الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للانتحار !

فريد الساعاتي

2015 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


دعوة للانتحار !: ادعوا السلطة الحاكمة في العراق وسوريا وكل المعارضة وكل السياسيين والمدعين ،،للانتحار في اقرب مرحاض ممكن ،،لإفساح المجال لقوى إنسانية شريفة ان كانت موجودة لانقاذ البلدين من الماسي التي حلت بسببهم ، هذا ان كان لديهم قليل من الشرف والحياء والضمير ،،،

قصة عشتها من الواقع
هناك فتاة من أقاربنا خرساء صماء عمرها الان 14 سنة،،لقد حاولت من سنتين لمساعدة هذه الفتاة لتأتي الى السويد لحياة أفضل لانها معوقة ومستقبلها جدا محدود في العراق ،، حاولت مع الفيزا ورفضوا الطلب ،، حاول اَهلها شراء فيزا من العراق ،، وفشلت بعد ان دفعوا عربون 2000 دولار ذهبت هباء ،، لذلك فكرت انا ان اعبر هذه الشابة الى اليونان ومنها الى السويد واعبر معها كلاجيء بالرغم من اني سويدي الجنسية !.
التقينا في مدينة ازمير التركية ، هناك جائت الفتاة الصغيرة مع والدها من العراق واتت كذلك عمتها الشابة من السويد ، في النهاية استقر راينا ان تعبر الفتاتين بالقارب بعد ان اصرت عمتها السويدية بأخذ مكاني في العبور ذلك لكبر عمري وأوجاع ظهري !.

في ازمير كانت صعوبة إيجاد هوتيلات لانها مليانه ،، عراقيين سوريين في كل مكان ،، ناس نايمة في الشارع ،،ناس نايمة الحدائق ،،الهوتيلات مليانه ،، في اليوم الثاني تكلمت مع عدة مهربين ،، ومنهم عراقي مع وجبة عراقيين ،، راد 1500 دولار النفر ،،كانوا مستعجلين لذلك لم أتوفق للذهاب معهم ،، تكلمت مع مهرب سوري ،،اتفقنا معه على 1250 دولار ، اتصل بِنَا الساعة السادسة مساء وطلب منا الذهاب الى مدينة Bodrum تصورت ان المدينة قريبة !. حجزنا التذاكر الى محطة ومن هذه المحطة في باصات الى المدينة بودرم حوالي ثلاث ساعات ونصف ،، هناك اتصلنا بالمهرب ومنه الى مهرب اخر !. اخذنا الى هويتل على اساس التعبير نفس الليلة ،، وجدنا أمامنا وجبة عراقيين وسوريين في. طريقهم للذهاب مع مهرب اخر !.

مدينة بودرم سياحية وجميلة ، ولكنك ترى عوائل سورية قد امتهنت التسول !. وهم موجودين في كل مكان ،، ضلينا تحت رحمة المهربين ، أربعة ليالي ننتظر في اليوم الرابع نقلنا الى هوتيل خارج المدينة هناك كان في الانتظار 96 فردا في الانتظار للعبور ، في ثلاث عوائل كان معهم 14 طفلا أصغرهم في ثمانية اشهر وأكبرهم عشرة سنوات !.

جاء باص واصطف على الباب الجانبي وبدؤوا يعبرون الناس في الباص ،، عندها ودعنا الفتاتين ورايت دموع الفتاة الصغيرة وهي تودع والدها ، عندها تحول وجهها الأبيض الجميل الى احمر ،، اخذنا المهربين الى غرفتهم بالانتظار كرهينة لدفع المبلغ المتفق عليه في حالة وصولهم بسلام الى جزيرة في اليونان ، ذهب الباص وعاد خمسة مرات وهو ينقل الناس سرا في الواحدة ليلا ، عرفنا ان هناك قاربين وقد عبر الفتاتين في القارب الاول ،

كان المهربين في الغرفة يتابعون مسيرة القارب ب GBS مع احد موبيلات الركاب ، استغرقت رحلتهم اكثر من ساعة وربع ، كانت علي وكأنها ايام طويلة ، بعدها اتصلت بي السويدية لتخبرني انها وصلت جزيرة اليونان ، بكينا انا ووالدها من الفرح لسلامة الفتاتين ، دفعنا المبلغ المتفق عليه 2500 دولار للاثنين ، وعدنا على وجه الصباح الى فندقنا الأصلي ، في نفس اليوم عاد والدها الى بغداد ، وحجزت انا على اليوم آلتالي الى اليونان اثينا لاستقبالهم هناك وتدبير رحلتهم الباقية الى السويد ،

اثينا مدينة تعبانة ولاكنها أوروبية ، وتظهر عليها معالم الأزمة الاقتصادية ، سرقني صاحب التاكسي ب 20 يورو ، والتقيت هناك بمهرب اخر عرض علي ان يعمل للبنت الصماء جواز سويدي حتى ترحل بالطائرة مع الفتاة السويدية ، لكنه عرض علي جواز سويدي قديم يختلف عن جوازي السويدي الحديث ،!. يعني نسبة النجاح 50 ٪-;---;-- ، بعد النقاش الكثير في الموبايل مع قريبتي في الجزيرة ، فضلت هي ان تستمر مع كروب عائلة عراقية مسيرتها خلال دول البالكان ومنها الى أوربا الغربية

ذهبت صباحا الى ميناء اثينا لألتقي بالفتاتين عند قدومهم من الجزيرة في طريقهم الى اثينا ، الميناء كان مليان مهربين سماسرة دلالين ،،، أتت تباعا بواخر عديدة ، ،، وينزل منها ليس مئات وربما ألوف من الناس اللاجئين ،، رايت مسني العمر عجائز رايت عجوز يمكن بالتسعين منحنية الضهر مع اولادها ،، رايت معوقين على كراسيهم ،،رايت أناس بدون ارجل مع عكازات ،، أطفال،، رايت المبرقعة حتى وهي في لباس زورو !!. وريت شابات في الشورتات ببناطيل جدا قصيرة ،، الكل التحمت في الماسات والمظلومية ،،
وقفت ارى هذه الجموع الحاشدة النازلة من البواخر في ذلك الصباح ودموعي تنزل ،،وتنزل لاارادي ،، وحتى اني ابكي عند كتابتي هذه السطور ،،،

بعد عناء التقيت بالفتاتين أعطيتها جوازها السويدي ومبلغا كافيا من المال ،، وجاء باص لينقل كل الكروب ب 40 يورو للشخص الى حدود مكادونيا ، ودعتهم وذهبوا ،، والمضحك ان الكروب سالوني عدة أسئلة عن السويد وهم لايعلمون ان احد هذين الفتاتين التي معهم هي سويدية موجودة فقط لتعبير الفتاة الاخرى !. ذهب الباص وانا انظر اليه وهو يبتعد ،،

حجزت طيارتي وعدت الى ستوكهولم ،، تعبا قلقا لاأعرف ماذا سيحدث لكل هولاء ومنهم الفتاتين المذكورين ، هنا عرفت ان هنغاريا وكرواتيا قد أغلقوا الحدود ،، استلمت ليلة أمس SMS تقول انهم على الحدود الصربية الكرواتية ،،تعبانين وبهذلة،،، وتقول ربما لاتستطيع الاتصال اكثر لنفاذ البطارية ،

اتصلت بي ابنتي سلوى وهي تعمل متطوعة في احد تنظيمات مساعدة اللاجئين في ستوكهولم لتخبرني عن وصول إعداد كبيرة من اللاجئين ،، وحتى الدولة لاتلحق الان بإعانة كل هولاء وإنما المنظمات الانسانية تقوم بذلك ،،

قالت ابنتي وهي تبكي بالتلفون ( بابا متى تنتهي هذه الماسات ، لقد اتيت انت قبل اكثر من ثلاثين سنة هاربا من الحروب ، والآن لاتزال الناس تأتي هربا من ماسي هذه الحروب ،، هل ستستمر هذه الماسي ثلاثين سنه اخرى حتى يراهم أولادي ويبدؤون هم بدورهم للمساعدة ،،!! ) وهي تعني الحرب العراقية الإيرانية سابقا ،، وكذلك اطفالها الاثنين عمرهم سنتين وثلاثة

انا انتظر اخبار هذين الفتاتين ، لا ادري هل عملت صح ام خطا عندما دعوت الفتاة الصماء للخروج وهي لاتفهم لماذا كل هذا العناء ؟! وهي تتسائل بالايدي ،، لماذا لاتستطيع الذهاب الى السويد مباشرة بالطيارة ؟!!!

القصة التي ذكرتها جدا مختصرة عن رحلتي في سبيل تهريب الفتاة الصماء ،
وسوف اتباعكم بالنتائج ،،،،

الحالة مأساوية ،، لقد وافقت ألمانيا على حدود مليون ،،ولكن هناك ملايين اخرون في الطريق !. ماذا ستفعل ألمانيا والنمسا والسويد،، بكل هذه الإعداد الهائلة ؟! وهذه البلدان عندها مشاكلها الحالية من البطالة !. اين يسكنوا وهناك أزمة سكن في هذه الدول ؟!


مأسات تستمر ،،،، !!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليحيا انسان نيتشه
ماجدة منصور ( 2015 / 9 / 20 - 11:09 )
أشعر بألمك حقا..ما فعلته مع الفتاة الصماء انطلق من جوهرك النبيل و إنسانيتك الحقة أيها الفريد
أنا فعلت مثلك و ساعدت أحد أقاربي في الهروب من سوريا و قد أتيت به الى استراليا0
إمرأة قريبي المنقبة قد أوكلت الى نفسها مسألة (هدايتي) !!!0
حالنا بائس و نحن أمة في سبيلها الى الإنقراض0
نحن أمة لا تليق بنا الحياة0
نقول: خيرا تعمل شرا تلقى...فهل سنتوقف عن فعل الخير؟؟؟أبدا لن نتوقف و لن يهزمنا الشر لأن الحياة تليق بأمثالك و أمثالي0
ليحيا انسان نيتشه


2 - السيدة الفاضلة ماجدة منصور
فريد الساعاتي ( 2015 / 9 / 20 - 11:43 )
عزيزتي،،لقد زادني الشرف والاعتزاز ماذكرتيه عني
اما عن خيبة الظن ،هممم صدقيني هذه من الأمور التي جرحتني واذتني كثيرا حتى وصلت الى الكأبة ،،هناك قصة لي اخجل ان اذكرها ،،وهي عما حضرتك ذكرتيها خيرا تعمل شرا ترى ،،ربما في يوم من الأيام ساتملك هذه الجرأة لاذكر موضوع عن شخص قريب لي ،،اللذين سرقوني بعد ان إعالتهم لسنوات !!.
اما قضية هدايتك من هذه المراة فليس لي الا ان أهز برأسي ولا اتعجب ،،
أرجوك افتخري بطيبتك وكرمك فهذا اساس القوة التي تحميلها
تقديري واعتزازي


3 - الفتح المبين
اّيار ( 2015 / 9 / 20 - 11:47 )
تحياتي اليك اخي فريد الساعاتي وانا عشت معك وكانني عايشت توترك وقلقك حينما قمت بهذه المجازفة وارفقت ( العمّة ) مع قريبتكم تلك الفتاة المظلومة في حياتها في مجتمعنا والان وبعد ان عبروا بحر ( الظلمات ) خلال تلك الدقائق او الساعة الطويلة وكأنه دهر املنا ان يتم وصولهم الى السويد .. والمهم انهم الآن في الاراضي الاوربية ( بلاد الكفار ) حيث الامان والرعاية من كل الجوانب واهمها معنى الانسانية التي يجدها الانسان هناك ويفتقدها في بلادنا وجوار بلداننا واقول لك انك انجزت عملا رائعا والذي نبع من مشاعرك الانسانية ولقد فتحت افاق واسعة امام تلك الفتاة المسكينة وهذا هو الفتح المبين وليس فتح البلدان والامصار والقتل والنهب وسبي النساء وسائر الخلق ..تحياتي وان ينجمع الشمل باسرع وقت ودمت بخير .


4 - السيدة الفاضلة ماجدة منصور
فريد الساعاتي ( 2015 / 9 / 20 - 11:50 )
عزيزتي،،لقد زادني الشرف والاعتزاز ماذكرتيه عني
اما عن خيبة الظن ،هممم صدقيني هذه من الأمور التي جرحتني واذتني كثيرا حتى وصلت الى الكأبة ،،هناك قصة لي اخجل ان اذكرها ،،وهي عما حضرتك ذكرتيها خيرا تعمل شرا ترى ،،ربما في يوم من الأيام ساتملك هذه الجرأة لاذكر موضوع عن شخص قريب لي ،،اللذين سرقوني بعد ان إعالتهم لسنوات !!.
اما قضية هدايتك من هذه المراة فليس لي الا ان أهز برأسي ولا اتعجب ،،
أرجوك افتخري بطيبتك وكرمك فهذا اساس القوة التي تحميلها
تقديري واعتزازي


5 - قلبك كبير كالعادة،،
فريد الساعاتي ( 2015 / 9 / 20 - 12:12 )
اخي الحبيب أيار المحترم ،، نعم وكل ماتفضلت صحيح ،،سوف تأتي الى بلدان الكفر والالحاد العادلة ،،
قال لي والدها بعد العبور الحمد لله اللذي سهل !. لم أجاوبه ولكنه عادها عند وداعي له!. وهنا جاوبته ( ان الله لم يسهلها ،،ان اللذي سهلها هو المهرب وانت وانا وعمتها بهذه المجازفة ،، وهناك طريق طويل باقي ،،ولو اني التقي بالمدعو الله سوف أحاسبه على أمور عديدة ومنها هذه ابنتك الصماء ،،)
سكت والدها وهو يفكر بكلامي،،ولم يرد

هناك موضوع كتبته في صفحتي لم يسمح لي الاخوة في الحوار بعرضه
ولهم كل الحق لان فيه كلمات ومسبة ،،،كنت اتمنى ان تقرأه واواعدك راح تضحك كثيرا،،،عنوان صفحتي
Farid Alsaati
على اي حال لك مني كل الاحترام والاعتزاز ،،على وجودك وعلى وصفك الدقيق وكل كلمة ذكرتها

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -