الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب والاحترام المفقود

جمال الدين العارف

2005 / 10 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


عندما يقيم المرء مسيرة حياته يدرك ان شيئا ما ضاع منه في ردهات الزمن الذي قضاه مناصفة بين المغرب واوروبا وتزداد حسرة الضياع عندما تكون على وشك الامساك بشيء ثم تهب عاصمة ما فتنزعه منك مكرها عندها تتحسر وتزداد حسرتك عندما يكون هذا الشيء المفقود من قيمة نادرة في الزمن الحالي مثل الاحترام الذي بحثنا عنه كآدميين فلم نجده لكوننا فقدناه بفضل من تنسب اليهم عوامل التخلف في بلداننا التي لازلنا نعيشها رغم تحرر الامم وبلوغها شأنا كبيرا على الساحة الدولية وفي ضرف زمني وجيز, عندنا يبررون هذا التخلف بكوننا لا زلنا نحتاج الى زمن آخر كيف نلحق بركب الامم المتقدمة أي نصف قرن آخر علينا انتضاره لنشعر كآدميين أننا حقا نستحق الاحترام . وهاجرنا ونحن نبحث عن الاحترام وجدناه في هولندا ولكوننا مخلوقات لم تستوف حقها بعد من قبل حكوماتها عاملونا تعاملا تمييزيا من الناحية الايجابية فخصصت هولندا البلد المعروفة بالتسامح والتعايش " مع الاسف سابقا " امتيازات لهؤلاء المواطنين الجدد الذين هم في أمس الحاجة الى أشياء كثيرة لا يحتاج اليها الهولندي الذي تربى على حرية مطلقة في كل شيء ووفرت له الدولة كل شروط الحياة الادمية الكريمة وكانت هذه الامتيازات تتجلى في عدة ميادين الحياة , وبالأخص الاحترام المفقود اي يعامل الانسان ككائن مقدس وليس كحيوان تداس كرامته وتنتهك بعدة مبررات واعتبرت كل الامتيازات التي حضي بها المغاربة والمسلمون وبقية العرب من تسوية وضعياتهم وحصولهم على جنسية البلد المضيف من دون حواجز ولا عقبات كما تم تعويضهم شهريا ليس على العمل بل على الحياة التي عاشوها في بلد ليس بلدهم لأن اغلبهم وبكل بساطة لم يشتغل قط منذ هجرته الى هولندا وهو في صندوق الشؤون الاجتماعية وتدعمه الدولة في السكن والتعليم وتعويض الزوجات العاطلات عن العمل وحقوق أخرى مادية ومعنوية يحصل عليها المقيم في هذا البلد بدون أن يسعى اليها بل هي تسعى اليه في بيته الى ان انتشر هذا الجنس البشري النادر الذي عرف بلحية طويلة أطول من ذكائه ولباس افغاني قصير أقصر من رؤيته للحياة في بلد عرف منذ القدم الامن والعمل والاستقامة والصدق وانتشرت معه كل المساوئ التي هاجرت معه وأصبح عملة واضحة للغش والتزييف والسرقة والاعتداءات والى ان بلغت هذه الامراض حدا لايطاق رغم ذلك لم تصل حد مصادرة الاحترام الذي منح لهذا المهاجر كوسام ربما على المعاناة التي عاناها في بلده لكن شيئا ما حدث كان أكبر بكثير من قطع الطرق وسرقة السيارات والغش في القوانين هذا الشيء الذي يسمى عند زارعيه "الجهاد" يستحق أن يهان لكونه سلب الاحترام لهذا المهاجر الذي يجد نفسه في حالة لايحسد عليها اذ مرغما فقد هذه العملة بين بلده الاصلي وبين البلد المضيف أو البلد الذي كان يعتبر الى حد قريب البلد الثاني بالنسبة للذين هاجروا في سن البلوغ والبلد الاول للذين ولدوا فيه, انه الجهاد أو الارهاب ان صح التعريف فالاول يكون في ساحة المعركة وليس بين الابرياء في الاسواق والساحات العمومية والشوارع والذي كان من بين نتائجه السيئة حرمان ملايين من المغاربة والمسلمين من الاحترام الواجب في المجتمات التي يقيمون فيها وبكل صراحة هؤلاء الاروبيون يعذرون فقد بالغنا لحد ارهاب شعب قبلنا بكل مساوئنا ولم يتحرك رغم أننا كنا نمثل نسبة 30 في المائة من بين السجناء المتواجدين في السجون الهولندية مع العلم أننا لا نمثل سوى اقلية قليلة جدا بقيمة 315 الف نسمة في شعب يبلغ تعداده 15 مليون هولندي وتلك النسبة يتشرف بها المغاربة وحدهم دون غيرهم من الجنسيات الاخرى المتواجدة في هذا البلد و كنا في الصدارة وتغلغلنا في المجتمع الهولندي وغطى الناجحون منا فشل الراسبين والغشاشين الى أن جائت موضة الارهاب فعرتنا من كل شيء حتى الاحترام واصبحنا نشك في أنفسنا عندما ينظر الينا احد الاوروبيين هل يرانا كبشر عادي أم كارهابيين قد يتحولون الى قنابل تنفجر في وجوههم بين الفينة والاخرى ولا نملك أي تفسير لنظراتهم الشاذة نحونا والخاطفة قبل أن تلتقي اعيننا عندما نشاركهم في حافلاتهم وقطاراتهم وطائراتهم لكن عندما نحتك بهم ونبادلهم الاحترام يستغربون ويكثرون من الاستغراب لأنه بكل بساطة يعتقودن أننا كلنا ارهابيون متخلفون وهذا حقهم فقد والينا الارهابيين وفقدنا احترامنا كمواطنين مطلوب منا الوفاء واحترام الثقة الموضوعة فينا . وضفونا في الشرطة من اصغر الرتب الى اعلاها فخنا الامانة وتورطنا في افشاء اسرار الشرطة للمهربين وتجار المخدرات والمجرمين ووضفونا في الاستخبارات فبعنا اسرا الدولة للارهابيين واستقبلونا كأحد أفراد الاسرة الواحدة رغم شساعة البعد بين ثقافتنا وثقافتهم فابينا الا ان نكون بين الارهابيين وساندناهم بقلوبنا وجوارحنا ولم نعلم بأننا كنا نذبح الاحترام الذي منح لنا عندما قدمنا اليهم كآدميين يفتقدون الى العديد من المواصفات الآدمية وعبرنا بكل صراحة عن مساندتنا لابن لادن والقاعدة في شوارع لاهاي وامستردام في نفس اللحضة التي انهار فيها برجي التجارة العالميين في نيويورك ثم انخرطنا في مسلسل دعم مكشوف وفاضح لكل ما هو ضد البلد الذي نقيم فيه وثقافته واحترامه الذين منحونا اياه وبعد أن حصلنا على كل الحقوق الاساسية والاضافية التي نادى العديد من المتطرفين السياسيون منهم بحرماننا منها لم تستطع كل الحكومات المتعاقبة على هولندا المساس بأي منها الى أن جاء زمن الاهاب فكان مفتاح سحري مكن من اقتحام المحرمات السابقة وهدرها جميعها وفيما هو لايزال يجرف في طريقه كل شيئ جرف عن قصد أخر ما كنا نتمسك به وهو الاحترام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال