الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلي الأستاذ مصطفى بكري: هل من اجل ثأر شخصي تشعل الفتنة في مصر؟

دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)

2005 / 10 / 22
الصحافة والاعلام


عند سماعي بأن هناك مسرحية تسئ إلى الإسلام وتسئ إلى الرسول في وقت ليس ببعيد عن أحداث المرج وما حدث فيها بين المسيحيين والمسلمين وكيف أن قوات الأمن حاصرت كنيسة المرج خوفا من اعتداء المسلمين عليها وحبس المسيحيين لساعات طويلة داخل الكنيسة وهم فى رعب لا يعرفون مصيرهم وكل هذا لان احد الشيوخ صعد على منبر الجامع واخذ الميكروفين واخذ ينادي على المسلميين و يثير مشاعرهم ويقول ان المسيحيين يريدون هدم المسجد وكانت المشكلة ممكن ان تحل بالطرق السلمية ولم يكن ضروريا إثارة الناس هكذا وخاصة أن ذلك مخالف لديننا . وبعدها بقليل نجد من يفتح ملف وفاء قسطنطين ورفع دعوى أمام القضاء المصري لمعرفة إذا كانت قد أسلمت فعلا وهل أجبرت على الرجوع إلى دينها الاصلى أم لا. بعد كل هذه الحوادث شعرت ان هناك يد خفية تعبث بأمان مصر و بالوحدة الوطنية للشعب المصري . من من مصلحته إثارة الفتنة الطائفية فى مصر ؟إن أصابع الإتهام تشير إلى جهات عديدة ولكن وبالصدفة علمت ان الفتاة المسلمة التي كانت قد تنصرت ورجعت مرة أخرى إلى الإسلام والتي كانت محط أنظار وكالات الأخبار العربية وهى زينب المصرية إنها تقرب إلى الأستاذ مصطفى بكري (رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الأسبوع) ومن هنا ربطت فورا بين الحملة التي تشنها جريدة الأسبوع على أقباط مصر المسيحيين و بين هذه القرابة والسؤال هنا هل يثأر مصطفى بكري لما حدث لزينب بإثارة الفتنة فى مصر وضرب الوحدة الوطنية فى مقتل ؟ أن المسرحية مجال الخلاف قد عرضت من ثلاث سنوات فلماذا لم يعترض عليها احد حينها ولكن فى ذلك الوقت لم تكن زينب قد تنصرت بعد . أن حرية العقيدة من أهم مبادئ الحرية فإذا كانت زينب قد اختارت أن تتنصر هذه حريتها وعندما اختارت أن تعود فهذه حريتها أيضا وقال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة (256) لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" . إذا عقيدة الإنسان هي شئ خاص به بينه وبين ربه ولا يجوز لأحد ان يتدخل فيها وغذا كان الله تعالى اعطانا حرية الايمان به او الكفر به فى قوله تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وقال الله تعالى عن المرتدين عن دينهم فى سورة المائدة(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) إن من حقوق الانسان التي اعطاها لنا رب العالمين حرية الاعتقاد فكيف بعد ذلك نحرمها على بعضنا إن هذا يخالف الدين.وإن إثارة الناس وحثهم على المظاهرات أو حرق الكنيسة التي عرضت فيها المسرحية هذا شئ غير مقبول دينية أو إنسانية واستغلال مشاعر الناس تجاه دينهم فهذا أيضا من أبشع أنواع الاستغلال وهو أسهل ما يمكن أن يفعله اى إنسان مثير للفتن في وطنا فمعظم الذين تظاهروا أمام الكنيسة لم يشاهدوا المسرحية او يقرؤها فكان كافيا على محرضهم أن يقول أن المسرحية تسئ إلى الإسلام كي يستفذ مشاعرهم . عندما سمعت عن المسرحية قررت فورا أن أشاهدها أو حتى اعرف محتواها ولم ادع نفسي للانجراف فى التعصب الطائفي الذي اخذ معه الكثيرون . واعرف أنكم ستفاجئون برأي ولكنها الحقيقة أن المسرحية لا تسئ للإسلام من قريب أو بعيد ولكنها تنتقد بشدة الإرهاب وتشير على أن الإرهابيون يخالفوا تعاليم الإسلام وهذا كان في احد المشاهد عندما طلب أمير الجماعة الإرهابية من الإرهابيين أتباعه أن يخربوا الكنائس لأنهم بالنسبة له مشركين وان في القرآن يقول قاتلوا المشركين فرد عليه احد أتباعه قائلا أن هذا ليس في ديننا وان هؤلاء ليسوا مشركين مثل الذين كان يحاربهم الرسول وان الله قال في القرآن في سورة البقرة (190) " وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ" وإذا بأمير الجماعة يستشهد بحديث ضعيف وهو عن لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو برئ من هذا الحديث ( أمرت أن أقاتل الناس جميعا حتى يؤمنوا أن لا اله إلا الله محمدا رسول الله ...............) لان هذا الحديث يخالف قول الله تعالي في سورة يونس(99) " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ " فحاشا أن يخالف الرسول الله عز وجل و هنا نرى كيف يبرر الإرهابيين إرهابهم وان ما يفعلوه مخالفا لقيم وتعاليم الدين الإسلامي ومخالفا للقرآن الكريم . إن التعصب والكره مثل الحب أعمى واصم أيضا لا يجعل صاحبه أن يرى الحقيقة رغم أنها قد تكون في أوقات كثيرة واضحة مثل وضوح الشمس . ان التعصب يجعلنا أيضا ننسى تعاليم ديننا العظيم وهى ألا نعتدي على احد طالما لو يعتد علينا . وقد منعنا الله تعالى من تخريب أو حرق بيوت الله المتمثلة فى الكنائس أو المعابد حتى في الحرب في قوله تعالى في سورة الحج (40) ﴿الّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقّ إِلاّ أَن يَقُولُواْ رَبّنَا اللّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّهُدّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراً﴾ الأهمية القصوى هنا فى تأكيد القرآن على حصانة بيوت العبادة لليهود والنصارى والمسلمين حيث ذكر الصوامع والبيع والصلوات، أي كل ما يعتكف فيه الناس للعبادة من أديرة وكنائس وغيرها ثم جاء بالمساجد في النهاية، وقال عن الجميع أنهم يذكرون فيها اسما لله كثيرا، ولم يقل طبقاً لعقيدة الإسلام في الألوهية "يذكر فيها اسم الله وحده" حتى يجعل لكل بيوت العبادة لكل الملل والنحل حصانة من الاعتداء.وأخيرا يا أستاذ بكري ارجوا أن تتقي الله ولا تجعلها فتنة من اجل ثأر شخصي لان الفتنة اشد من القتل .ولا تستغل الجريدة التي أنت رئيس تحريرها لمصالحك الشخصية ومهاجمة من تكره ومحاباة من يدفع كوبونات النفط . أن مهنة الصحافة هدفها إظهار الحقيقة للناس لا الكذب عليهم و إثارة الفتن. وأخيرا حسب الله ونعم الوكيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات سودانية: مشروع من أجل تعزيز الصحافة المحلّية في السودا


.. فراس العشّي: كاتب مهاجر من الجيل المطرود




.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن