الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاجات الى اين؟

سمير عادل

2015 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يمض الا سبعة اسابيع عن الاحتجاجات الجماهيرية والتي حصرت بقصد او دون قصد في ايام "الجمع" وما زالت لم تشعر الهيئة الحاكمة في العراق من الحكومة والبرلمان والقضاء بأية ضغوط فحسب، بل بدأت تضحك على ذقون الجماهير بحزمة من الاصلاحات الوهمية والكاذبة والتي صفقت لها نفس جوقة الاحزاب والشخصيات المتنفذه في العملية السياسية. وقلنا في حينها لا تنخدعوا بالاصلاحات بالرغم كانت الاوهام كبيرة حول اصلاحات العبادي، الى حد تغنى العديد من خارج العملية السياسية وخاصة النخب المثقفة بما سمي باصلاحات العبادي، الى حد بنت قصر من الاوهام حول مستقبل جماهير العراق والسوبرمان القادم من حزب الدعوة، الذي اثبت أن تاريخه ليس افضل من تاريخ حزب البعث خلال العشر السنوات الاخيرة. والادهى من الضحك على الذقون هو قرار البرلمان الاخير في منع المواقع الاباحية على الانترنيت، والذي يدل على استخفاف كبير بالاحتجاجات وبالجماهير التي تطالب باقالة الفاسدين وتوفير الخدمات وفرص العمل. فاعضاء البرلمان الغارقين في ملذات زواج المتعة والزواج العرفي وتعدد الزوجات وقضاء السهرات الخاصة في الفيلات والقصور والنوادي الليلية في عمان وبيروت وانطاليا واسطنبول.. يظهرون انفسهم في "العراق الجديد" حامي الحمى "الاخلاق"، التي لا يملكونها عندما حولوا العراق الى بلد النهب والسلب والعصابات الطائفية من كل حدب وصوب. على الجماهير المحتجة في طول العراق وعرضه ان تقف لحظة للتفكير هل ان هذا البرلمان وهذه الحكومة جادة في الاصلاحات التي وعدت بها؟
ان كل من يعتقد ان الاحتجاجات بهذه الطريقة في حصرها في ايام الجمع اولا، وبالعفوية المستمرة ثانيا، وبالهاث وراء اصلاحات العبادي ثالثا، وفي البقاء في الميادين المعروفة الان رابعا، وبعدم توحيد المطالب والشعارات خامسا، وبالعمل بشكل مكشوف امام القوات الامنية التي وزعت الجماهير عليها الورود، وهي تعتقل وتعذب وتختطف وتقتل سادسا، فأن هذه الاحتجاجات لن تصل الى مكانها ابدا. ان حكومة العبادي والمليشيات المساندة لها استفادت من عامل الوقت كثيرا، والان تعمل على اقتناص الرؤوس والنشطاء والفعالين في الاحتجاجات كما فعلت في البصرة والحلة وكربلاء وساحة التحرير وسط بغداد. ان العبادي لا يختلف عن المالكي فكلاهما من بؤرة واحدة فليس هناك المزيد من الوقت للتوهم والانخداع به.
ان نقل الاحتجاجات كما قلنا في 25 شباط من عام 2011 وفي بداية هذه الاحتجاجات الى مناطق السكن والمعيشة والمصانع والمعامل، ومن ثم ان تكون مستمرة كل يوم بحيث لا تعطي فرصة لا للحكومة ولا للقوات الامنية ان تجر انفساها وتستفيد من عامل الوقت للتفكير والانقضاض عليها، وان توحد شعاراتها ومطالبها حول توفير الخدمات واقالة الفاسدين وتوفير فرص العمل او ضمان بطالة هو الضمان الوحيد للوصول الى الاهداف النهائية.
وبعبارة أخرى نقول ان قوة الاحتجاجات في توحيد صفوف الجماهير على صعيد العراق، والقضاء على عفويتها بتشكيل قيادة موحدة لها لا تساوم العبادي ولا تتملق للمرجعية تحت اي عنوان، وان تتبني المطالب والشعارات المذكورة التي هي مطالب جماهير العراق برمتها، بديمومتها في كل يوم ونقلها الى كل مكان. ساعتها ستشعر الهيئة الحاكمة في بغداد اما الهروب عبر بوابة مطار بغداد او الانتحار سياسيا او تحقيق جميع المطالب التي نادت بها الاحتجاجات.
من جهة اخرى نستغل هذه المناسبة كي نخاطب المناطق المصنفة بالسنية عنوة ان توحد صفوفها في الاحتجاجات وترسل برقيات تضامنية الى جماهير كربلاء والنجف والديوانية... وترفع شعار " شيعية.. لا سنية.. لتكن دولة العراق علمانية"، "لا شيعية..لا سنية، يسقط الفساد وتسقط الطائفية"، والتي هي واحد من الشعارات المركزية لاحتجاجات 25 شباط، وهذه الاحتجاجات التي اشعلت شرارتها في 31 تموز من هذا العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح