الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القلم السري والميليشيات

محمد الرديني

2015 / 9 / 17
كتابات ساخرة


في زمن الرئيس السابق صدام حسين كانت تنتشر دوائر عديدة تحمل اسم "القلم السري" وكانت واحدة منها في الطابق الثالث في دار الجماهير للصحافة التي كنت اعمل بها.
لم تكن هناك ميليشيات ماعدا فدائيي صدام حسين التي كانت لها واجبات محددة منها بشكل خاص حماية السلطة من العابثين.
ظللت سنوات طويلة وانا اريد معرفة ماذا يفعل هذا القلم السري سألت زملائي في قسم التحرير فلم اجد حوابا يشفي غليلي، سألت زملاء في الصحف الاخرى ولم اجد الا جوابا ساخرا: ولك ياعمي شلك بهذا السؤال،خليك بحالك بوية.
مرات عديدة قررت ان ازور هذا القلم السري بحجة ما ولكن خانتني الشجاعة او بالحقيقة لايمكن ان اعرف التفاصيل في زيارة قد لاتدوم الا دقائق.
نسيت الامر بعد حين ولكن الفضول اخذ يزداد وانا ارى كل يوم تقريبا رئيس هذا القسم يتجول بين الطوابق،كان ضخم الجثة يضع نظارات طبية زادت من عمره قليلا وزاده ايضا العرج في ساقه اليمنى.
حاولت ان اقترب واسأله عن اي موضوع ولكن لم استطع ساعتها ان املك الشجاعة الكافية لأفعل ذلك خصوصا واني لم اره بصحبة اي امرأة او رجل خلال تجواله في الدار.
تركت الامر كله فما عساني ان افعل والقلم السري ظل سرا بعيد المنال عني.
وحتى كتابة هذه السطور لم اعرف وبعد مضي اكثر من 35 سنة ماهو هذا القلم السري الذي قال عنه احد الزملاء وهو في حالة نشوة طاغية:هذا القلم ياصديقي يقرأ الممحي.
ماعلينا......
وتدور الايام وتكر المسبحة ويظهر لنا اخطبوط الميليشيات التي توزعت مهامها مابين الاغتيال بكاتم الصوت او السيارات المفخخة او العبوات الناسفة.
بعض هذه الميليشيات يمكن استئجارها لاغتيال فلان الفلاني او حرق بيت مسؤول لم تعجب تصريحاته مسؤول آخر.
وفي هذه البيئة الغريبة استشهد العديد من الابرياء وخصوصا من الصحفيين الذين كنت اعرف بعضهم ومنهم نقيب الصحفيين السابق شهاب التميمي الذي قلت عنه مرة مرة بانه بلغ من الرقة بحيث لايزيح نملة من على يده بل يتركها تذهب حيث تشاء.
فهذا مثلا عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى له ميليشيات خاصة تنفذ اوامره دون نقاش،ورب العزة وحده يعرف ماذا فعلوا وماذا سيفعلون، المهم هو سؤال يحمل حسن النية يقول: من اين يأتي عمار بالاموال ليصرفها كرواتب على اعضاء هذه الميليشيات؟سؤال محير ولكني واثق ان بعضنا يعرف الاجابة وياليتهم يتكرمون بها علينا.
نفس الصورة تنطبق على هادي العامري رئيس من منظمة بدر والتي احتلت مكانة جديرة بالاهتمام خصوصا مع الدعم الايراني لها ومع هذا فالخزنة الايرانية لم تفرغ بعد كما فرغت خزينتنا،فالخزينة الايرانية تصرف في كل الاتجاهات وبلا"وجع قلب" فالعراق والبحرين والكويت والسعودية وربما قطر هي البلدان التي تنفق فيها الملايين بلا حساب ولا كتاب.
في العراق ايضا ميليشيات عديدة متخصصة بالقتل عبر كاتم الصوت واسكات كل من تسول له نفسه مجابهة السلطة كلاما او فعلا.
لا انسى ابدا مقطعا نشر على الفيس بوك لمجموعة من الرعاع يعذبون اثنان لانعرف ماذا جنوا،احد هؤلاء كان يضرب بالسوط على ظهر احدهم وهو يصيح "ياحلاوة" تيمنا بممثل لا يحضرني اسمه الان كان يردد هذه الكلمة في احدى مسرحياته.
هل يمكن ان تتصور بشرا يضربون بالسياط رجلا منحني الظهر ويصيحون ياحلاوة،اقول بشرا لأنه ذلك الشخص الافطس لم يكن ولن يكن الوحيد في عراقنا العظيم.
اين وصلت بنا السفالة يارب العزة،فاذا كنت ترضاها لنا فانت رب قاس ولاتستحق ماتطلبه منّا واذا لم ترض بذلك فعليك ان تفعل شيئا لتوقف هذا الاخطبوط عند حده وانت تعرف ان جماعة المنطقة الخضراء يفعلون مايريدون ولكنهم يظهرون كل الطيبة والبراءة امام ناسهم وعلى القنوات الفضائية اياها.
ابعث لنا يارب ملاكا ينشر السلام في ارضنا فقد مللنا هؤلاء الذين سرقوا حتى احلامنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر


.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل




.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??