الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زفرات قلب الشّاعر

كمال العيادي

2005 / 10 / 21
الادب والفن


… وسمعت نشيج قلوب, يسوطها أصحابها الشّعراء…
( الفصل الرّابع من مخطوط رواية - القلب الحائض - للشّاعر)

أنـــــا الــمــكــوّر كالــلــّوز الفـجّ.
خـاتـم رسائــل حــبّه .
أنا النــّابض فـــيه.
وإنــيّ الـــنّداء والخـــباء.
أشجــــــار عــفــصٍ, مـنـذورة ثـمارها لرموش النّسـاء.
الأســـود الأخــدود, ومــلـح الجـفون الذي لا يــخـون.
أسوق جمر الحزن للمناديل الورديّة
وأقـــــــرع طــــــبــــــــولــي
لأدلّ السّــــائـــلـيـــن
وقـــطـّاع طـرقيّ عـنيّ.
والـعـابـريـن.
آيــتي اللّيل والقمر ورجع الأنــيــن.
أنا البدء فيه.
وانّي الآخر والمنتهى
فعلام لا يراني,
بعيونه كلّها؟
وعلام يصمّ آذانه
فلا يوجعه هذا البكاء؟

أأصالحه, مثخّنا بجراحه
فيعرض عنّي وينكرنيّ.
وأقرع كلّ طبولي على شفرة لا يخطأ جمرتها :
أن هذي عروقي,
رسل الصّلح إليك.
لم أذنب سيّدي فسامحني.
واغفر زلّة, لم آتها بعد.
هاك ما قلت محبّة.
وشرائط آثامك هاك.
مضمّخة بالوجع المراق.
ومزيّنة بألوان الخمر المعتّق والجمر الدّفين
وفتاوى الوشاة والعابرين.
خفّف عقابي, سيّدي,
عن ذنب لا أراه.
وادفع لي بأحبّة,
لحاجة قد تفيض.
أشير بدهشة صوب خبائهم بسهامي
فتقصدها قوافل المرّ والندّ وذاك البعيد.

أتحفظ قرآن النجوم والكواكب كلّها
وتعرف من عناوين اللّيل ألف بيت
وتبكيني. وأبكيك حتى رعدة الفجر
و تخبّأ في صناديقي, ثقل أسرارك كلّها
ثمّ تنكرني, كأنّيّ الخائن ؟
لم يتّسع وقتك لتعرفني, ولم تتخذني يوما نّديما.
لست الخائن. ولست زير النّساء.
هنّ كتابي اليمين. واضع حرجي عند يقين اليقين.
فعلام أعتذر عن ذنب لا أراه.
النّار السّلام أنا.
أنا الذي يفكّ القيد
ويرفع حرج النّساء .
أقشّر خشب توابيت الصّمت
وأصارع الوحش فيهنّ. النّساء.
لم أخن ولم أذنب لأتوب.
أأتوب عن تخليص سبائك النّار من النّور؟

ترى حفير جراحي
وتسمع أنيني وزفيري.
فتحسبها سياط الذّنوب.

يا وحديّ المرّ. يا وحديّ المرّ.
أحرق بخوري عند كلّ أصيل.
كلّ بيت دخلته, قبّلت زواياه.
وأحرقت ملحيّ لقِرَاه.
ثمّ ضوّعت دخان بخوريّ وأعشابيّ,
عند مفاصل كوّته وزواياه.
هنّ حروفي وطلاسميّ. هنّ النّساء.
هنّ نون الضّاء في أدمعي.
أنا المفتاح المسنون
من خشب الصندل.
أنا المسكون بمصابيّ و بالحنين.
منذور نبضيّ للأنين.
لفتح مغالق الياقوت في خبايا صدورهنّ.
هنّ.
وشفاههنّ. هنّ.
وخبايا الكبد و اللّسان, وما لا تعرفون فيهنّ.
هنّ.
النّار والنّور في مدافئهنّ.
وقدري أن أكون رسولهن, لهنّ.
أحترق بهنّ, ولا أشكو لهنّ, من نارهنّ.
أنا خشب الصندل المعطّر بريح السفن القديمة.
وهنّ الأتون.
فهل سمعت سيّدي, عن خشب, لا يخشى نار الأتون؟
أنا النون.
الصخب والسّكون.
سقيت من آبار دمي, كلّ العطاشا.
وسوّيت انحراف الأقواس
وأعدت زغاريد الأعراس
وخواض الحنّاء. لهنّ.
هنّ.
ودموع الأمّهات الواقفات عند بابهن.
بريق ثغرهنّ.
هنّ.
المتّكئات عليّ بأظافرهنّ.
هنّ.
وتهجّأت فيهنّ الحرف الحرام.
أغمسه في دمي المدام.
وحين يتسلّق أسوارنا المنام.
ويعود لأعشاشه طير الغمام.
وترتخي ضما ئد الجراح. وتسكن أوجاع القروح.
وتعانق الرّوح, مفاصلها الرّوح.
يصرخ السند باد فيّ. ويصهل الوحش المبلّل بطين أوديتي.
أراني أعود, كما الطفل الوليد.
يتحسس بأصابعه حروف أسمائهنّ.
هنّ.
اللّوات عرفتهنّ.
كما هنّ.
لست المذنب سيّدي ,
لا. ولا الخائن. ولست زير النّساء.
أنا قلبك. وهنّ كتابي اليمين.
هنّ الواضعات حرجي, عند يقين اليقين.
ألف…كاف…عين وميم.
صاد…ضاء…دال و سين.
لكلّ الأسماء ميناء واحد.
تحضنه السّفن الغريبة إلى حين.
فعلام تطرق بابا, لست تقصده.
وعلام تصمّ آذانك دون هذا الأنين .

كمال العيّادي – ميونيخ
www.kamal-ayadi.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??