الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما نوع المثقف المتصدي للتكفير ..والفساد..؟

باسم غفوري

2015 / 9 / 16
الادب والفن


لعل الكثير منا متفقون على ان الملم بشيء من كل الاشياء يمثل هوية المثقف ولربما لا نختلف ايضاً على ان المثقفين المبدعين يمثلون الشريحة النخبوية القادرة على فعل التاثير والتغيير في مجتمعاتهم، وكمثل حال لسان مجتمعنا العراقي منذ اربعة عقود تقريبا، كان المثقفون الوطنيون" اللا انتهازيون وللا وصوليون" يحلمون دوما بالخلاص من ابشع نظام قمعي، عرفه مجتمعنا المتخوم بالجور والبؤس، ولما دنا الحلم من الحقيقة وتدلى على الواقع بعد الاحتلال والتغيير، لم يكن دور الأعم من المثقفين في حراكهم " السياسي" بمستوى يتناسب مع ما الم بمجتمعنا المخضب جسده بالجراح، بل لم تكن هنالك اصلاً، محاولات جادة لدفعه باتجاه التغيير بكل ابعاده، باستثناء محاولات لنماذج قليلة تؤمن بتصدر المثقف للمشهد السياسي، وتعد هذه الشريحة بعدد اصابع اليد الواحدة لربما ..َ! ولم تنجح محاولاتهم الحثيثة بالرغم من وعيهم وشراهتهم الوطنية في خلق مستلزمات الوعي المجتمعي بالقدر الكاف لاحداث التغيير واعادة انتاج مقومات الدولة العراقية المدنية، فخسرنا الفرصة التاريخية لخلقها بعد كل سنوات الضياع الخاوية من الطبقة النخبوية الواعية في وحدة الكلمة، والبعيدة عن الانزوائية، ومع تعاظم انزوائية المثقفين بشكل عام، وتشضي ارائهم وانقسامهم وترك الحبل على الغارب للطبقة الفاسدة التي تمادت في غيها وابتلعت كيان الدولة، تعاظمت معها حجم الهوة بين المثقفين والجمهور، واشتد سيل التيار الجارف للتراكمات التي طفحت على سطح الساحة العراقية، وجيئت بنا الطبقة الفاسدة في غيها وعقدها وجشعها بالسلطة بالفكر التكفيري المولود من رحم موروثنا العربي اللا اسلامي، ولعل هذا الاسقاط قد زاد من جسامة حجم المسؤولية وتعقيدها، ودعت الضرورة للبحث عن مثقفين من طراز ارفع من المثقفون النخبويون المغيبون اصلاً في حقيقة الامر..! حتى امسينا اليوم، بحاجة ملحة لاشتراطين رئيسيين بدلاً عن الأشتراط الواحد الذي كنا نحتاجه بالأمس لنوع واحد من المثقف النخبوي، اليوم حاجتنا لمثقف مستبصر ملم بالوان عديدة من المعارف..تجيد فرشات ملكته، رسم لوحة تمتزج فيها الوان الاديان وتتلاقح باشكالها من منظور انساني وفكري معاصر للحداثة، لوحة متجردة تماما من اللون المثالي المرسوم بعقل المثقف في " فطرته الاعتقادية"، وحتى لو كان ناصع البياض بحسب تصوره ..! من هذه الزاوية الدقيقة، ومن هذا الثقب الحيوي الشاسع في الرؤية، تتيح امكانية انتاج دولة مدنية يولد من رحمها مجتمع مدني، مرهون بالتصدي للفكر المكفر للآخر..َ! ولعل هذا النوع من المثقف المستبصر يمكن ان نطلق عليه "التنويري" أو " الكوني" نعم نحتاج الى "الكوني" الجامع لاشتراطين في وصف المثقف النخبوي ، يتجسد بالمثقف الانساني صاحب الضمير المثقل بالواجب ضد الطبقة الفاسدة من صناع دولة الأحزاب من جهة، وهو المثقف نفسه المتصدي بوجه المكفر للآخر من جهة اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا