الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا شيعية ولا سنية.. دولة.. دولة مدنية

نادية محمود

2015 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في هذا المقال القصير اود تناول أهمية وثورية شعار "لا شيعية ولا سنية - دولة.. دولة مدنية". هذا الشعار الذي رفعته الجماهير المتظاهرة منذ اواخر تموز لهذا العام، ولحد الان، يجب وبكل استحقاق ان يكون الهدف التي تعمل الجماهير للوصول اليه لبناء دولة مدنية في العراق.
ان هذا الشعار لم يرفع من قبل اقلية مضطهدة دينيا، او اقلية غير دينية، بل من قبل الاكثرية التي كانت قد صنفت وعرفت بانها "شيعية". الاكثرية التي لم يكن نصيبها غير الحرمان والفقر وانعدام الامان.
ان الجماهير برفعها هذا الشعار، اماطت اللثام عن حقيقة احزاب الاسلامي السياسي الشيعي والسني. فتحت اسم نظام المحاصصة، جري السعي للتغطية على تقسيم اكثر شراسة واكثر قساوة وهو تقسيم الحصص والمنافع بين طبقة في السلطة السياسية لديها القدرة على التحكم في صرف موارد الدولة. وطبقة مليونية واسعة تعاني البطالة، او البطالة المقنعة، والمحرومة من ابسط الخدمات ومقومات الحياة الطبيعية للانسان.
ان شعار "لا شيعية ولاسنية" يكشف كذب الاحزاب التي تدعي الدفاع عن الطائفة وهو يسحب البساط من تحت اقدامها. ان الجماهير التي رفعت هذا الشعار تجادلهم، باسم من تحكمون؟ وعن اية طائفة تدافعون؟ ان من تصنفونهم بالـ"شيعة" او "السنة" لا يريدون دولة احزاب اسلامية او طائفية. بل يريدون دولة تؤمن لهم فرص العمل، ضمان معيشة للعاطلين منهم عن العمل، توفر لهم الصحة، والتعليم لاولادهم وبناتهم، الخدمات والكهرباء والماء والنظافة، وباختصار مستلزمات حياة طبيعية لاي انسان يعيش في هذا القرن.
من المؤكد ان شعار لا شيعية ولا سنية قد لا يضيف المزيد من الرغيف على مائدة الاسرة الفقيرة، قد لا يعني المزيد من فرص العمل، ولا يعني حياة اقتصادية افضل. ولكنه بالتاكيد يعني نهاية الاحتراب والقتل على اساس طائفي. يعني حفظ ارواح حياة الناس التي قتلت لا لذنب الا انها وجدت في الطائفة "الخطأ" في الزمان والمكان "الخطأ".
ان هذا الشعار يعني المطالبة بالتوقف عن استخدام "الطائفة" كدرع وكحصن يحتمي خلفه اولئك المتاجرون بالسياسة و الدين والطائفة. يعني المطالبة بالكف عن ارهاب الناس باستخدام الدين كسلاح في المعركة، وكأن مايؤرقهم هو الدين، وليس الصراع حول المصالح والمنافع والقوة والثروة والسلطة، وهو ما يدور حوله الصراع.
اضافة الى الفقر والحرمان، فان القتل وانعدام الامان كانت سمة هذه المرحلة الطائفية, ان ظهور داعش، ومن قبلها القاعدة، ولد على اساس التقابل الطائفي داخل الاسلام السياسي الشيعي- السني. فاذ كان ظهور داعش تم على اساس دولة اسلامية سنية، فان وجود الحشد الشعبي لا يقبل باقل من دولة تحكمها الاحزاب الشيعية.
ان شعار "لاشيعية ولاسنية"، هو شعار ثوري، وهو ليس مرفوعا بوجه السلطة الحاكمة في العراق فحسب، بل انه موجه الى ايران ايضا.وهو ايضا موجه ضد الاحزاب السنية ومن يقف خلفها من السعودية وتركيا. انه بشكل اعم، وقوف ضد الاسلام السياسي الذي اما ان يكون سنيا، او شيعيا.
الا ان هذا ليس نهاية مطاف مطاليبنا، ان ازالة الهويات الطائفية من طريقنا، انما هو لتمهيد السبيل لتعريف جديد للبشر ليس على اساس ديني. فان المواطنة المتساوية الحقوق، بغض النظر عن الدين و المذهب والعقيدة والجنس لهو حق مدني شرعته الشرائع المدنية منذ اكثر من قرنين من الزمن. الا انه لفي غاية الاهمية، ان نجتاز هذه "المرحلة الطائفية" لانها واحدة من اكثر المراحل السوداوية في تاريخ الجماهير في العراق، التي فرقت ولازالت البشر على اساس طائفي، ولازالت تحصد كل يوم ارواح الناس سواء من داعش التي تريد تاسيس دولة الخلافة الاسلامية، او الاحزاب الاسلامية الشيعية التي تريد اقامة دولتها.
لنكرر ولنرفع مرة اخرى شعار الجماهير الحي: لا شيعية ولاسنية، دولة.. دولة مدنية من اجل حماية حياة وامن وسلامة البشر من اخطار الطائفية، التي كنا ولازلنا نعيش ويلاتها كل يوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غلق باب التعليقات
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 9 / 21 - 15:57 )
عندما يكون باب التعليق مسموح من قبل الكاتب, فعليه ان يتفاعل من هذا الباب بأيجابيه ويرد عليها ايجابا او سلبا , لآن القارى عندما يقراء مقاله ما تراوده بعض الآفكار لمناقشتها مع كاتب المقاله , اما ان يتجاهلها ولا يرد فهذه حاله سلبيه من قبل هذا الكاتب , , وفي هذه الحاله عليه ان يغلق باب التعليقات وهذا من حقه , , ليجنب القارىء مقدما بعدم التفكير بمناقشه مقالته هذه , مع التقدير


2 - اعتذر عن الخطأ الفني..
نادية محمود ( 2015 / 9 / 21 - 16:14 )
العزيز قاسم الجلبي: اعتذر عن هذا الخطأ الفني غير المقصود، والذي اأمل اني عالجته الان.. بالتاكيد انا اكتب ليقرأ ما اكتب و انتظر التفاعل من الاخرين.. ان لم يكن كذلك، لا جدوى من الكتابة.. ساسر كثيرا بالملاحظات والتعليقات والنقد والتصحيح و الاضافات.. من القراء..، وان حدث اني تاخرت عن الرد، فاني سارد في اقرب فرصة..مع تحياتي واعتذاري مرة اخرى. نادية

اخر الافلام

.. تقارب استراتيجي مع الزعيم كيم جونغ أون يقلق أكثر من بلد


.. أخبار الحملة الانتخابية: التجمع الوطني يقترح إلغاء -حق الأرض




.. مظاهرات في القدس تطالب باستقالة رئيس الحكومة الإسرائيلية نتن


.. بوتين يتوجه إلى كوريا الشمالية في زيارة نادرة هي الأولى منذ




.. مقتل 11 مهاجرا وفقدان العشرات بعد غرق قاربين قبالة السواحل ا