الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي وعبد الناصر

احمد كمال عباس

2015 / 9 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد انتهاء مولد 23 يوليو
السيسي وعبد الناصر
لم أشأ ان اكتب إثناء هوجة الاحتفال بانقلاب يوليو، عندما حاولت وسائل الإعلام بكل الطرق إثبات التشابه بين الرئيسين الحالي والأسبق، واثبات ان الرئيس السيسي علي خطي عبد الناصر، بل ان بعضهم تمادي ووصف السيسي وكأنه نسخة كربونية من عبد الناصر، حتى أنهم استمروا في إذاعة الأغاني الناصرية القديمة مع استبدال صور ناصر بصورالزعيم الجديد.
وسنتحدث عن أوجه الشبه والاختلاف بين الرئيسين:
1) كلاهما من المؤسسة العسكرية، وان كان ناصر بكباشي والسيسي فريق.
2) كلاهما قادا انقلابين بعد تردي وتدهور الأنظمة السابقة لهما فالملكية بدأت في الانهيار بعد حرب 48 ثم حريق القاهرة ونظام مرسي لم يقم أساسا وبدا في الانتحار بعد الإعلان الدستوري، وبعد قيام حركة تمرد، بالإضافة الي خطاب الشرعية الشهير.
3) كلاهما حازا تأييد شعبي حتى ولو اختلفت درجة التأييد، فلم يعارض ناصر سوي بعض النخب السياسية وكان هناك شبه إجماع عليه، اما السيسي فجعل الشعب ينقسم ( وساعده الإخوان في ذلك ) إلي مع أو ضد السيسي.
4) كلاهما هادن الإخوان في أول طريقهما السياسي ثم انقلب عليهم، ناصر نفسه كان يعتبره كثير من الإخوان ابنا بارا لهم، والسيسي اختاره مرسي لتدينه حتى إن الإشاعات انطلقت علي الفيس بوك بعد إقالة طنطاوي بان السيسي إخوان.
5) كلاهما يقود نظام قمعي، ليس ضد الإخوان بل ضد جميع القوي الثورية، فناصر بحجة أعداء الثورة كان يجمع الجميع في السجون، وفد مع أحزاب قديمة، شيوعيين مع أخوان، وطال التعذيب الجميع ولعلنا نذكر استشهاد شهدي عطية علي أيدي جلاد النظام، وفي سجون السيسي عدد اليساريين والثوريين أكثر من عدد الأخوان وكلنا نتذكر استشهاد الرفيقة شيماء الصباغ وهي تحمل وردة في وجوه جيش الأمن.
6) كلاهما أسس أو أعاد تأسيس الدولة البوليسية، فناصر هو من خلق الأمن المركزي بعد مظاهرات 68، كما بدل القلم السياسي إلي المباحث ثم اوجد امن الدولة إلي تغيرت في عهد مرسي إلي الأمن الوطني ثم تقويته في عهد السيسي ، وللرئيسان أجهزة أمنيه غير عسكرية مثل البوليس الحربي أيام ناصر، واستخدام معسكرات الأمن المركزي كسجون أيام السيسي بالإضافة الي وجود سجون سرية تحت اشرف غير قضائي.
7) استخدام القضاء في تثبيت الحكم، استعان ناصر في أول حكمه بالقضاء العسكري، تارة يسميه محكمة الثورة، وأخري محكمة الشعب، وان لم ينفذ حكم الإعدام في احد باستثناء الشابين خميس وبقري، هذه بالإضافة إلي مذ بحة القضاء والتي تمت تصفية المعرضين له، أما السيسي فيستخدم القضاء العسكري بكثرة دون إعلان أو تسمية، هذا بالإضافة إلي وقوف القضاء معه بعد منحهم مزيد من الامتيازات المادية وبعد الحالة الفريق الإخواني منهم إلي المعاش.
8) إعلام الصوت الواحد، فإذا لم تكن مع ناصر فأنت من أعداء الثورة من الرجعيين وخلافه، وإذا لم توافق علي كل أخطاء السيسي فأنت ضد الدولة أو موتور أو إرهابي، أيام ناصر كانت وسائل الإعلام يمكن السيطرة عليها وقليلة سواء المرئية أو المسموعة أو المقرؤة،فكانت الرقابة علي الإعلام موجودة، أما أيام السيسي، فوجود كثير من القنوات والصحف لا يمكن السيطرة عليها، هذا بالإضافة إلي وسائل الاتصال الاجتماعية بالنت، أدي إلي ظهور ظواهر إعلامية مثل احمد موسي ومصطفي بكري مهمتهم الدفاع عن السيسي وتخوين المختلفين معه.
9) رجال الرئيس، يعرف المرء باصدقاءه، ويعرف الرئيس بمن حوله،كان اهم رجل في فترة ناصر – بعد ناصر نفسه – هو المشير عبد الحكيم عامر، وكانا شخصيتان مختلفتان، ناصر يعشق السلطة وعامر يحب الحياة، كان ناصر يتحمل أخطاء عامر من اجل دوره الرئيسي ألا وهو منع أي انقلابات او تمرد داخل الجيش إلي ان تمت تصفيته بعد كارثة 67، أما السيسي فلم يظهر للان من هو الرجل الثاني في الدولة، وان تحدث كثيرون بأنهم مقربون من الرجل الاول وهو مفوضهم للكلام نيابة عنهم، المدهش أنهم نماذج كاريكاتورية مثل مصطفي بكري رجل كل العصور، مرتض منصور الذي يطيح في الجميع سبابا ولا يستطيع احد إيقافه، والطبع احمد موسي الذي سافر مع الرئيس إلي الخارج وهو عليه حكم قضائي.
10) الكاريزمة : لا تقارن كاريزمة ناصر بأحد فهو الزعيم الوحيد في التاريخ الذي يخرج الشعب للمطالبة ببقاؤه بعد فضيحة عسكرية، كما كانت جنازته وصوره المرفوعة في ثورة يناير دليل علي حب الناس له، أما السيسي فهد بطل في نظر مؤيديه، خائن وعميل في نظر معارضيه وتكاد تكون النسبة واحدة بين مؤيدي وعارضي السيسي.
11) الظروف المحيطة: كان الظروف الدولية أيام ناصر تساعده علي العداء اللفظي لأمريكا مما ساعد علي زيادة شعبيته أما الآن فأمريكا لا تقبل إلا بالإذعان التام، كما ان مشكلة الديمقراطية لم تكن ذات أهمية أيام ناصر مدام يؤدي ما عليه،أما الآن فضغط المجتمع المدني والشارع الأمريكي يجعلها قضية مهمة.
12) كلاهما نظام فاشي قضي علي بوادر ثورة شعبية، الأولي كانت ضد نظام ملكي فاسد،في طريقه إلي الزوال، منتظرا اللحظة المناسبة للتدخل الثوري الشعبي والثانية أجهض ثورتي يناير ويونيو بحجة المحافظة علي الدولة وبحجة القضاء علي والقضاء علي الفاشية الدينية المتمثلة في الإخوان المسلمين.
معا
(1) معا ضد العنصرية بسبب:
1- الجنس
2- اللون
3- الدين
(2) معا ضد الفاشية:
1- الدينية
2- العسكرية
3- القومية
(3) معا من اجل حرية:
1- الرأي والفكر والمعتقد
2- التغيير بالوسائل الديمقراطية
3- المظاهرات والإضرابات
4- التنظيم
(4) معا من اجل الإنسان آيا كان في كل زمان ومكان
عاش كفاح الإنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ؟؟؟
جوان علي ( 2015 / 9 / 17 - 15:25 )
ذكرتني بـ الشعار الذي يحلو للفوضويين في المانيا كتابته بخط عريض على واجهة المحلات والابنية خلسة .. الشعار يقول ـ الثورة الان ـ .. ومن سوء حظ الشعار ان عيني تقع عليه دائما بعد الرجوع من العمل لمدة ثماني ساعات .. وفي كل مرة تتداعى افكاري بشكل كاريكاتوري .. وردي في الغالب يكون .. ممكن الثورة غدا .. اليوم أنا تعبانة .. باختصار .. دع الرجل يعمل .. سئمنا من الكلام الثوري ومن خلط التاريخ بالجغرافية باليوتوبيا بـ ... الى آخره .. وعلى ارض الواقع نشاهد التناغم والتنسيق مع قوى اليمين الديني المتطرف وتبني مقولاته ومواقفه .. أهلا بالاخ


2 - الكلام الملغوم
فؤاد النمري ( 2015 / 9 / 18 - 07:21 )
تناسى احمد كمال عباس عن عمد أن ناصر تقدم ليكون القائد المغوار لحركة التحرر الوطني العالمية والتي عملت على تفكيك النظام الرأسمالي العالمي
ناصر احتفظ بصفحة مشرقة في تاريخ البشرية
يصعب على السيسي أن يبلغها بسبب الظروف المختلفة الصعبة بالرغم من انتصاره للديوقراطية

اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي