الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتنبر2015: الذكرى 78 لأحداث-ثورة -ماء بوفكران/ مكناس.

حسن العمراوي

2015 / 9 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شتنبر2015: الذكرى 78 لاحداث"ثورة "ماء بوفكران/ مكناس
حسن العمراوي: عضو المكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء – المغرب
إهداء: إلى كل المدافعين/ات عن "الماء" كملكية جماعية مشتركة

توطئة:
عرف المغرب المعاصر عدة انتفاضات شعبية وحركات احتجاجات بطولية كان "الماء" محركها الأساسي, ومن بين تلك الحركات ثورة " الماء لحلو" ببوفكران( أحواز مكناس) خلال مطلع شنبر 1937 بعد إقدام السلطات الاستعمارية الفرنسية على تحويل جزء من مياه وادي بوفكران لصالح " المعمرين" الفرنسيين ضدا على حقوق ومصالح الساكنة التي كانت تعتبر " الماء" عبر تاريخها ملكا جماعيا مشتركا غير قابل للخوصصة او التفويت,.
و كعضو المكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء- المغرب’ كجمعية مناضلة تدافع عن الحق في الماء وتهتم بتيمته في شتى أبعادها التاريخية والقانونية والايكولوجية.والثقافية....أود مشاركة الحركة الاحتجاجية المغربية وهي تخلد الذكرى 78 لإحداث بوفكران/ مكناس البطولية بهذه المقالة المتواضعة وذلك من خلال المداخل التالية :
-الجذور التاريخية للاستيطان الاستعماري بالمغرب
-لمحة عن الاستيطان الاستعماري بمكناس واحوازها
تحويل مياه وادي بوفكران واندلاع" كيرة الماء لحلو"شتنبر1937-
- - خلاصات واستنتاجات
الجذور التاريخية للاستيطان الاستعماري بالمغرب 1//:
أدركت القوى الاستعمارية منذ القرن 19 أهمية موقع المغرب وتنوع موارده الطبيعية وثروته المائية ...فحاولت في إطار الضغوط الاستعمارية على مغرب القرن 19 إيجاد المنافذ "القانونية" لوضع اليد على تلك الثروات والتأسيس لترسيخ الوجود الاستعماري بالبلاد, فسخرت كل إمكانياتها لفرض مجموعة من المعاهدات اللامتكافئة ( المعاهدة الانجليزية- المغربية لسنة 1856 والاسبانية -المغربية لسنة 1861 والفرنسية- المغربية لسنة 1863...) والتي تضمنت عدة امتيازات للأجانب بالمغرب أهمها :( الحق في القدوم إلى المغرب والاستقرار به والبيع والشراء والتنقل وملكية العقارات.....) وقد توجت تلك المعاهدات بعقد مؤتمر مؤتمر مدريد لسنة 1880 ،والتي شاركت فيه فرنسا وألمانيا والنمسا-المجر وبلجيكا والدانمارك وإسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والسويد والولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، وتم التنصيص في "المادة 11 "من المعاهدة على :"حق الأجانب في اقتناء ممتلكات عقارية بترخيص من المخزن) ومؤتمر الجزيرة الخضراء 1906 الذي أكد بدوره على"حق الأوروبيين في تملك الأراضي بالمغرب "
بعد التوقيع على معاهدة الحماية30 مارس 1912’ شكل الماء" موجها للسياسة الاستعمارية بالبلاد وانه لا سبيل لتوطيد الوجود الاستعماري الفلاحي بدون وضع اليد على الثروة المائية ’فسخرت الدراسات الكولونيالية كل إمكانياتها العلمية واللوجيستيكية لوضع خرائط هيدروليكية وحصر وتحديد الموارد المائية وانجاز دراسات حول مواقع بناء السدود ومد قنوات المياه وتوليد الطاقة الكهرومائية....والإسراع بالاحتلال العسكري للمناطق ذات الأهمية المائية ( الأطلس المتوسط نموذجا).
بموازاة ذلك عملت على نسف الترسانة" العرفية"-ازرفاه- التي كانت القبائل تدبر بها موارد ها المائية بشكل يضمن"حكامة مائية" و توزيعا عادلا للثروات المائية ’وتقر بملكيته الجماعية المشتركة... وذلك عبر سن مجموعة من التشريعات لتكون أداة "قانونية " لسطو على الموارد المائية , كظهير01 يوليو 1914الذي يجعل بقوة القانون من مياه السطح " ملكية عمومية" , و ظهيرآ أخر صدر بتاريخ 8 نونبر1919 يعتبر "أن المياه الجوفية تندرج أيضا ضمن الأملاك العمومية".
ولتسخير الإمكانيات المائية لخدمة الفلاحة الكولونيالية تم بناء العديد من السدود أهمها :( سد بين الويدان-سد سيدي معاشو-سد الكنصرة...)

لمحة عن الاستيطان الاستعماري بمنطقة مكناس واحوازها:

شكلت منطقة مكناس وأحوازها أهمية إستراتيجية في عملية الاستعمار الفلاحي بالمغرب بنوعيه " الرسمي والخاص" بحكم الموقع الطبوغرافي للمنطقة وتربتها الخصبة-الترس والحمري..- وأهمية مناخها و ثروتها المائية وشاسعة سهولها.....
حتى عرفت لدى المعمرين الفرنسيين " بكاليفورنيا المغرب", فكان من الطبيعي جدا أن يتمركز الاستيطان الفلاحي بالمنطقة منذ السنوات الأولى لتوقيع معاهدة قاس, ومن بين المعمرين الأوائل الذين استوطنوا المنطقة نذكر المدعو "إميل بانيو"-هناك مستشفى يحمل هذا الاسم بمكناس إلى حدود الآن ومن المرجح أن يكون سمي باسمه- والمسمى اوكوتوري-الذي استوطن منطقة الحاج قدور.....
لقد وجد المستوطنون كل الدعم والمساندة من إدارة الحماية وذلك باستصلاح الأراضي -وتوزيعها عليهم بأثمنة رمزية وتجهيزها وربطها بقنوات الري والسخاء في منح القروض....كما اهتدت مديرية الفلاحة بالمدينة إلى إحداث مختبر فلاحي(حديقة للتجارب أنشأت بجنان بنحليمة)....
لقد كان للاستيطان الفلاحي بالمنطقة نتائج كارثية على الساكنة حيث أدى إلى تهجير الفلاحين ومصادرة أراضيهم ودخول العلاقات الرأسمالية بواديهم ومنافسة منتجاتهم وتحويلهم إلى" عمالة"في ضيعات المعمرين.... مما ساهم في تنمية وعيهم الوطني وتنامي العداء للاستعمار.

تحويل مياه وادي بوفكران واندلاع" ثورة الماء" شتنبر1937
ساهمت كل تلك الظروف وغيرها في تنامي الوعي الوطني المعادي للوجود الاستعماري بمنطقة مكناس واحوازها’ وهكذا عملت السلطات الاستعمارية على التمادي في سياستها المعادية لمصالح الساكنة وضرب حقوقها التاريخية عبر إصدار القرار الوزاري بتاريخ 12 نونبر1936 والذي نشر بالجريدة الرسمية تحت عدد 1268 بتاريخ 12 ابريل 1937 والقاضي بتحويل جزء من مياه وادي بوفكران نحو ضيعات المعمرين وساكنة المدينة الجديدة – حمرية-ومرافقها المدنية والعسكرية ,مما كانت له انعكاسات سلبية على الفلاحين وساكنة المدينة القديمة وضربا سافرا لحقها في الماء,خاصة وان السنة كانت سنة جفاف بالمغرب’فانطلقت عدة إشكال احتجاجية سلمية للمطالبة بحقها المشروع" في الماء" والتراجع عن القرار الجائر,وقد تراوحت الأشكال الاحتجاجية ما بين توقيع العرائض وإصدار البيانات وتنظيم المظاهرات وتشكيل
"لجن للدفاع عن الماء " و" لجن للحوار والتفاوض".......
ومع تنامي حركة الاحتجاجات لتشمل الفلاحين والتجار والحرفيين والأطفال والنساء وساكنة المدينة القديمة ... خاصة يوم فاتح شتنبر1937 حيث نظم المحتجون مظاهرة صاخبة إمام مقر بلدية المدينة.الا أن السلطات الاستعمارية رفضت الاستجابة لمطالب المتظاهرين بل اعتبرت أن الاحتجاجات غير مشروعة ومن تخطيط وتدبير عناصر وطنية وشيوعيين... لكن الأحداث ستتخذ مجرا دمويا يوم 2 شتنبر 1937 بعد إقدام السلطات الاستعمارية على اعتقال بعض رموز الحركة الاحتجاجية’ فانطلقت الاحتجاجات في كل إرجاء المدينة ونواحيها لتلتقي جموع المحتجين" بساحة الهديم"رافعة شعارات " الماء ماؤنا تفديه أرواحنا "....إذاك أعطيت الأوامر لجنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين مما خلف العشرات من الشهداء ’ فكانوا بحق شهداء قضية الماء بامتياز .
خاتمة:-عاملان دفعي بي لتناول مثل هكذا موضوع أولهما انشغالي" يتيمة الماء" كعضو المكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء(أكمي –المغرب)
ثانيهما انه بالرغم من أهمية الحدث وقيمته التاريخية الا انه مر بشكل خافت ومحتشم على الساحة الوطنية.وعليه ادعو جمعية العقد العالمي-أكمي المغرب- إلى المبادرة بالتخليد السنوي لذكرى أحداث "ثورة الماء" لسنة 1937 لما تحمله من دلالات وأبعاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو