الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الادب و الثورة
هيثم بن محمد شطورو
2015 / 9 / 15الادب والفن
" تعـودنا ان نعـيـش و نحن نأمل بطقـس جيد، و بمحصول وفير، و بقصة غرامية لطيفة. نأمل بالثروة او بالحصول على منصب مأمور شرطة، و لكني لا ألاحظ ان احدا يأمل بأن يزداد ذكاء، و نقول لأنفـسنا : عندما يأتي قيصر جديد ستـتحـسن الاحوال ، و بعد مائتي عام ستـتحـسن اكثر،و لا احد يهتم بان يأتي هذا الاحسن غدا. و عموما فالحياة في كل يوم تصبح اكثر تعقيدا، و تمضي في اتجاه ما من تـلـقاء نفـسها، اما الناس فيزدادون غباء بصورة ملحوظة و يصبح عدد متـزايد من الناس على هامش الحياة.."
انها كلمات الكاتب الروسي صاحب القولة الشهيرة و العميقة: " اذا كان في وسعك ان تحب ففي وسعك ان تـفعل اي شيء". انها القولة التي اشتهرت بصياغتها الفرنسية التي استـقـتها من الكاتب الروسي الكبير "انطون تشيخوف" و التي تقول: " اذا اردنا تملكنا القدرة". فالقدرة ليست هي التي تعين الارادة و انما الارادة الانسانية هي التي تعين القدرة و تـنميها..
عاش هذا العملاق في مجال القصة في روسيا القيصرية في القرن 19 التي انجبت اسماء لامعة في مجال الادب .اننا نتحدث عن اروع ما انتجته قريحة العقل البشري في مجال القصة و الرواية. اسماء ترعب عالم الدواجن مثل "تولستوي" و "غوغل" و "تشيخوف" و "بوشكين" و غيرهم كثير. الدواجن هم المجتمع التـقـليدي البائس و لكن كذلك هم الرأسمالية التسليعية للإنسان حين تم اكتـشاف الدور التاريخي للأدب. الادب ليس مجرد سرد حكايات او خرافات و اساطير او ملاحقات للواقع بالكلمات و صياغتها نـثريا بعد عملية كيميائية جمالية. انما هو بالأساس الكلمة التي تغير الواقع. انها الاسماء التي كونت المناخ الفكري و الثـقافي الذي انجب ثورة 1905 في روسيا القيصرية ثم الثورة العالمية الاستـثـنائية في التاريخ البشري و هي الثورة البلشفية في روسيا القيصرية سنة 1917. ثورة الاشتراكية العلمية العالمية بتحريرها للمرأة و الرجل و تحرير المجتمع من الطبقية. ثورة العودة الى الله دون ذكره، العودة الى المساواة بين البشر، فلا اغنياء و فقراء و لا نساء و رجال و لا اي شكل من اشكال التميـيز بين البشر إلا على اساس العمل الشريف و الذكاء..
روسيا اليوم تأمل دوما في ان تـزداد ذكاء بما ان الذكاء اصبح هو المطلب الملح اكثر من الطقـس الجميل و الوظائف الجامدة التي تـقـتـل الروح. الكلمات الصادرة عن اديب في القرن 19 في غرفته الباردة و هو على مكتبه ينحت كلماته التي تـلفحها نيران وجدانه و عـقـله، و هو يحترق ألما لما عليه مجتمعه من انحراف عن الغاية الاسمى من الوجود البشري. صاغ كلماته و هو يأمل في ان تـترجم الى الواقع بين التـشاؤم و التـفاؤل. تخيل ان يتسنى لـ"تشيخوف" بلحمه و دمه ان يتجول في شوارع موسكو اليوم او بطرسبرغ، فانه خلافا للإحساس بالسعادة العارمة لكون احتراقاته و كلماته قد تحولت الى واقع فعلي ملموس، فانه سيعلن عن ندمه من نـزعات التـشاؤم التي كانت تأخذ به احيانا الى لجج العدمية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى