الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (2)فايزة أحمد ملحمة الحب والغناء

صفية النجار

2015 / 9 / 21
الادب والفن


كبرت صبيّتنا,وهاهي تطرق أبواب ربيعها العشرين,,متنقّلةً بين "مهجعها " المتواضع "في "العتبة الخضراء " وسط قاهرة المعزّ,,ومعهد الموسيقى العربية في شارع رمسيس,تقطع المسافة ,لايلتفت إليها أحد,,يراودها خاطرً واحدً وحيد,,سأغني في القاهرة,سأغني في القاهرة,,تُرى يامصرُ يطيبُ المقام؟
إنه مقرّ الخبراء المثمنين,تصل إليه ,,حيث في انتظارها أحد أساتذتها ,الموسيقار الفلسطيني"رياض البندك" والذي كان قد قدم لها موشحي"امسحوا عن ناظري كحل السهاد"لابن الهاني الأندلسي, وأنت طيف أحسّه في الأماني للشاعر "حسن البحيري",,كما ولحن لها أغنية "إيش غيّرك",,وهاهما يلتقيان في مصر لتشارك في حفلٍ بالاسكندرية,,ويتوالى مثمّنو الجواهر والنفائس على الغرفة التي يشع منها بريقا الماس مخترقاً جدران المكان,,فتارةً يدقّباب الحجرة ليطلّ جمعٌ من الموسيقيين, توافددوا لاستكشاف تلك الجوهرة,,يريدون المزيد من البهاء,لايريدونها أن تكف عن الغناء,,وهاهما "موسيقيان"سيصيران يوماً من أعمدة الموسيقى في البلاد يطلان متسائلين عن صاحبة هذا الصوت الساحر,إنهما "كمال الطويل وبليغ حمدي",,,
وتارة يطرق الباب ليطلّ منه راهب النغم "رياض السنباطي"معلقاً بعد السماع والاستمتاع أمام جموع الموسيقيين"ده صوت الواحد يتمنى يلحن له",,,
وتبدأ "كرامات" المحروسة ,,وتشارك فتاتنا في حفل في مدينة الإسكندرية "اواسط العام 1954"وتغني عدداً من أغنياتها باللهجة الشامية والعراقية,,ولكنها تضطر للعودة إلى دمشق لتفي بتعاقداتها هناك,,
ومرّعامان,وذات صباح جميل,تتلقى دعوةً من شركة "مصرفون"-مصنع اسطوانات الشرق لمحمد فوزي وشركاه"وتحزم أمتعتها ,وتطير إلى القاهرة,لتجد في انتظارها مفاجآت لا مفاجأة,,ثلاثة ألحان في انتظارها ولمن؟
محمود الشريف "قول ياعزول" من كلمات "مرسي جميل عزيز"
رياض السنباطي"الطريق اللي اتقابلنا ف أوله" من كلمات حسين السيد
محمد فوزي"نار بعدك" من كلمات فتحي قورة
وتضحك الأيام ,ويصدح( الكروان,),هكذا أسماها "كامل الشناوي" الشاعر الغنائي الرقيق,,إذ قال ,إذا كانت أم كلثوم كوكب الشرق,فإن "فايزة أحمد" هي كروان الشرق
وتجتمع اللجنة الموسيقية برئاسة الموسيقار مدحت عاصم ,وحضور محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة,والشاعر العملاق "أحمد رامي"لتقرّ في جلسة فريدة بعد أن غنت لهم فايزة وأشجتهم كل ألوان الطرب,,اعتمدتي يابنتي,,,
ويعلوه ويحلق الكروان في سماء القاهرة ,ويحطّ على النوافذ والشرفات ,يرفرف بين أغصان الشجر وينقل بشدوه الشجيّ الحنون رسائل المحبين,,وينطلق من إذاعة القاهرة صادحاً مختالاً"أنا قلبي إليك ميال,ومافيش غيرك ع البال"
وينطلق لحن الموجي للكروان سهماً لايخطيء الطريق إلى الهدف,,ولتتوالى لقاءاتهما معاً في مجموعة من الروائع تجلّت في أغاني الأفلام "تمر حنة" .."ليلى بنت الشاطيء"...و"أنا وبناتي"
فكانت من أيقونات الأغاني السينمائية بلا جدال,,فمن منا يملك شعوره حين يستمع إلى "تعالالي يابا" .."قلبي عليك ياخيّ"
ومن منا لايطرب لأداء الكروان في "يالاسمراني,,وليه ياقلبي ليه,,
وأما "يمّا القمر ع الباب" تلك الأغنية التي منعت في إذاعة الأردن بتوصية من البرلمان الأردني,,كم من برلمان راح وولّى وبقي الكروان مستعطفاً لأمه ,مذيباً لقلوب عشاقه,,مستمسكاً بعشقه "للقمر",,وسيبقى
وأمّا أمّه,,أمّنا, ست الحبايب,,لحن الخلود,,فلها مع الكروان قصةُ ولاأغرب
قد نلتقي لنحكيها .غداً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر