الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الجمعة

حسين جاسم الشمري

2015 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


المتعارف عليه في جميع بلدان العالم ان التظاهرات تخرج بدون اية موافقات او تخويلات رسمية, لان المتظاهر يخرج ليطالب الحكومة باصلاح او حاجة معينة تستوجب لفت انتباه صنَاع القرار لها, وعلى اجهزة الامن بكل اشكالها ومسمياتها الحفاظ على امن المتظاهرين من عبث العابثين, الا في العراق فان التظاهرات يختلف طابعها في كل مدينة وحي, ولان الحراك الشعبي الحر والتيارات المدنية التي نظمت نفسها بنفسها اخذت تخرج كل يوم جمعة لتلتقي في ساحة التحريرالزمت الحكومة بالانصياع لتجمعاتها, وكل ما ابداه السيد العبادي من جمعة 31 تموز لليوم هو اعلانات مدفوعة الثمن ليس الا, وهنالك من يراهن على تمييع التظاهرات بتفكيره المحدود فقد يتخذ من اعتقاده ان ملل المتظاهرين كسبب لرهانه او يعمل على اجهاضها بطريقته المعتمة التي يفكر بها ..الخ, والنقاط التي يتوجب علينا التوقف عندها كثيرة لكن ابرزها, بماذا تفكر الحكومة؟, لماذا لا تأخذ عبرة من التظاهرات التي اطاحت بسلاطين العصر وهي تعلم علم اليقين ان التظاهرات والثورات العربية او ما سميت بالربيع العربي قد اطاحت بأربعة أنظمة عربية حاكمة بدأت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومن ثم الرئيس المصري محمد حسني مبارك، تبعه مقتل معمر القذافي وإسقاط نظامه، فالثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي, وفي ساحل العاج استطاعت التظاهرات اسقاط اتفاق ماركوسي واجبار الرئيس العاجي لوران غباغبو الى اعادة النظر في اتفاق السلام الذي تم توقيعه في باريس بوساطة فرنسية بسبب رفض العاجيون له واستمرارهم في التظاهرات.
واذا كانت التظاهرات لا تنفع رغم انها تهز عروش المنطقة الخضراء فان احرار التحرير يفكرون الان بتدويل القضية لانه من غير الممكن خروج كل تلك الجماهير والحكومة واصحاب الحسبة يضعون العجين في آذانهم, وقد وصلتهم رسالة اليوم وعلموا ان ان التيارات التي خرجت اليوم والايام السابقة لن تتوارى ولن تتوقف وهي مستمرة وثبت لهم تزايد الاعداد وكأنها جمعة الغضب حيث اثبت الجمهور اليوم تواجده المثير للجدل واستمراره بالتزايد واكتظاظ ساحة التحرير بالجموع, وكانت محاولات شتى لتفريغ غضب الساسة لعرقلة مسيرة التحرير, بدأت باطفاء الانارة كاملة في ساحة التحرير وجعل الظلام يخيم على من فيها, التي كانت اهم اسباب تعالي الاصوات والهتافات, ومن ثم صدرت الاوامر الى الاجهزة الامنية بغلق جميع الطرق والجسور المرتبطة بساحة التحرير لارهاق المتظاهرين عند عودتهم وهي محاولة بائسة لا تجدي نفعا بل انها تعمل على العناد والاصرار على مواضبة الحضور لانه من المؤكد ان صاحب فكرة غلق الجسور وطرق العودة يحمل فكرا ضيقا جدا, وعند مدخل جسر السنك من ساحة الخلاني الذي اغلقته اجهزة الامن تجمع عدد من الناس من كبار السن ونساء متعبات وشباب واعلاميين ومثقفين وفنانين, بينهم الفنان عزيز خيون وزوجته الدكتورة عواطف نعيم الذين كانوا يهتفون في التحرير, وتسبب الغلق بتذمر الجميع ووصل الى حال ان هتف الفنان عزيز خيون بصوته الجهوري وباسلوبه المؤدب بالضابط المسؤول عن امن الجسر بكلمات احرجته جدا وقد سميتها بـ (الخطبة العصماء) لانها اربكت الضابط ومعيته بشكل ملحوظ, وعند اجباره على فتح الجسر وعبور الناس تقدم الضابط للفنان خيون وطلب منه ان يعبر, رفض وقال له ساكون اخر من يعبر الجسر.... عليك ان تسمح للجميع بالعبور ومن ثم انا, وقف وزوجته الى ان مرَ الجميع ومن ثم اعتلى منصة الجسر ليعلن للناس ان الشجاعة تأتي من رجولة ومواقف, وهذا الموقف يثبت لنا ان الفرد العراقي مهما كان مستوى تعليمه او افكاره لا يثق بالدولة واجهزتها جميعا لان ما يسري في عروقهم بات معروف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب