الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب والعشق في الشعر الحديث 3-3

صاحب الربيعي

2005 / 10 / 22
الادب والفن


-5-
(مساحات الحب والعشق)
حين تكون مساحة الحب تفوق مساحة القلب ما عساه فاعل أمام الضغط الهائل من الأحاسيس والمشاعر التي تسقط في جوفه كالشلال فتحفر الدهاليز في أعماقه لتصل إلى ينابيع العاطفة لتملئ خزاناتها بالحب وتهشم هياكل الجسد لتنطلق عنيفة تعبر عن سلوك العاشق غير المنضبط وتتخطى حدود المجتمع ليوسم العاشق بالجنون!.
إن كان الحب فعل روحي، فهو يستمد مدلولاته من السماء المتحكمة بالأرواح وبالتالي فإنها يجب أن تكون متحكمة بمساحة وكتلة الحب النافذة إلى القلب الذي تضيق مساحته على راجمات الحب القادمة من السماء.
يشكو ((نزار القباني)) ضيق مساحة قلبه إلى الرب قائلاً:
"يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها.....تعادل الدنيا
فضع بصدري أحداً غيره
يكون في مساحة الدنيا".
حين يكون مصدر الحب من راجمات السماء، فإنه لايصيب بدائه الحبيب وإنما بما يحيطه من كائنات تنال نصيبها عنوة فتغطي جزءً من مساحتها أو على سطوحها لتكون بمثابة بلورات الثلج العالقة على أغصان ووريقات الأشجار تشع ببريقها حين تهاجمها أشعة الشمس فتدافع عن نفسها مطلقةً ألوان قوس قزح كل لون فيه يحمل عاطفة وإحساس تتزاوج مع الألوان الأخرى في الهواء فتصبح فيروسات معدية تحمل داء الحب والعشق تصيب كل الأشياء التي تمسها أو تكون حاضنة لها كأن تكون قصيدة شعرية مصابة بداء الحب أو أوراق شجر غطتها فيروسات الحب. وبهذا يكون المحيط مشحوناً بأجواء الحب، فكل شيء في المحيط يعبر بطريقته عن المعاناة من داء الحب والعشق الذي أصابه في غفلة من الزمن.
يصف ((نزار القباني)) داء الحب لحبيبته قائلاً:
"الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر".
إن عالم الحب، هو عالم السحر والجمال وأحلام اليقظة وما لم يدرك المرء مكوناته لايمكن أن يعتمر قلبه بالحب. فمن لايجيد تفكيك عناصر الجمال وقراءة تفاصيله لايمكن أن يحس بالجمال ذاته، ومن يفتقد للقدرة على فك رموز وطلاسم السحر في عيون عشيقته لايمكنه إرسال ذبذبات القلب إليها ويفتقد لآلية استلام شيفرات الإعجاب وذبذبات الحب.
إنه عالم خاص مكون من عالمين: ظاهري وباطني يربطهما أواصر متوافقة بآلياتها في إرسال واستلام ذبذبات العشق ولها القدرة على فك الرموز وتحليل الإشارات وقراءة طلاسم مكونات العالمين الظاهري والباطني. فمن لايجيد قراءة نظرات العيون والسباحة في بحارها لايمكنه التقاط الذبذبات، فرسائل العيون هي إيحاءات بالإيجاب أو الرفض لاستلام ذبذبات العشق فهي التي تأذن للشفاه في التعبير عن المشاعر والأحاسيس لتعمل بعدها الحواس الأخرى في الجسد وتقوم بوظائفها ومهامها للتوقيع على عقد علاقة الحب!.
العيون هي رادار القلب الباحث عن الآخر، فمن لايدرك مداخلها ومخارجها يضيع في غاباتها المتلحفة بالسحر والجمال. يصف ((بدر شاكر السياب)) عيون حبيبته قائلاً:
"عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح يتأنى عنهما القمر
عيناك حين تبتسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا


.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك




.. محمود حميدة يحمل الوهر الذهبي من مهرجان وهران للفيلم العربي


.. تفاصيل أول زيارة لمصر من الفنان العالمي كامل الباشا?? #معكم_




.. خطبة باللغة العربية.. ما الرسائل التي أراد المرشد الإيراني إ