الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكيّف السياسي الإجتماعي .. حلقة المبادئ المفقودة.

احمد جمعة زبون
أستاذ أكاديمي وسياسي عراقي

(Ahmed Jumaa Al-bahadli)

2015 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


للسراق والمفسدين ...

التكيّف ما بين السياسي و الاجتماعي، شرط من شروط إدامة كل منهما في دائرة حضور الآخر، وإن كان التكيّف السياسي يعني: "سيرورة ترسيخ المبادئ والافكار العامة لترسيخ السلطة في بنية المجتمع"، فهذا يعني أن رهان المرحلة على الأقل في العراق المعاصر قد فقد الكثير من مقومات بقائه، خصوصا وأن النظرة السياسية في الأعم الاغلب وكما هي في حركتها التاريخانية قد ارتبطت بالشخصيات السياسية نفسها، بل ولا يوجد هناك سياسي ما مجرد عن سلسلة من المبادئ والقيم يؤمن بها ومنها تخرج الافكار العامة لمشروع ترسيخ السلطة السياسية.

والعلاقة فيما بين "القائد السياسي" و"الفئة الاجتماعية" تحكمها بالضرورة تلك "المبادئ والأفكار العامة" . فكلما كان إيمان القائد بتطبيقها عملياً .. متطابقاً مع قيد النظرية السياسية، كلما تاكد مفهوم ترسيخها في الذهنية الجمعية أكثر فأكثر، وكلما قل الايمان وجاءت التطبيقات بعكس ما يفترض أن يمثل النظرية، كلما تحفزت الذهنية الجمعية لتشخيص الخلل في الاداء. واحياناً يتحرك (الاجتماعي) وبمختلف الطرق للتعبير عن رفضه لهذه التطبيقات المغلوطة، وبعدم الاستجابة، سيتحرك لتغيير (القائد)، والنتيجة تعني تغيير المشروع (السياسي). ولا يمكن أن تمضي سيرورة التكيف السياسي الاجتماعي وهي خاضعة لمطلب مزدوج. والقرآن الكريم أوضح مثل هذه المعادلات الاجتماعية، إذ قال: (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

واقع الحال يؤكد وجود خلل في شخصية (السياسي)، وهنا لا اتحدث عن الجميع، بل اتحدث عن نماذج خاسرة، فقدت مصداقية التواصل في مشروع (ترسيخ السلطة)، فبينما تؤكد النظرية السياسية لاي قائد سياسي على التظامن مع الحقل (الاجتماعي)، نجد سلوك البعض منهم وللأسف أخذ ينسلخ عن الجماعة ليؤكد ذاته التي ما ظهرت إلا بعد أن محت بممحاة التأويلات والمخاوف أسسه ومبادئه وأفكاره كقائد وكسياسي. وهذا وحده كفيل بأن يكون مدعاة لنزع فكرة الانتماء، والتخلي عن حسنة الانقياد.

فالتكيف بمعناه الابسط: علاقة متبادلة إلتزامية، لها حقوق وواجبات، تفرض على الحاكم (السياسي)، كما تفرض على المحكومين في الحقل (الاجتماعي).

وما يفرض على السياسي ومن اول الطريق هو تبرير شرعي او قانوني او اخلاقي لطرق ممارسته للسلطة، فمن شأن ترسيخ هذه التبريرات أن تُحقق وبشكل كبير فكرة الانتماء وفكرة الطاعة. وإلا فإن أي سلوك سياسي خارج تلك الاطر الشرعية والقانونية والاخلاقية ستكون محطة من محطات إشاعة القهر السلطوي، كما ان اول مهام السلطة يجب أن يرتكز على رفع (القهر)، لكنه إن كان على السياسي أن يستعمل القهر من أجل فرض الاحترام على الانحراف الذاتي كحالة مستجدة وليست من تلك الاصول النظرية الفكرية، فإنه يجب الايمان بنهاية الطريق والاندثار، كما تبين ذلك سنن التحولات الفكرية في انظمة المشروع السياسي ما بين (الحاكم والمحكومين)؛ لانه لن يبقى إلا الاختيار بين الاستسلام للتسامح المفرط وفي مجمل القوانين جراء ضغط الحراك الاجتماعي، او إقامة نظام صارم لإخافة كل المناهضين المحتملين. وفي الحالتين يجب أن يعترف السياسي بأن المشروع الاول الذي جاء من خلال الايمان المتبادل قد إندثر، وحل بديلاً عنه تساهل مفرط، او إكراه مفرط.

فالنهاية قد لا تكون نهاية تكوينية، وإنما هي بداية جديدة لكتابة محاور في (السيرة الذاتية)، سيقرأها التاريخ على انها تمثيلا لمبادئ مفقودة إحتواها التنظير وأكوام الورق والمؤلفات، كما ان هذا التحول في السيرة السياسية إما هو مع الايمان ولم ينتفع منه، وإما من من دونه أساساً، وفي الحالتين (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً).


د. أحمد جمعة زبون البهادلي
بغداد .. 18 / 9 / 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة