الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!

عماد صلاح الدين

2015 / 9 / 20
حقوق الانسان




كل الأشياء التي طلبها مني الأهل والأقارب والمجتمع، في التعليم والعمل، وفي النشاط الخاص والعام، فعلته طفلا وشابا وعلى فترات؛ عملت ذلك بجد واجتهاد، إلى درجة من الاستثناء المضني للجسم والعقل والأعصاب.
وقد قالوا: إن الذين يجتهدون ينالوا مرادهم وطموحهم وأمالهم، لا ريب في ذلك، ولا شك.

الأشياء، التي كانوا يحثوننا عليها، إلى درجة الاستحثاث والتخويف، من عاقبة الفشل فيها، تجاوزناها ونجحنا فيها، رغم الخوف الملازم لنا، قبل وأثناء وبعد.

هناك أشياء في عمر الطفولة، وحتى سن ما يسمى بالرشد العقلي بعمر ثمانية عشر عاما، لم نكن نحسب لها حساب، ولم نتعرف عليها بعد، لكننا كنا نحسها كأطفال، في حالة من طيف خوف متكامل، وله كمون في الأعماق وفي اللاشعور، خوف تتوارثه الأجيال، على مدى الأحقاب الزمنية؛ فشعرناه خوفا إلى درجة الإفزاع والقنوط واليأس، في ثنايا الممارسة الطفولية عامة، رغم التجاوز شكلا وتقليدا، في نتائج الممارسة تلك.

هذه الأشياء والخفايا المخيفة مستقبلا، والمعطلة لروح الأجيال وإيمانها وعمقها وإنسانيتها وإبداعها، تبدأ تظهر شيئا فشيئا، عند عموم البلوغ والمراهقة، في صدمات واقعية ومادية ونفسية، قوامها مستنقعات وسبخات من الفقر والجهل والمرض، ومرجعياتها في غياب حرياتنا وكرامتنا، وغياب نهج العدل والإنصاف، ومحاربة الطبقية الدينية والاجتماعية، وغياب العلم والنهج التربوي الصحيح.

فيعيش الناس والأطفال، في بيئة الدجل الديني والاجتماعي، والوعودات الزائفة لانتظار طويل، ختامه خازوق في مرحلة، وخازوقان أو ثلاثة في مرحلة ثانية، ثم مجموعة خوازيق أكثر خوزقة من خوازيق كل مرحلة سابقة وهكذا.

والناس، لا تزال ومعهم الأطفال، يحلمون ويتحركون على وهم، ولأجل خيال لا سند له من واقع، ويتم التوصية من كبراء المجتمع وأوصيائه الدينيين والاجتماعيين، حول النجاح الحتمي للمهمشين والفقراء والمرضى والمسحوقين. وساعة اللقاء والحسم الاجتماعي والمادي، ندخل جميعا في معادلة (الكبير كبير والنص نص والصغير منعرفوش). هذا على رغم كل كلام جميل ومؤثر معنويا عن الإنسانية والإنصاف وسواسية كأسنان المشط وغيرها.

والسائحون الغلابى في حركة المجتمع وواقعه، يلتزمون بشدة بحركيات المجتمع التقليدي، في شكل الدين، وهيبة المراس الاجتماعي المجامل زيفا ونفاقا.

وفي النهاية على ماذا يحصلون؟؟ يحصلون في كل مرة على فشل، وفي أخرى على خيبة أمل، وفي ثالثة على مشاكل وأمراض مادية واجتماعية مزمنة، يصبحون على ضوئها إما متآمرين أو عملاء أو خارجين عن القانون أو إرهابيين أو متطرفين أو زنادقة ومنحرفين أو ضالين وملحدين وأخير فاشلين.

أيها السيدات والسادة!! هل صرنا نمارس إجرائية حيوانية يومية، لكن دون غريزة الحيوان المحترم نفسه، ويسمى ذلك صبرا وتجلدا وإيمانا واحتسابا، وعلى قول المثل العامي الشائع(موت يا حمار تيجيك العليق).
لذلك كله، أرجو، وكما يرجوا- كذلك- زملائي في القطيع ألا تستنفدونا أكثر، فلم يتبق عندنا شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق