الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمار غني افضل من افلاطون مفلس

اكرم بوتاني

2015 / 9 / 15
كتابات ساخرة


ان اردت ان تكون ذو مكانة مرموقة في المجتمع ، فما عليك الا الاندماج في حزب قوي ، فستتحول من ارنب خائف الى اسد هصور ، ومن حمار لاتفهم شيئا الى افلاطون ، ومن قبيح الملامح الى جميل وانيق ، وان كنت ثقيل الدم ستتحول الى صاحب نكتة تضحك الثكالى .
لكن هذا يتطلب ذكاءا تستخدمه ، لتتبوأ مكانة داخل صفوف الحزب ، اي انك بحاجة الى كرسي تجلس عليه ، ليس من الضرورة بمكان ان يكون الكرسي دوارا في بدايته ، فعليك ان تفكر بكرسي بسيط في البداية ، واقبل به حتى لو كان بثلاثة ارجل ، وذلك الكرسي سيكون الضامن الوحيد الذي سيجعلك ان تتحلى بالاوصاف التي ذكرناها في البداية . والحصول على الكرسي ليس بالامر الصعب ، فما عليك الا ان تنحني ، وتركع ، وتسجد ، ليس للوطن ولا للامة معاذ الله في ان ارشدك الى ذلك ، فالذين يركعون خاشعين امام الوطن هم ثلة لامكان لهم من الاعراب ، وانما عليك ان تركع ، وتسجد ، وتقدس من بيده قرار ترقيتك وترفيعك ، وعليك ان تتظاهر بالغباء امام صاحب القرار مهما كنت ذكيا ، فكلما ازدت نفاقا في مدح مسؤولك ، وكلما اشعرته بغبائك وعبقريته ، كلما ازدادت فرص ترقيتك ، ولا تدعه يشعر انك تعلم يقينا بأنه يركع ويسجد للذي يعلوه درجة في الحزب ، بل اجعل منه الشخص الوحيد الذي يضحي بالغالي والنفيس من اجل وطنه وامته.
اما ما دونك درجة حزبية فلابد ان تكون افلاطون في نظره ، وعليه ان يركع ويسجد لك صاغرا دون ان تعيره اهتماما ، فالاهتمام الاول والاخير يجب ان يكون لمن هو ارفع منك منصبا واعلى منك مكانة ومرتبة في الحزب ، بهذه الطريقة السهلة والبسيطة والتي لاتكلفك سوى القليل من الانحطاط والقليل من المذلة ، ستحصل على الكرسي الذي سيحدد مستقبلك ، وكلما اكثرت من وسائل النفاق المذلة لشخصيتك كلما ضمنت سرعة الجلوس فوق ذلك الكرسي المسحور .
واذا ما تمكنت من الحصول على ذلك الكرسي ، ستزداد مهابة ، وتزداد وقارا وسيحترمك جميع من هم دونك مرتبة ، اما الجماهير فتتحول بقدرة قادر الى قطيع تقوده الى المراعي التي تختارها لهم بنفسك ، واذا بك تندمج مع اللعبة اندماجا تنسى فيه نفسك ، ولا تتذكر بانك حمار ولست افلاطون ، إلا عندما تقف مرتجفا ، متلعثما ، دون ان تنطق بجملة مفيدة وانت امام مسؤول اكبر منك درجة واعلى منك مرتبة.
ولكن لاعليك فاللعبة مفيدة ومسلية وسهلة جدا ، وتدر عليك الثروة والجاه ، فلا تفكر لحظة واحدة بالجملة المفيدة ، لأن المسؤول المبجل ، لا يفهم شيئا ، لذلك هو لايهتم ولايرغب بالجمل المفيدة ، بقدر ما يرغب بجمل المديح والتمجيد ، وما عليك الا ان تفكر في نفسك وفي زيادة ثرواتك ، فالحمار الغني ، خير من افلاطون المفلس ، وكلما كان تفكيرك بهذا الاتجاه ، كلما كنت محبوبا من مسؤوليك اكثر واكثر ، وكلما كنت محبوبا ، كلما التصقت بالكرسي اكثر ، وبهذا الخلق الجميل ، ستعبد طريقا جديدا يقودك بسهولة الى كرسي اخر اكثر سحرا ، واكثر جمالا ورونقا من الذي سبقه ، وليس مستبعدا ان يكون الكرسي الجديد دوارا ، وهذا يعتمد على درجة انحائتك ، فحاول جاهدا ان تنحني اكثر ، دون ان تفكر في ظهرك .
ولكن اياك ثم اياك ان تفقد صوابك ، وتصاب بالغرور ، فالكرسي مسحور ، وقد يوهمك بانك اصبحت تشي جيفارا وياخذك الغرور للتحدث عن الوطن او الامة ، فالكلام عن الوطن وعن الامة خط احمر يفقدانك ذلك الكرسي الذي يدر عليك الثروة والجاه ، واذا ما فقدت الكرسي سيعود كل شئ الى حقيقته فلا انت فيلسوف زمانك ولا انت انيق ، وانما انت حمار واقبح ما خلق الله .

زاخو
15/9/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا