الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُنفٌ وناراتيف ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


عُنفٌ وناراتيف ..
توجه السيد نتانياهو ،رئيس الحكومة ،الى المستشار القضائي للحكومة ،طالباً منه ان يوافق لرجال الشرطة على اطلاق نار القناصة على راجمي الحجارة المقدسيين ، والذين بحسب رأيه ، يمارسون عنفاً وتهديدا لحيوات الناس . ويُريد السيد نتانياهو ان تكون للشرطة "أوامر" وانظمة إطلاق النار ، كالأوامر والأنظمة التي ينتهجها الجيش ، فللجنود والضباط في جيش الدفاع الاسرائيلي حرية اطلاق النار من كمائن ينصبونها للأولاد الذين يرجمون الحجارة .
لقد سقط العديد من الاطفال قتلى ، نتيجة "اليد السريعة" على الزناد ، في المواجهات بين راجمي الحجارة وجنود جيش الدفاع الاسرائيلي ، إضافة الى عدد كبير من المصابين بعاهات واعاقات دائمة .ويجيءُ طلب نتانياهو هذا ، في اطار حملته ، اعلان الحرب على راجمي الحجارة .
فقبل يومين تعرضت سيارة رجل خمسيني يهودي لرشقات حجارة في القدس ، فقدَ على إثرها السيطرة على سيارته مما تسبب بحادث طرق ذاتي .. وتقول وسائل الإعلام بأن هذا الرجل قد توفي نتيجة سكتة قلبية ، "سببّها" راشقو الحجارة ..
ونذكر جميعا ذلك الجندي الذي حاول اعتقال فتى فلسطينيا، ادعى هذا الجندي بأنه رشقه بالحجارة ، فتدخلت قريبات الطفل ، بما فيهن امه وأخته ونجحن في تحريره من قبضة الجندي .. وحصل هذا الجندي على اطراءات من الجميع في وسائل الاعلام ،لأنه تمالك نفسه ولم يستعمل سلاحه الرشاش ، فأنظمة اطلاق النار العسكرية تُبيح له ذلك ..!! حتى لو اصاب من احداهن مقتلا ، فهو غير مسؤول عن الارواح التي تُزهق ، لأنه شعر بأنه معرضٌ للخطر .
الناراتيف الرسمي ،والذي يُمثله نتانياهو ، يقول ، ماذا تريدون منّا ؟ أن نقف مكتوفي الايدي أمام موجة العُنف ؟ فهؤلاء ليسوا اطفالا بل مخربين.. وللوهلة الاولى يبدو ناراتيف السيد نتانياهو والناراتيف الرسمي الإسرائيلي صادقا .. فالشرطة والجيش يؤديان واجباتهم في حماية الأرواح والمُمتلكان امام العُنف المتصاعد من قبل هؤلاء الاولاد .. ألا تريدوننا أن ندافع عن مواطنينا ؟ لسان حاله يقول .
لكنه يتغاضى ويتجاهل العُنف الأكبر ، والسبب وراء كل البلاوي والدماء التي تسيل والأرواح التي تُزهق ، ألا وهو الإحتلال ..!! فاستمرار الاحتلال وممارساته القمعية بحق الانسان ، الشجر والحجر ، لا بُدّ أن يُنتج ردة فعل ..
فالفلسطينيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي ايضا ،أمام الاعتداءات المتكررة ، مصادرة الارض ، حرق المحاصيل وتشويش الحياة اليومية .
ولليوم الثالث على التوالي ، يقتحم رجال الشرطة باحات المسجد الأقصى، ويُقال بأنهم وصلوا حتى المنبر ، الأمر الذي لم يحدث منذ العام 1967 . وكل هذا لماذا؟ لأن بعض المتطرفين من اليهود المتدينين قرروا الصعود الى الأقصى في يوم رأس السنة العبرية الجديدة ،ورفض المسلمون ذلك بل وتصدوا له ... علما بأن زيارة غير المسلمين للمسجد الاقصى مُتاحة في اوقات محددة من اليوم . والوضع القائم (الستاتوس كوو)، كافٍ مرحليا ، خاصة وان المسجد الاقصى يقع تحت ادارة اردنية وفق اتفاق العربة ..!!
لا يُمكن السماح للفلسطينيين بممارسة العُنف ، وسنقمعه بالقوة ولو اقتضت الضرورة بتغيير انظمة اطلاق النار لأفراد الشرطة ، ولن نتنازل عن حقنا في القدس الموحدة ، ولن نعود لحدود عام 1967، لن نُخلي المستوطنات ، لن نوقف الاستيطان ولن نسمح لمئات الاف الفلسطينيين في الضفة وغزة بدخول إسرائيل للعمل ، لن نتوقف عن المصادرة ، هذه حقوقنا وهذا ناراتيفُنا . ومن يرمي حجرا علينا فهو مخرب لن يردعه سوى الرصاص .
هل هذا ناراتيف العُنف ؟ أم عُنف الناراتيف ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسوأ من هذا
عتريس المدح ( 2015 / 9 / 17 - 16:16 )
عزيزي قاسم الاسوا من هذا ما جاء في أحد التقارير عن محاولات ضغط نتانياهو على القضاة من خلال فحص ملفاتهم فمن يتاسهل بأحكامه ضد الفلسطينيين من الصعب ترقيته في المركز الوظيفي بينما من يتشدد من القضاة فباب الارتقاء مفتوح أمامه وبسرعة
تحياتي


2 - تحياتي للزميل عتريس العزيز
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 17 - 16:55 )
نعم هو كما تقول ، ولكن رئيسة المحكمة العليا ورئيس نقابة المحامين ، اعترضوا بشدة على هذه المحاولة التي تم تنسيقها مع الوزيرة شاكيد ممثلة حزب المستوطنين .
لكن المستشار القضائي وافق على طلب نتانياهو وسوف يشارك قناصة في -الحرب- على راجمي الحجارة .
خالص مودتي

اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما