن أهم أثار هذا الاستقرار السياسي (ثقافة الاستقالة، وترك المنصب عند العجز عن تقديم الخدمات)، وهذا ما تفتقر له حكومات البلدان العربية التي تتربّع على عروش السلطة، فالنظام الملكي نظام دكتاتوري فاشي وراثي، والنظم الديمقراطية تتناوش السلطة فيها أحزاب استغلوا كلّ شيء من أجل الحصول على النصيب الأوفر منها .
.
ولو أردنا مقارنة ما حصل في مصر مع ما يجري في العراق من إصلاح متعثّر؛ بسبب تلك الأحزاب المخادعة؛ لوجدنا أنّ البون شاسع، والفرق كبير؛ إذ لا تتمتّع قوانا السياسية بهذه الثقافة المألوفة لدى رجال السياسة في مصر، ففي العراق كلام الساسة يخالف فعلهم مخالفة صريحة، فقد سمعنا كلاماً كثيراً من هذه القوى عن استجابتها لمطالب الشعب، والمرجعية في الإصلاحات، وبالغت بعض القوى بأنْ وضعت استقالات وزرائها تحت تصرّف رئيس الوزراء ....!!؛ لكن كما قلت : القول يخالف الفعل، وقد ساءت هذه الحالة عند المضي في تطبيق الإصلاح إلى أنْ بدأ القول يخالف القول، ويناقضه ...!! .
.
لو حدث في العراق ما حصل في مصر من حرّية اخيتار الكابينة الوزارية على وفق المعايير السليمة بعيداً عن المحاصصة الطائفية، والحصص الحزبية؛ لما تعثّرت هذه الإصلاحات، ولكانت حقيقية ناجعة؛ لا شكلية خادعة .
لكن......!! أنّى يكون ذلك، وهؤلاء السماسرة يديرون الأمور كيفما شاؤوا، ويقلبّونها متى ما أرادوا يلبسونها أثواباً، ويذيعونها أورادا؛ لكن جوهرها هو هو ، محاصصة مقيتة مزيّنة بهذه الأثواب، ومحصّنة بتلك الأوراد .
.
كنت غير مقتنع بالنظام الرئاسي؛ بسبب ما عاشه شعبي من ظلم رهيب في عهد النظام المقبور؛ لكنّي اليوم بتّ مقتنعاً به بعدما رأيت (مصر)؛ وليتنا نحظى بمثله في العراق؛ نظام رئاسي ينتخب من الشعب، ولكن يجب أنْ نضع ضمانات من أنْ يتحول إلى نظام دكتاتوري كسابقه، ويكون ذلك أوّلاً : بإنشاء جيشٍ عقيدته مرتبطة بالشعب، والوطن، وثانياً : توعية الشعب سياسياً، وثقافياً أساسها المواطنة، والوطن، وثالثاً : تكوين نظام قضائي قويّ مستقل؛ إذ يجب أنْ يكون القانون هو الحامي، والأمين على الدولة، ونظامها، ومحاسبة من أراد التلاعب به، أو استغلاله لنفسه، وحزبه؛ وبذلك تبنى البلدان، وتتطوّر .
.
أسأل الله تعالى أنْ يرينا في بلدنا العراق، والبلدان العربية كلّ خير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل