الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نافذة الى الوجود

مهند احمد الشرعة

2015 / 9 / 17
الادب والفن


أتجول في غرفتي مضطربا لعلي أجد حلا لهذا العبث المزمن في داخلي عبث وفي خارجي عبث كل ما حولي عبث فما العمل؟! كيف أتخلص من هذا العبث؟!
أسلم الأمر للذاكرة وأعود بوعيي الى الوراء هنالك اشياء كثيرة ذهبت الا انها ما زالت في ذاكرتي ما زالت اشياءا في ذاتها طاولتي القديمة واوراقي القديمة ليست هنا الا انها ما زالت في وعيي ولكنني اعدمها في العالم بعد أن أثبتها في وعيي هذا هو الوعي انه لعنة ولكن الذاكرة لعنة اكبر. كل ما حولي لعنة ولكنني انا اكبر لعنة على نفسي وعلى العالم.
في كل ما حولنا عبث وحتى نحن عبث أعود في الزمان الى الوراء مرة أخرى لأعرف كيف وصلت الى هنا كانت أمامي اختيارات كثيرة أن أستقيل من العمل أن أستمر في علاقتي مع .... أن اسافر أن أفعل أشياءا كثيرة ولكنني اخترت اشياءا أخرى هذا هو أنا أنا نتاج اختياراتي فالممكنات حولي ولكن قلقي الذي أظهر لي حقيقة وعيي الذي اختار ما ناسبه كثيرا ما أنظر من شباك منزلي وهو مفتوح في الاسفل تظهر أمامي الممكنات ألقي بنفسي من الأعلى أو أشتم المارة أو أرمي أغراضي من فوق او القي بمكتبتي على رأس صاحب البقالة لأقتله بالكتب التي يستهزء بها ولكنني أؤثر السكون لطالما أحببت الوحدة والسكون فهي لا تعرضني امام العالم للقلق ولكن الوحدة تشعرني بالملل انها لتشعرني بالغثيان خاصة عندما افكر بنفسي أو أفكر بالناس الوحدة لعنة كما الاجتماع لعنة لقد اخترع البشر المجتمعات ليتوقفوا عن أكل بعضهم البعض بطريقة مادية واضحة ولكنهم استمروا بأكل بعضهم البعض بطرق أخرى انهم يتنافسوا يتعاركوا يتحاسدوا يتباغضوا..... البشرية اختراع فاشل.
أنظر مع شباك الغرفة فتاة وشاب يمشيان يمسكان بأيدي بعضهما البعض الفتاة في بداية حملها أنظر اليهما اراقبهما وأفكر كم هما ملعونان !! ما الذي فعلاه ؟ أحبا بعضهما تزوجا مارسا الجنس مرات ومرات الفتاة لم يشعرا انهما سينجبان لا لم يشعرا أنهما سيرتكبان جرما أنهما سيوجدا كائن بشهوتهما وانانيتهما يبقيان عليه لينتقما به من العالم من الأجيال السابقة التي أوجدتهما ثم ينجبا الطفل - يختارا له اسمه ودينه وبجيناتهما القذرة حددا جنسه يوجدانه ليبدأ معركته مع ذاته ليحدد ملامحها ومع العالم ليثبت وجوده – يكبر الطفل يدخلانه الى المدرسة والجامعة ثم يتركهم يكبران بالعمر يتشاجران يتقاتلان يهرمان الاسنان تسقط العظم يلين العقل يضعف والوعي يتلاشى والذاكرة تلعب دورها القذر تعيد لهما الماضي احيانا واحيانا تسلب منهما وعيهما بالحاضر وفي النهاية يموتان فما جدوى ذلك بحق الجحيم ؟فكل انسان هو جحيم الاخر لهذا اخترت الوحدة لأهرب من وعي الاخر لأهرب من نظرته ولأرحم نفسي ولأرحمه فلا يكون عني صورة ولا يصيبني الفضول لأعرف ما هي الصورة التي كونها عني ولكنني امام وعيي مضطرا وأمام العالم مرغما إنني موجود والعالم موجود والآخر موجود.
أنظر الى المقهى الموجود أمامي أريد أن أنزل واجلس إلى تلك الطاولة الموجودة في زاوية الشارع هناك أستطيع مراقبة البشر بشكل لا أبدو فيه متجسسا عليهم بشكل مؤدب أكثر ولكن هل قيامي بهذا سيعطيني شعورا نفسيا أفضل ثم إن صاحب المقهى رجل ساذج وكريه إنه يأتي الى زبائنه وقبل أن يسألهم عن طلباتهم يحشر أنفه بحياتهم
- كيف حالك اليوم يا سيدي؟ / كيف هي زوجتك/أطفالك اعمالك حياتك سيارتك لا يتبقى سوى أن يسأله عن غائطه ما شكله وان يعرف لون بوله في الصباح كل هذا ليقيم مع البشر علاقة ود ليكسب أموالهم وهؤلاء السذج يفرحون بذلك إنهم يخشون الوحدة فيصدقون من يتملقهم ويحدثهم ويعشقون من يسألهم ويستمع اليهم فقط ليتناسوا الوحدة فقد أتوا وحيدين ويدركون انهم سيرحلون لوحدهم ولكنهم يحاربون ذلك بحماقاتهم كل هذا الذي يجري غير معقول غير معقول البتة التتابع في كل شيء بين الوجود والعدم شيء قاتل حقا.
أشعل سيجارتي وأراقب العالم عجوز تمشي في الشارع ببطء تبطيء خطواتها بقدر الإمكان وكأنها ذاهبة للقاء الموت تنظر الى فتاة شابة جميلة وتبتسم تتذكر شبابها تتذكر حماقاتها تتذكر رجالها أو نساءها -عندما أتعامل مع الاخر فأنا أضع كل الاحتمالات- تنظر الى السماء وتتمتم إنها تطلب الرجوع بالزمان الى الوراء أو أن يؤجل الموت فهل نسيت أنها تحمل الماضي في ذاته بوعيها ولكنه ينعدم في العالم وهل نسيت أن عبثية الحياة تنتهي بالموت كلهم يتمنون الرجوع الى الوراء ولكنهم يتناسون أنهم سيعودون للاشيء أي ما قبل الولادة ولا يعرفون أنهم يمشون الى مكان ما قبل الولادة في كلا الحالتين سيعودون الى العدم.ولكن طمع الوجود والخداع الذي يمارسونه بحق أنفسهم في محاولتهم الا يكونوا ما هم عليه يجعلهم يتناسون حقيقتهم الأولى كما يتناسوا انهم بالفعل ليسوا ما هم عليه حقا عتبة اللامبالاة عالية لديهم حقا.
كمثل كل البشر لدي رغبة في العودة بالزمان الى الوراء ولكن رغبتي هي العودة بالزمان كثيرا وكثيرا أريد العودة الى ادم وحواء او الخلية الأولى غير مهم البتة الى أيهما أعود المهم أن أعود الى الأصل وأقتله هذه الفكرة لطالما منحتني شعورا رائعا. أرمي سيجارتي ثم أنظر الى السماء وأنا أتفكر بهذه اللعنات التي مرت علي خلال دقائق و اتسائل لقد مات الاله نعم ولكن الشيطان ما زال حيا فهل اعتلى الشيطان عرش الاله الميت هل نسينا أن نقتل الشيطان بعد أن قتلنا الاله وهل نسينا أن نقتل أنفسنا فنحن جحيم لأنفسنا وجحيم لبعضنا البعض حقا.. أشد قبضتي وأنا أفكر وأخرج جسدي من الشباك وأنا ألوح بقبضتي بوجه السماء وأتمتم بغضب:أنا قادم إليك أيها الحقير ولكنني تذكرت أنني لم أنهي الكتاب الذي أطالعه لأعود الى أريكتي وأمسك به بيدي علي أن أريح نفسي قليلا لأعود واكرر ذلك مثل كل يوم............ الى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس