الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاضي بغداد الذي يعض !!!

سلام موسى جعفر

2015 / 9 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


قاضي بغداد الذي يعض !!!
يعاتبني بعض الاصدقاء ، ويقاطعني بعض قصيري النظر ، من اني اركز على سلبيات الحزب الشيوعي العراقي لدرجة العداء! وهم بهذا يخلطوا بين العداء للحزب وبين نقد النهج الفكري والسياسي لقيادة يمينية, ذيلية ادارت ظهرها لتاريخه المجيد وابعدت نهجه عن معاداة الامبريالية والصهيونية والرجعية الى السير تحت جناحهم علنا وعلى عينك ياتاجر! العتب و المقاطعة تذكرني بالقصة الساخرة "قاضي بغداد الذي يعض" , التي كتبها شمران الياسري.
في زمن التحالف مع البعث ، زمن السذاجة السياسية، كما وصفها الرفيق عزيز محمد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي آنذاك ، ظهرت على السطح عقد خلافية كثيرة بين حزبنا الشيوعي وبين الحليف الذي كانت قيادة حزبنا تعتقد اننا واياه سنبني معا غد الاشتراكية المشرق ! ( تماما بالضبط مثلما تعتقد قيادة الحزب الحالية من انهم يداً بيد مع العبادي , وربما مع العصائب والصدر سيبنون دولة ولاية الفقيه ! عفوا اقصد الدولة المدنية ) هذه الخلافات كانت تحل بسلاسة لصالح تعميق التحالف ، وذلك بان يقدم الشيوعيين على التنازل كالعادة لصالح حزب كاسترو العراق !
عمود "بصراحة" ابو كاطع الذي كسب قراء و جمهور واسع و من مختلف الاتجاهات بسب اسلوب شمران الياسري الساخر, البسيط والعميق في محتواه , تحول الى احد المصادر التي تفرخ الخلافات مع الحليف. ولهذا تحول ابو كاطع وعموده الى ورطة على الحزب ، اقتضت المعالجة !
واحدة من الاحراجات التي اوقع ابو كاطع بها قيادة الحزب وجريدة طريق الشعب قصة "قاضي بغداد الذي يعض" التي كتبها يوما ما في عموده ردا على ملاحظة من احد قياديي حزب البعث الذي عاتب شمران الياسري وجها لوجه " لماذا يا ابو كاطع تكتب فقط عن السلبيات ؟ " قصة قاضي بغداد الذي يعض لم اعثر عليها رغم محاولاتي لثلاثة ايام. ساكتبها كما اتذكرها وانتظر من القاريء ان يعذر لي عدم تطابقها مع الاصل.
وردت الى مسامع السلطان في الاستانة ان قاضي بغداد يعض في احيان كثيرة. تعجب السلطان و زاد فضوله سمعة القاضي الحسنة ! لهذا قرر عظمته ان يبعث الى بغداد مبعوثا شخصيا محل ثقة وبصورة سرية لكي يقف المبعوث بنفسه على الحالات التي يقوم قاضي بغداد فيها بالعض ، ان كانت الاشاعة صحيحة.
وصل المبعوث السري الى بغداد و حضر في اليوم التالي لوصوله واحدة لا غيرمن المحاكمات !
القاضي للمتهم : هل انت مديون بمبلغ من المال للمشتكي فلان ابن فلان ؟
المتهم : نعم سيدي وفلوسي حاضرة حتى اسدد.
القاضي للمشتكي: ممتاز ، لاتوجد اي مشكلة ، ديونك رجعتلك .
المشتكي للقاضي : لكن سيدي ، المتهم لم يعدها في الموعد الذي اتفقنا عليه!
القاضي للمتهم : لماذا يا ابني لم تعدها في وقتها ؟ الا تعرف انه في هذه الحالات يتوجب عليك دفع فوائد على الديون ؟
المتهم : تاخرت فقط يوما واحدا ، وعرضت عليه تعويضا ، ولكنه لم يقبل ، وانا الان اعلن امامك سيدي القاضي اني على استعداد لدفع اي تعويضات تقررونها. اريد فقط ان اسدد الدين الذي بذمتي. واكرر له اعتذاري عن التاخير وشكري له على اقراضي المبلغ.
القاضي للمشتكي : ممتاز ، لا توجد اي مشكلة. خذ نقودك وفوائدها.
المشتكي للقاضي : لا سيدي هذا ليس عدلا ! اتفقنا ان يعيد المبلغ في موعد محدد ! وعليه يتوجب ان يعيد لي نقودي في نفس الموعد، لا في اليوم التالي !
القاضي للمشتكي : لكن الموعد يا ابني مر ولن يعود ! وهو لم يتاخر عليك كثيرا. تساهل قليلا يا ولدي!
المشتكي : هذا غير ممكن، لقد اتفقنا وعليه ان يحترم الاتفاق. واطلب منك يا سيادة القاضي ان تجبره على اعادة نقودي في الموعد المحدد !
القاضي للمشتكي: يا ابني الزمن لن يعود الى الوراء. اتوسل اليك ان تقبل المبلغ مع الفوائد و بوسة مني!
المشتكي: لا يمكن ذلك ابداً ! اريد نقودي في الموعد.......
هنا نهض المبعوث السري واقفا وقال : انا مبعوث السلطان " لو تعضه لو تخليني اعضه" !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم