الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا ابن العشيرة

محمد الرديني

2015 / 9 / 18
كتابات ساخرة


لا ادري كيف ظهر الاخطبوط العشائري في العراق وتنحت الدولة له ليكون هو الدولة والوطن والانتماء.
ولكني اعتقد،وربما كنت مخطئا، ان هناك سببين لظهور هذا الاخطبوط، فالانتماء الى العشيرة يعني تجارة رابحة حيث يتصيد الكل اخطاء الآخرين من الكل ليجني الملايين من هذا الخطأ عدا سبايا النساء بالعدد الذي يجدونه مناسبا. اما السبب الثاني فهو انحسار وضعف الدولة التي بات المشرفون عليها يذرفون الدموع على الوطن نهارا ويمتصوا رحيقه ليلا.
مناسبة هذا الكلام صديق نقل لي صوته عبر الاثير من البصرة ليقول لي: انه تعدى الاربعين ولم يتصور في يوم من الايام انه سيبحث عن فخذ او بطن عشيرته ليعلن انضمامه اليها،وبعد ان ظنٰ-;- انه وجد مبتغاه وانه سيحس بالامان فظهيرته هي عشيرته التي تأكد انها فوق القوانين بل فوق العراق كله سينعم باحساس بالامان ولايهم بعد ذلك ان ارتكب خطأ بحق الآخرين بقصد او بدونه.
فهاهو الان يقود سيارته بثقة عالية بعد ان كان يرتجف حين يمر من امام عربة "لبلبي" خوفا من دهس صاحبها الذي ربما يتعمد الوقوف في طريقه ليقبض الثمن المطلوب ولايهم بعد ذلك ان حمل جبيرة في ساقه او يده، المهم انه سيقبض الدنانير التي تسد عوزه الى حين.
اين يتجه العراق بقيادة هذا الاخطبوط؟،حتما انه ينحدر الى اسفل القاع، قاع الهمجية والتخلف والرجوع الى الخلف بركضات تشبه الى حد كبير ركضة طويريج.
في هذه البيئة التي تعيش فيها جرثومة "الآنا" نجد ان وزارة التخطيط تعلن ان نسبة الامية في العراق بلغت 20بالمائة ويمكنكم ان تتصوروا كم عدد الاميين في بلد تعداده السكاني اكثر من 30 مليون نسمة.
وحين يقول لنا التاريخ ان اجدادنا السومريين هم اول من اخترعوا الكتابة،فهل يكذب التاريخ ام اننا نعيش حالة تزوير وخدر منذ الاف السنين؟.
وتحاول الدولة التي يشبهها احد الزملاء بغريق يمسك قشة لعلها تنقذه ان تقلل من نسبة الامية عبر فتح مراكز جديدة لاستقبال الاميين ولكن حتى هذه التجربة لم يكتب لها النجاح حين وجد الشباب فرصتهم للانخراط فيها،في هذه المراكز، للاستفادة من المخصصات المالية التي تصرف لكل امي يلتحق فيها،وادعى هؤلاء الشباب بانهم اميين بفعل الظروف المحيطة بهم حتى ان بعضهم حمل القرآن معه حين ذهب للتسجيل ليقسم امام الموظف المختص بانه امي لايعرف"راسه من رجليه" ،كل ذلك من اجل حفنة من الدنانير.
من هنا نجد ان الدولار هو القائد الاعلى بالعراق بل هو الديكتاتور بلا منازع ولايستطيع اي كان ان ينقلب عليه ويذيع البيان رقم واحد،اما الانتماء للعراق والتمشدق بالوطنية والنضال من اجل دولة مدنية ديمقراطية فهذه تحف فتح القادة المبجلون لها باب المتحف لتنام هناك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولكن
فريد جلو ( 2015 / 9 / 18 - 00:35 )
-ولكن ولهذا السبب واسباب اخرى ترى الجماهير تتظاهر كل جمعه فهيه وحدها القادره على عكس الصوره لبكون من تسبب بكوارث العراق وراء قضبان السجون -المتحف- ولتنطلق عملية البناء من جديد


2 - مهنة ألآغا
حسن الكوردي ( 2015 / 9 / 18 - 13:14 )
اهديك تحياتي كاكَ محمحد . كما تفضلت أن نسيج ألإجتماعي في العراق قَبَلي وعشائري رئيس العشيرة عندكم يسمى الشيخ وعندنا يسمى آغا أولادهم يذهبون الى أفضل الدراس وأولاد الملحة اميين ويعيشون على أتعاب ألآخريين وهذا ليس المهم بل المهم هوا عندما كنت صغير كنت أرتعب عند مشاهدت ألآغا او سماع إسمه لأننا كنا فلاحيين وتحت سيطرته كبرت شيأ فشيأ وبدأت أفكر ما هيَ مهنة ألآغا ومن أين جاءت هذه التسمية سألت العقلاء وأصحاب التجارب عن ماهي مهنته هل هي مثل مهنة العامل والفلاح والنجار والمعلم ووو الخ لم أحصل على جواب مقنع وفكرت في هذا أكثر من ثلاثة عقود .؟ وأخيراً قبل فترة شاهدت مسلسل تركي حريم السلطان وفيها حصلت على مرادي شخصية في المسلسل أسمه سنبل آغا هذا ألآغا مسؤول عن جواري السلطان وكل ليلة يجهز جارية كي يختلي بها السلطان او احد ألأمراء ويسهر سنبل آغا خلف الباب حتى تنتهي الخلوه ويأخذها الى مضجع الجواري وهكذا الحال وهذا ألآغا مخصي وهنا حصلت على الجواب عن مهنة ألآغا وهي الق .!؟؟ . وشكرا لك


3 - الضرب على الوجع
رائد الحواري ( 2015 / 9 / 18 - 17:16 )
مقال يضرب على الوجع، فهنا عدنا/تراجعنا/تقهقرنا الى الخلف تحت راية العشيرة، فهو السرطان الذي يتفشى بيننا الآن ليس في العراق وحسب بل في العديد من دول المنطقة.


4 - اخي فريد جلو
محمد الرديني ( 2015 / 9 / 19 - 00:34 )
كما قلت اخي العزيز هناك ايضا اسباب اخرى كثيرة دمرت النسيج الاجتماعي بالعراق بدعوى التماسك والتكافل والحماية
فقط كنت اريد ان اعرف كيف يجري اختيار رئيس العشيرة وهل يجري ذلك بالانتخاب على طريقة المنطقة الخضراء ام بالتوارث
تحياتي


5 - اخي حسن الكوردي
محمد الرديني ( 2015 / 9 / 19 - 00:39 )
كان في ذهني ان ارفق بالمقال ادلة دامغة على استهتار رؤوساء العشائر بالشرف والقيم الاخلاقية الجميلة ولكني عدلت عن ذلك في آخر لحظة
الدولار ياصديقي هو الحاكم وهو الذي يمنح الجواري اذنا بالخول الى مهاجع السلاطين ومنها مهاجع بيروت ودبي ولندن ولاس فيجاس
سلمت اخي حسن


6 - اخي رائد
محمد الرديني ( 2015 / 9 / 19 - 00:46 )
اشكرك اولا على متابعتك ودعني اقول بجزم ان شعبنا لم يتقدم في يوم من الايام حتى يتراجع الان
فهذا العراق منذ تأسيسه العام 1920 وهويشخر في نوم عميق
سيغضب قولي هذا الكثيرين وسيقولون لقد قدم شعبنا الاف الشهداء في سبيل الاستقلال والحرية وقام بانتفاضات عديدة وليس من المنصف ان تلغي كل ذلك بجرة قلم
اقول لهؤلاء لو كان هذا مثل ما ذكرت لاصبح عنده رصيد من النضال يستخدمه وقت الشدة وهاهو يعيش هذه الشدة منذ 2003 ولحد الان ورصيده بدون رصيد
تحياتي

اخر الافلام

.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر


.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل




.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??