الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يتعين مقاطعة الانتخابات البرلمانية في مصر؟

اسلام احمد

2015 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تعدّ الانتخابات البرلمانية القادمة من أهم الانتخابات في تاريخ مصر الحديث فهي من ناحية ثاني انتخابات برلمانية تجري عقب ثورة 25 يناير , ومن ناحية أخرى أول انتخابات برلمانية تجري عقب ثورة 30 يونيو وهو الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق التي وضعت يوم 3 يوليو عقب الإطاحة بحكم الإخوان لذا كان يتعين أن تحظى بقدر كبير من الأهمية سواء من جانب الدولة أو الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة

غير أن ما حدث هو العكس بالضبط فقد ماطلت الدولة في إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها الذي كان مقررا بستة أشهر عقب وضع الدستور بحجة عدم الانتهاء من قانون الانتخابات وقانون تقسيم الدوائر , كما فشلت الأحزاب والقوى السياسية في الاستعداد لتلك الانتخابات بشكل جيد وشهدنا كثير من الانقسامات والانسحابات في صفوفها!

والمشكلة أن هذا التغييب المتعمد من قبل الدولة لعقد الانتخابات البرلمانية والذي استمر لعامين قد أفضى الى نتيجتين على جانب كبير من الأهمية :

الأولى ملل الناس وانصرافهم عن الاهتمام بالانتخابات البرلمانية وبالشأن السياسي بشكل عام بعد فقدان حالة الزخم الشعبي التي صاحبت وضع الدستور والانتخابات الرئاسية

النتيجة الثانية منح سلطة التشريع لرئيس الجمهورية في ظل غياب البرلمان وهو ما استغله الرئيس وتوسع من ثم في إصدار قوانين خطيرة مقيدة للحقوق والحريات على رأسها قانون (التظاهر) الذي أتاح للدولة القبض على كثير من شباب الثورة الذين شاركوا في ثورتي يناير ويونيو , وقانون تعديل قانون الجامعات الذي مكن الحكومة من فصل أعضاء هيئة التدريس دون عرضهم على مجلس تأديب , وقانون (الأشياء الأخرى) الذي قيد حركة المجتمع المدني والمنظمات الأهلية فضلا عن قانون منع الإضراب عن العمل في المصالح والهيئات الحكومية , وأخيرا قانون (الإرهاب) الذي أطلق يد الأجهزة الأمنية في التوسع في استخدام سلطاتها في الاعتقال والقتل أو (التصفية بتعبير الإعلام المصري) دون حسيب أو رقيب بدعوى محاربة الإرهاب

ولأن الانتخابات يجب أن تجري في جو من الحرية والديمقراطية حتى تكون حرة ونزيهة ومعبرة عن إرادة الشعب يبدو واضحا مما سبق أن المناخ العام غير مهيأ لإجراء الانتخابات
كما أن المؤشرات الأولية تشي بعدم حياد الدولة تجاه العملية الانتخابية فقد سمعنا عن تأكيدات تشير إلى تدخل الأجهزة الأمنية في وضع القوائم وفي استبعاد أشخاص وقوائم معينة! , وهو ما أدى إلى انسحاب قائمة (صحوة مصر) بعد إلزام المرشحين الذين سبق لهم إجراء الكشف الطبي بإعادته على نفقتهم الخاصة مع ما يترتب عليه ذلك من أعباء مالية على المرشحين , وقد أكدت القائمة في بيان انسحابها أنه ثمة جهات لا ترضى لمصر أن تتغير ضيقت عليهم
أضف إلى ذلك قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر المعيب الذي من المتوقع أن يفرز برلمانا من أصحاب المال والأعمال والعصبيات القبلية والعشائرية وقد يتسلل إليه أيضا بعض الإسلاميين من أنصار النظام مثل حزب النور , برلمان ضعيف كهذا لن يتمكن من تحمل مسئولية السلطة التشريعية ولن يستطيع ممارسة دوره في الرقابة على الحكومة والتشريع وإنما سيكون خاضعا للسلطة التنفيذية
ولأن هناك كلام تردد مؤخرا عن ضرورة تعديل الدستور سواء من جانب الرئاسة أو الإعلام الموالي للنظام فلا أستبعد أن تكون تلك مهمة البرلمان المقبل الذي أتوقع أن يتم حله بعد ذلك بعد أن يكون قد أتم مهمته بنجاح وقام بإعطاء صلاحيات أكبر لرئيس الجمهورية في مقابل تقليص صلاحيات الحكومة والبرلمان

غير أن النظام قد لا يتمكن من تنفيذ مسعاه إذ لكي يحظى البرلمان بالشرعية الدستورية يجب أن يكون هناك نسبة مشاركة معقولة من جانب الناخبين وهو ما أستبعده في ظل انصراف الناس عن المشاركة السياسية وعدم وجود ما يشجعهم على تلك المشاركة

لكل ما سبق يتعين على كل القوى السياسية المخلصة للوطن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة لتفويت الفرصة على النظام في تنفيذ مخططه بعدم إضفاء غطاء شرعي على الانتخابات القادمة , كما يتعين على كل القوى الوطنية توحيد نفسها في جبهة واحدة في مواجهة النظام فضلا عن البحث عن خيارات بديلة بعيدا عن المشاركة السياسية وعن العنف طبعا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة