الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعاً عن هوية المسجد الأقصى ووجوده

بدر الدين شنن

2015 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


إلى القدس المحتلة .. إلى المسجد الأقصى .. تتجه أبصار وقلوب .. أصحاء الضمير والعقل والخلق .. وصادقو الانتماء القومي العربي .. والمؤمنون الصادقون الأتقياء .. وداعمو النضال الإنساني التقدمي في العالم .. وتحتضن بأخوة وإكبار المرابطين الفلسطينيين ، المقاومين للعدوان الصهيوني اليومي على المسجد الأقصى ، لتقسيمه .. وتهويده .. واغتياله كرمز مقدس للنضال الوطني الفلسطيني والقومي العربي .

إن مما لاشك فيه ، أن الهجمة الصهيونية الجديدة على المسجد الأقصى ، وعلى ما يمثله من قيمة رمزية إسلامية ، ووطنية ، وقومية تحررية ، قد جاء بهذه الشراسة والمتابعة ، نتيجة انقسام الصف الفلسطيني ، والتخلي عن خيار المقاومة والتحرير ، وانهيار الروابط والقيم القومية العربية ، وارتباط معظم الحكومات والقوى العربية ، بالمنظومة الإمبريالية ، والالتزام بمتطلبات مخططاتها المعادية للشعوب العربية ، والانخراط في عدوان الإرهاب الدولي على عدد من البلدان العربية .

كما جاءت نتيجة استنادها إلى معاهدات تبعد القوى الفلسطينية والأردنية والمصرية ، عن أي مواجهة مع إسرائيل . وهي اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية ، واتفاقية وادي عربة مع المملكة الأردنية الهاشمية ، واتفاقية كامب ديفيد مع جمهورية مصر العربية .

كما جاءت أيضاً ، في مناخ عربي وإسلامي ، تسوده فوضى منهجية ، زعزعت القيم الجمعية النبيلة ، الإسلامية ، والعربية ، الموحدة للقوى المقاومة للمشروع الصهيوني ، وللمخطط الإمبريالي العدواني ، الذي شكل خلفية التكفير .. والإرهاب ، والقتل .. والتدمير .. والسبي .. ومعاداة القيم والمعالم الحضارية الإنسانية ، وأشغل دولاً عربية في التصدي لعدوان الإرهاب المحلي والدولي ، وبدد الكثير من مقدراتها ( سوريا ، العراق ، ليبيا ، مصر ، الجزائر ، الصومال ، اليمن ) وفجر صراعات ، وعداوات ، عربية - عربية ، قبلية ثأرية ، ومذهبية ، أعادت الواقع العربي عشرات السنين إلى وراء .

ولذا من البديهي ، ألاّ يكون متوقعاً ، من جامعة الدول العربية ، التي أيدت العدوان على العراق ، وليبيا ، وسوريا ، واليمن ، وارتهن قرارها للدول الخليجية المرتبطة بالمخطط الإمبريالي الصهيوني ، أن تتخذ موقفاً فاعلاً ، ضد تهويد واغتيال المسجد الأقصى ، والقدس كلها ، وكافة الأراضي الفلسطينية . وألاّ يكون متوقعاً ، من مجلس التعاون الخليجي ، الذي يقف خلف انحرافات جامعة الدول العربية ، أن يخذ موقفاً أفضل من موقف هذه الجامعة .

غير أن هناك ثلاث دول عربية ، وإن لم تكن بحال قومي مغاير للدول العربية الأخرى ،خاضعة لسؤال المسؤولية المباشرة الموثقة ، عن فلسطين ، والقدس ، والمسجد الأقصى . وهي : المملكة العلوية المغربية ، والمملكة الأردنية الهاشمية ، وجمهورية مصر العربية . فلكل لمصر والأردن مع إسرائيل اتفاق سلام ، وعلاقات دبلوماسية ، بإمكانهما استخدام التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية أو قطعها ، وتعليق .. أو إلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل ، لإحباط مخططات التهويد لفلسطين ومقدساتها ..من طرف آخر ، أن الأردن ملتزم بموجب اتفاقات، وتفاهمات ، فلسطينية ، وإسرائيلية ، وعربية ، ودولية ذات صلة ، برعاية ( حماية ) الأماكن الإسلامية والمسيحية الفلسطينية المقدسة ، وخاصة القدس ، وتحديداً المسجد الأقصى .
وكذلك المغرب ، فهو يتولى بقرار من جامعة الدول العربية ، رئاسة لجنة القدس بما فيها المسجد الأقصى .

لكن المملكة الأردنية الهاشمية ، والمملكة العلوية المغربية ، تجاهلتا السؤال والمسؤولية . لم يتحرك ملك الأردن الهاشمي ، بقوة على كل المستويات للدفاع عن المسجد الأقصى ، لا بصفته المسؤول عن المسجد قانونياً وأخلاقياً ، ولا بصفته كما يكرر دائماً .. أنه من " أهل البيت " . ولم يتحرك ملك المغرب أيضاً للدفاع عروبة القدس وحماية المسجد الأقصى ، لا بصفته ملك بلد عربي له تاريخ عريق بمقارعة الاحتلال الإسباني والفرنسي ، ولا بصفته رئيساً للجنة القدس بتكليف قومي ، ولا بصفته " أميراً للمؤمنين " .

وكيفما كان تراتب المسؤولية العربية والفلسطينية الرسمية ، إزاء اغتيال المسجد الأقصى ، كرمز وطني فلسطيني ، وقومي عربي ، وإسلامي ، مقدس ، فإن كل الكيانات العربية ، الفاقدة للقرار السيادي الوطني والقومي ، والتائهة في مستنقع ثراء الطاقة والدولار ، مسؤولة عما يجري الآن في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى . وهي تعبر بإحجامها عن أي تصد سياسي وعملي ، لهذه الجريمة المعلنة ، الهادفة لإسقاط قدسية ، ورمزية ، وهوية ، ووجود المسجد الأقصى ، إنما يعني تواطؤها المشين ، مع الكيان الصهيوني لإنهاء القضية الفلسطينية برمتها .
وبطبيعة الحال ، إن من يهون عليه الدم السوري ، والعراقي ، والليبي ، واليمني ، ويشارك باستباحته وسفكه ، مع قوى الإرهاب الدولي الفاشية ، يهون عليه الدم الفلسطيني .. ورمزية .. ودم المسجد الأقصى .

إن أولى الخطوات الجادة الصائبة ، في التصدي لمشروع تهويد المسجد الأقصى ، والقدس ، وكل فلسطين ، هي العودة إلى وحدة الفصائل الفلسطينية ، وإلغاء اتفاقية " أوسلو " مع العدو الإسرائيلي ، والعودة إلى خيار المقاومة . لأنها هي الخطوة الوحيدة الرافعة للنهوض الفلسطيني والعربي ، لمقاومة وإسقاط المشروع الصهيوني .

إن معركة القدس .. والمسجد الأقصى ، ليست معركة .. محلية .. أو دينية . أو مذهبية . وإنما هي معركة وطنية لها أبعادها الهامة المتعددة . وهي معركة مفصلية في النضال لتحرير فلسطين . وهي جزء لا يتجزأ من النضال القومي العربي ضد مخططات الإمبريالية العالمية ، وضد حرب الإرهاب الدولي . بدلالة ما يجري الآن أمام الملأ من عدوان صهيوني رجعي إمبريالي متواز متزامن ، عدوان آل سعود على الشعب اليمني ، وعدوان الإرهاب الدولي على الشعبين السوري والعراقي ، وهجوم الصهاينة على الشعب الفلسطيني ، من أجل أهداف سعودية وإرهابية دولية وإسرائيلية متكاملة .. متقاطعة .. وخادمة .. لمخططات ومصالح المنظومة الإمبريالية العالمية .

وإزاء واقع الأنظمة العربية المتردي ، الذي يدفع بعضها إلى التواطؤ مع العدو الإمبريالي والصهيوني ، وبعضها إلى العجز المخجل ، وبعضها الآخر إلى الانشغال بالتآمر والاعتداء على بعضها البعض ، أو بالتصدي لحرب الإرهاب الدولي ، فإن القوى القومية والتقدمية ، مدعوة ، لإحياء المشروع القومي المقاوم ، وإلى توحيد صفوفها ، والقيام بشتى أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني والمرابطين المقاومين في المسجد الأقصى المحاصر وكل فلسطين ، ضد هجمات قطعان الصهاينة المتطرفين تحت حماية القوات الإسرائيلية المسلحة ,

وفي معركة الدفاع عن هوية ووجود المسجد الأقصى تعلو رايات " الجهاد " المشرفة ..

وفي كيفية التعاطي مع معركة المسجد الأقصى .. المفصلية .. في مواجهة المخطط الصهيوني .. لتهويد القدس وفلسطين كلها .. تبيض وجوه .. وتسود وجوه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة