الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إكرام المسيء ومعاقبة المحسن

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من الأمور التي درجت عليها البشرية برمتها، إكرام المحسن و معاقبة المسيء وذلك أمر اتفقت عليه الشرائع السماوية والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية والذوق الإنساني العام ، فمن باب الحث والتشجيع على الفضيلة وعمل الصواب تعودت المجتمعات البشرية على مكافأة من أتى عملا حسنا مكافأة إما أن تكون مادية أو معنوية بقصد تشجيعه على أعمال حسنة من هذا النوع والابتعاد عن الإساءة في أي تصرف سواء كان اتجاه البشر أو الحيوان أو النبات أو أي من الموجودات التي تنتفع الناس بها. وبالضد من ذلك فإن الشرائع السماوية والأعراف الاجتماعية والقوانين الوضعية اتفقت كلها على استنكار واستهجان ورفض بل حتى المعاقبة في بعض الأحيان لمن يخاف في تصرفه الذوق العام أو ما ذكرنا من شرائع وقوانين وغيرها ، وكل ذلك بغية منع وردع من يقدم على أفعال مرفوضة ممنوعة. ولا يقبل الذوق العام أن تقلب هذه المفاهيم بحيث يثاب المسيء ويعاقب المحسن، وفي هذا المجال قال الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي :
ووضع الندا موضع السيف في العلا * مضر كوضع السيف في موضع الندا
ولكن هذا يحدث الآن في العراق ولا نعلم عذر من يفعل ذلك ! أهو مفهوم حديث للأخلاق والقيم لم نسمع به من قبل؟ أم هو الاستهتار بالقيم الإنسانية وضرب القيم عرض الحائط ؟ فقد تكررت مثل هذه التصرفات الغريبة مرات عدة من قبل القائمين على السياسة والإدارة الحكومية العراقية ، فالفاسدون إداريا وماليا ينقلون من وظائفهم القديمة إلى وظائف جديدة بعيدة عن الأضواء وعلى الأغلب إلى السفارات العراقية في دول العالم سفراء وملحقين في السفارات والملحقيات العراقية في أوربا ودول العالم الأخرى ! و يا لها من عقوبة قاسية على جرائمهم الكبيرة ؟!
ولم يقتصر النقل التأديبي على وزارة الخارجية التي تنقل المفسدين المقربين إلى السفارات الخارجية بالإبعاد والنفي المحبب ذاك بل تعداه إلى وزارة الدفاع والقوات الأمنية ، فكلنا يتذكر حادثة الهرب الجماعي لنزلا سجن أبي غريب من عتاة الإرهابيين والقتلة وقد أقلعت طائرة القائد العسكري المسؤول عن القاطع الذي يقع فيه السجن حاملة معها القائد المقصر والمسؤول الفعلي عن هذا الخرق الأمني الذي كلف العراق الكثير من الأرواح البريئة من شهداء التفجيرات الإرهابية التي قام بها الإرهابيون الانتحاريون الذين تمكنوا من الهرب في تلك الحادثة الخطرة ، وغادر ذلك القائد العسكري البطل أرض العراق إلى بلد الكنانة مصر الشقيقة إلى حين يطوى ملف الحادثة المؤلمة المرعبة حيث يتحرك عتاة مجرمي الأرض بين المواطنين العراقيين بحرية وأريحية ، هذا إن لم نسلم جدلا ومن باب حسن الظن بأن ذلك القائد الشجاع الشريف البطل لم يستلم من تنظيم القاعدة عن طريق وسطاء مبلغا وقدره ستة مليارات دينار لا غيرها لقاء التأخر المقصود لساعتين فقط عن تحريك قطعاته العسكرية للتدخل في السيطرة على الموقف في السجن المذكور وتطويق المنطقة ومنع السجناء الهاربين من الابتعاد عن مكان الحادث والتسلل إلى داخل المدن القريبة والاختفاء بين الناس ، والأنكى من ذلك وأبشع هو عودة ذلك القائد العظيم ليتسلم قيادة قوات جديدة وبتكريم معنوي مفرح ، أما ما حدث مع قادة العمليات العسكرية المتمركزة في مدينة الموصل وانهيارها المدوي في ليلة وضحاها فذاك أمر يستحق قادة الجيش عنه كل ثناء، في هزيمة غير مسبوقة من قبل أدت في ما أدت إلى فقدان ثلاث محافظات عزيزة على قلوب العراقيين جميعا ، وقد ارتكب التنظيم الإرهابي مجازر سبايكر وسجن بادوش والمجازر البشعة ضد الأيزيديين والآشوريين من حيث التهجير والنهب والسلب والسبي والاغتصاب ، وها نحن اليوم نرى عبود كنبر أحد أقطاب الهزيمة في الموصل يعين في الحشد الشعبي في منصب جديد مرموق عقوبة على تقصيره الواضح في كارثة سقوط الموصل في أيدي داعش الأثيمة . رحم الله شهداء العراق الأبرار الذين تراق دماؤهم بسبب فشل القيادات التي لم تكتف من التكريم على فشلها المستمر بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا