الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهيبيز والحجيج بدون ضجيج

فؤاد الطائي

2015 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في نهاية كل عام هجري يتنافس القادر والمقتدر والقاصي والداني كي يحضى بتصريح زيارة الحج الى مكة قبلة السائلين وفيها يمنح السائل بعد أداء تلك الشعائر بأمتياز لقب ( حاج) ومنهم من يرى أن الحجة الواحدة لا تؤدي غرضها المعلن أو المبطن سواء في الدنيا أم في الآخرة فيسعى لنيل رتبة ( الأركان) بتكرار الزيارة ليصبح حينذاك حاج -ركن كما في زعيم - ركن في رتبة العساكر ! .. ولست هنا في هذه العجالة بصدد مناقشة هدف الحجة المعروف في الظاهر بألتماس المغفرة والرحمة و(غسل الذنوب) أو لماذا يعود الحاج لأقتراف الذنوب ثانية لكي يحج ويطلب المغفرة ويغسل الذنوب والخطايا من جديد ؟! .. ولمن فاته قراءة تاريخ الحج وطقوسه في الزمن القديم الذي سمي بعصر الجاهلية نرى أنه لم تكن نفسها في ذلك الحين وشُذبت كثيرا وخاصة بمجئ الأسلام حتى صارت الغاية غايات وتحقيق الأرب ليس في مسعى الحاج لتحسين السمعة وكسب الثقة في نشاطه ورزقه وأنما أيضا فيما يجهله الكثير وهو في أستغلال هذه الشعيرة وظروفها المناسبة لعقد اللقاءات والأجتماعات والمباحثات السرية مع البعض ومع قوى خارجية لها مصلحة في رسم الخطط للتآمر والأنقلابات أو أبرام عقود التجارة والمال والمضاربات والسوق السوداء وغير ذلك حيث تغيب الشبهة وتنحسر المراقبة وسط هذا الحشد الكبير والزحام من البشر ما يمكن وصف الحالة بالمثل الدارج (شليله وضايع راسها) فهناك تتوفر للحجيج مساحة التحرك والأتصال ما لا يستطيعه في غير هذه المناسبة ! .. سندرك الآن ونستوعب وعلى سبيل المثال السبب الذي يدفع البرلماني (العراقي) والقيادات والمتنفذين في الحكومة للتوجه الى مكة بأهتمام وحماس كبيرين كل عام ! .. فالموضوع عموما لا أيمانا ولا عبادة ولا بطيخ ! .. ولنعد الى الجاهلية لنسرح قليلا في التأمل والتصور فحج الكعبة طقس قديم وتقليد أجتماعي ديني توارثته أجيال وأقوام ترجع جذورها الى أبراهيم أبو المؤمنين كما لقب الذي قيل أنه هو من أعاد بناء الكعبة بمساعدة أبنه أسماعيل ونقول أعاد البناء لأنّ الأخير قد بنته قبله الملائكة بأمر من الله ثم جدد من قبل آدم وهو أول إنسان على الأرض يتولى المهمة وبمساعدة الملائكة التي كانت تجلب له الأحجار من بعيد ولم يذكر الراوي واسطة النقل التي أستخدمتها لنقل الحجارة ؟! .. ومذ تلك العهود كان الناس يتوجهون اليها إبتغاء العون والرحمة والشفاعة والتجرد من ذنوب أقترفت حتى إستفادت مكة لتصبح منذ ذلك الحين مركزا للتجارة والسياحة وقبلة الزوار بحضرهم وبدوهم في رحلة الشتاء والصيف والخريف والربيع لكسب الرزق ولقاء الغرباء الذين تجمعهم المنافع والرغبات وشهوات الدنيا قبل الآخرة وعندنا نقول : زيارة وتسيارة .. تباركهم آلهتهم من الأصنام التي كانت تقف مرصوفة في فناء الكعبة .. ولنتصور ما قيل في مذهب من مذاهب الحج والطواف في ذلك الزمان وهو ما أطلق عليه بــ (الحلة) والحلة هذه ليست حلة بابل ! .. كان للحجيج في هذه الطريقة تقليد في التحلل الكامل من الملابس والطواف حول الكعبة عراة كما خلقهم الله تعبيرا عن تجرد البشر من ثياب تحمل قذارة ذنوبهم ووساخة شهوات أفلت تبحث عن جديد وتجديد ولا يحل لهم لبسها أو الأنتفاع منها ثانية وكان طواف العراة من الرجال يتم في النهار وعند حلول الظلام يأتي دور العراة من النساء وبأنتهاء مراسم الطواف يبدأ (هيبيز) ذلك الزمان في رومانسية الليل وخلوته حيث يلتقي الرجال بالنساء عراة أو شبه عراة وفرادى وجماعات في لقاءات ومجالس سمر وحب ومرح وشهوات يتبادل الرجال النساء بينهم وتتبادل النساء رجلا برجل حتى مطلع الفجر ولا من أحد يسمع صوت الديكة ! .. حتى صار موسم الحج وطريق الرحلة وأيامه ولياليه رغبة لا تقاوم وحلما منشودا بل إجتهدوا عمدا في مواقيت الحج ببدعة أطلقوا عليها (النساءة) أي أنهم (يزاغلون) حيث تلاعبوا بأشهر الحرم والحجة على هواهم يقدمونها ويؤخرونها على هواهم فجاء الأسلام فأبطل هذه البدعة وشذب الحج من تقاليد أخرى وإعتبرها من فعل إبليس وهو المبتلى أبدا ! .. قُـلْ إبليس هذا من يدري فقد يعني النساء والجنس والسلطة والمال وكلها هاجس (المؤمن) في الجاهلية والأسلام وفي الحاضر والماضي ونذكر بأن النبي في حجة الوداع قال : أنما النساء عندكم عوان لا يملكن شيئا اخذتموهن بأمانة الله وآستحللتم فروجهن بكلمة الله فآتقوا الله في النساء ! ..اليوم نقول : غدا أو بعد غد سوف ينضب النفط في أرض مكة حينها ليس أمام أهلها وملوكها الا موارد وعائدات الحج التي تقدر حاليا بأكثر من 18 مليار دولار سنويا وحتى تعوض عن ثروة النفط المفقودة عاجلا أم آجلا فلابد من (فتوة) مباركة جريئة من أهل الفتوات تجيز للحجيج الطواف عراة أحرار آمنون .. حتى يأتيها بني آدم رجالا ونساءا زرافات من كل بقاع الأرض مسلمين وغير مسلمين ليطوفوا الكعبة ويضمنوا الجنة في أرض مكة والآخرة ويحلوا التسامر والتوادد ويعيدوا للهيبيز ألقه ومجده وطقوسه ويمارسوا الحب الحر ويتجاوزوا المتحفظات والأحتشام في مسرة ووئام وفي الضفة الأخرى من مكان الحجيج الفرصة لتجمع اللئام عراة او غير عراة ليعقدوا صفقات السياسة والمال ورسم خطط إقتسام الحكم والأرض في البلدان في سلام وأمان .. وكل يغني على ليلاه .. فكل وطن لم يعد للجميع من أهله وإنما لأدنى الخلق والقطيع .. والأسلام ليس له مكان إلاّ في التجارة والسلطة وفروج الحواري والغلمان أكان في سابق العهد أم في هذا الزمان !! .. دمتم في أمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة