الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدجيل ..الآن

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2005 / 10 / 22
حقوق الانسان


لن نختلف في أن صدام حسين كان طاغية لا يشق له غبار.. سوبر طاغية!!..
ولن نختلف في أنه أسس نظاماً شمولياً حوّل الشعب العراقي إلى (قطيع) غفير تنتابه القشعريرة حين يمر إلى جوار (تمثال) أو صورة على جدار.. لصدام حسين!!.
ولن نختلف في أنه لا يحق لديمقراطي أن يحزن على رؤيته وراء القضبان.. لا حول له ولا قوة، بعد عمر مديد قضاه مع الرصاص والبنادق، وترك خلفه ملايين البشر تبكي حالها وحال البلاد وتراب العراق الذي ضرجته الدماء البريئة طيلة عقود ثلاثة.
إلا أن الموقف من (الطاغية) يختلف عن الموقف من المحاكمة.. ولا يعني أن (قضاته) الحاليين امتلكوا ناصية العدل وإحقاق الحق وتطبيق القانون.
وإذا تجاوزنا قليلاً جورج بوش وحرصه على إتمام هذه المحاكمة مثل حرصه على (تمرير) مسودة الدستور (بحكم قلقه وأرقه.. وخوف الحكومة عليه من الاكتئاب إذا ما أصاب الشعب العراقي مكروه!!) فإننا أمام أمر لا يقل بشاعة عن دور الاحتلال نفسه في البلاد..
إننا أمام (الدجيل).. قضية قد لا تكون الأخطر في تاريخ صدام حسين في العراق.. هناك ما هو أكبر وأبعد:المقابر الجماعية في انتفاضة 1991 ، ومجازر حلبجة والأنفال، هناك مئات الآلاف من المعتقلين الذين أعدمهم نظام صدام حسين دون أية محاكمة.. بدأ برفاقه قيادات وكوادر الحزب عام 1979 ولم ينتهي ..حتى سقوطه !!
فلماذا قضية الدجيل؟!.
في يوم المحاكمة خرجت تكريت متظاهرة ضد الحكومة والاحتلال اللذين يحاكمان الرئيس المخلوع.. وخرج أهل الدجيل ومن (لفّ لفهم) بمظاهرة تطالب بإعدامه..
هل يعني هذا شيئاً؟!
سيقول دعاة الأميركان في العراق: إنها الديمقراطية.. كل يعبر عن رأيه!!
وسيتناسون أن هذه (كل) هي (كل) طائفية.. (كل) ستحرق الأخضر واليابس، وهو الأمر الذي يخطط له الاحتلال والحكومة معاً..
في كل القضايا المؤهلة لمحاكمة صدام تحوي عناصر خارجية وستنفتح (أبواباً مغلقة) على جورج بوش وأقطاب الحكومة العراقية العتيدة. بدءاً من الحرب مع إيران التي تعهدتها أميركا وغزو الكويت الذي تورط به صدام أميركياً، والحصار الذي فرضته أميركا على العراق وراح ضحيته مئات الآلاف من الأطفال..
أما قضية النظام المستبد الذي استساغ طعم الدم طويلا فسيسأل عنها شركاء صدام في الحكم آنذاك الذين توزعوا اليوم على المناصب ومراكز الحكم في العراق.
إلا (الدجيل).. التي لن تفتح قضايا شائكة وإنما ستدخل البلاد في أتون الحرب الأهلية.. أو كحد أدنى فإنها ستوقد لهذا المد الطائفي الذي بدأت بوادره تظهر منذ زمن ليس ببعيد..
لقد أرادوا من (قضية الدجيل) فتنة طائفية، بعد فشلهم في إثارة هذه الفتنة إبان التصويت على مسودة الدستور الساقطة.. الدجيل تعني الآن قضية صراع طائفي، سني ـ شيعي، أرادوا هذا الصراع لحسم قضية الفيدرالية وتقسيم العراق ..والذي لم يمر عبر الدستور.. هناك أدوات كثيرة عند الحكومة والاحتلال لتمريره..
ليس المقصود صدام حسين بهذه المحاكمة.. وليس المقصود إعادة الحق لأصحابه أو تسييد القانون والديمقراطية في العراق..
المقصود في هذه المحاكمة ضرب العراق من الداخل.. وصب اللعنات على تاريخ مشترك وموحد لكل طوائف العراق وأعراقه.. والوصول به إلى كانتونات منفصلة ومتعادية..
(الدجيل) الآن!! لأنها فتنة وصراع طائفي.. ولأنها عقاب للشعب العراقي على موقفه من الدستور وإسقاطه..
بدأت المحاكمة.. وبدأ المخاض الداخلي.. والقادم أعظم!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل